#فعاليات
زهرة الخليج - الأردن 19 سبتمبر 2022
كل عام، يحتفل السعوديون بيومهم الوطني في الثالث والعشرين من سبتمبر، وهو اليوم الذي أصدر فيه الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود، مرسوماً يقضي بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتهما، إلى المملكة العربية السعودية عام 1932.
وتتزامن المناسبة الوطنية الكبيرة، هذا العام، مع الانفتاح الكبير الذي تعيشه المملكة، التي تعد شقيقة كبرى للدول العربية كافة، ويأخذ الاحتفال بالمناسبة أشكالاً عدة، منها: الغناء الشعبي، والأهازيج، التي تعبر عن تاريخ وتراث وعادات وتقاليد ضاربة في القدم.
وتتميز الأهازيج الشعبية بأنها تؤديها جماعة كاملة، ولا تقتصر على شخص معين، ودائماً تُصحب هذه الأهازيج برقصات ولوحات، تعبر عن إرث وفلكلور المنطقة الآتية منها.
وبدأت فنون الأهازيج الشعبية في السعودية منذ حقب زمنية قديمة، وأخذت الأجيال في توارثها، حتى صارت السعودية بلداً غنياً بالألوان التراثية والفنية والشعبية، وتختلف الرقصات والأهازيج فيها من منطقة إلى أخرى، ما ساعد في تنوع موروثها الشعبي لاتساع رقعتها الجغرافية، والتمايز بين ثقافاتها المحلية، ما جعل لكل منطقة بها فلكلورها الخاص في الرقص. كما كان لتنوع الثقافات والحضارات، التي احتضنتها أراضي الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، دور كبير في هذا الإرث الحضاري والإنساني.
ومن أشهر الأمثلة على الأهازيج الشعبية السعودية، كما ورد في المراجع الشعبية والفلكلورية المختصة بالأهازيج السعودية على شبكة الإنترنت، ما يأتي:
لعبة المزمار:
تعد لعبة المزمار الرقصة الشعبية الأولى في مدن الحجاز بصفة عامة، وهي خاصة بالرجال، وتقام في كافة المناسبات والمحافل والأعياد؛ لأنها تجمع الناس لقضاء ساعات من المرح واللهو والمتعة والانسجام بالرقص والغناء، وإبراز المهارات والمواهب والقوة والنشاط في المقارعة بالعصي (الشون)، وهي العصاة المدهونة والمشبعة بالشحم واللية، لزيادة قوتها وصلابتها، ولعدم كسرها أثناء المقارعة. ولعصاة المزمار مشدٌّ وحزام في وسطها وجانبيها، وعادة يصنع من جلد ذنب البقر والثيران، لتماسكه وعدم كسره، وأحيانًا يجعل معها جلب من النحاس أو الحديد الخفيف، بدلاً من الجلد. وهي لعبة حماسية رجولية، تتطلب قدراً كبيراً من الخفة والرشاقة والمهارة والذكاء والتوافق الحركي بين اللاعبين على أصوات الطبول والنقرزان والمرد والطِّيرَان التي تلهب حماسة اللاعبين وانفعالاتهم مع صوت الأهازيج والزواميل والغناء الجماعي بالهتاف والتصفيق والترديد.
المجرور الطائفي:
هو لون من ألوان الفنون الشعبية الشهيرة في السعودية، والمنطقة الغربية على وجه الخصوص. اشتهر بهذه اللعبة والرقصة الحجازية أهل مدينة الطائف بصفة عامة، وبرعوا فيها حتى ارتبط اسمها بهم، وأصبح اسمها المتداول عند الناس "المجرور الطائفي". ومن أهم مميزات هذه اللعبة هو زيها المتفرد منذ القدم، الذي لم تغيره الأيام بتتابع الأجيال، وهو الثوب الحويسي (الطائفي) الأبيض بوسعه وراحته التي تعطي اللاعب مجالاً ومتسعاً وراحة في القفز والدوران. واللون الأبيض هو سمة لاعبي المجرور المعتادة والمعروف بها، والعقال القصب الذي يعتبر علامة فارقة لكل الفنون والألعاب الشعبية، والحزام الأسود المثبت على الكتفين والوسط، وهو ما يسمى "المسابت"، التي تثبت الثياب من الأعلى أثناء القفز والرقص والاستعراض، بالإضافة إلى الغترة البيضاء.
غناء المجالسي:
فن من فنون الغناء الطائفي الشعبي القديم، الذي اشتهرت به مدينة الطائف والقرى التابعة لها، ويعتمد على إلقاء القصائد الشعرية والتغني بها صوتًا ونغمًا جماعيًا بأسلوب شيق ومحبب وفريد في الإلقاء، والترديد الذي يشارك فيه الحضور بصوت جماعي مثل الكورال في الغناء. وطريقة الفن المجالسي هي جلوس الجميع على الأرض، لذلك يسمى المجالسي، لجلوسهم على شكل حلقات دائرية أو مربعة أو مستطيلة، بمن فيهم الشاعر ملقي القصيدة الذي يتوسط المجموعة، ويلقي القصائد بصوته الجهوري، ونبراته الشجية المتناغمة بلحن موحد حتى نهاية القصيدة مع صمت الجميع وإصغائهم خلال الإلقاء، ثم مشاركة المنشد في الشطر الأخير.
الخبيتي:
فن شعبي حجازي طروب، محبب للنفس، ومرغوب، وهو من الفنون الغنائية الجميلة، والألعاب الشعبية الراقصة الأصيلة التي تشتهر بها المنطقة الغربية (الحجاز)، خاصة المدن والقرى على امتداد الساحل الغربي للسعودية. وهذا اللون الغنائي له مميزات وخصائص عديدة تسر المشاهد والسامع، وتبهج النفس برقصاته الجماعية أو الثنائية، وبألعابه وحركاته الاستعراضية الرشيقة، وبغنائه الجماعي، وأناشيده وترديده وتصفيقه على إيقاع الطبول والزير والدفوف والطِّيرَان، وأنغام آلة (السمسمية)، وصوت البوص (الناي)، وله أنغام وألحان وأغانٍ شجية تثير الحماس والانفعال الروحي بالاندماج والمشاركة فيها بإيقاعاتها الراقصة التي تضفي البهجة والسرور حين سماعها وغنائها في المناسبات والحفلات والأعياد.
فن الحدري والفرعي:
اشتهر أكثر في قرى وضواحٍ وأودية تابعة للحجاز، أي في البادية على وجه الخصوص، حيث ظهر منها وبرز، وانطلق إلى كافة المدن الحجازية منذ قديم الزمان، وكان ولايزال هذا اللون الغنائي الشعري يؤديه الرجال والنساء، ويمارسونه على حد سواء في الأعراس والحفلات والمناسبات والنزهات البرية وفي البساتين، خاصة في مواسم الحصاد، للتعبير عن الفرح والسرور، ولأن الحدري والفرعي من الفنون الشعبية المحببة للناس لبساطته، وخفة ظله المعبرة عن روح المرح والبهجة التي يتحسسها عشاق هذا الفن ومحبوه، ولأنه يعتمد أساسًا على الشعر والأشعار التعبيرية والوصفية المختلفة التي يؤلفها وينظمها الشعراء على حسب رغباتهم وأهوائهم، وتتماشى مع واقع الحياة التي يعيشونها، والحالات التي يتعايشون معها، ويعبرون عنها تلقائياً بالشعر الذي يحكي ويشخص واقعهم في الحب والغزل والعتاب والغيرة والخوف والترحيب والغضب والكرم والشجاعة والمديح والثناء، حتى في الهجاء.
المجس:
تميزت مدن الحجاز بهذا الفن الشعبي منذ قدم التاريخ، وحتى الوقت الحالي، يعد بمثابة التوأم الروحي للموال. وتكاد الحفلات والمناسبات التي يشاهد فيها الجسيس محدودة، وأشهرها حفلات الأعراس، وعقد القران. أما في الماضي، فكان حضور الجسيس قوياً، ويوجد في كل المناسبات. فحينما كانت قوافل الحجاج (المحامل) تأتي إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج، يخرج أمراء مكة، وشيوخها لاستقبالهم ترحيباً بمقدمهم، ووصولهم إلى مكة سالمين، ويلاقونهم بالهتاف والغناء والأهازيج، وتتقدمهم مجموعة من الجسيسة. ويظهر الجسيس أيضاً في حفلات توديع أهالي مكة لزيارة المدينة المنورة، إضافة إلى الموالد النبوية، التي تقام في الحجاز سنوياً.
إقرأ أيضاً: جامعة الإمارات تطلق الدورة الثامنة من جائزة الرئيس الأعلى للابتكار للعام الأكاديمي