#تحقيقات وحوارات
رحاب الشيخ 7 سبتمبر 2022
لأن المدرسة هي منبع العلم، والمنارة التي تضيء لسواعد المستقبل، وعقله، الطريق، وفيها يقضي الطلاب يومياً أوقاتاً ليست بالقليلة، أضحى من المهم - مع العودة إلى المقاعد الدراسية - تسليط الضوء على صحتهم النفسية، التي تنمو مع صحتهم الجسدية، فعندما يتمتعون بصحة نفسية سوية؛ يتمكنون من التكيف مع كل المواقف التي تمر بهم في حياتهم في ما بعد، ويتفوقون في دراستهم، ويبدعون، ويمرون بعام دراسي سعيد خالٍ من المشكلات.. في الحوار التالي، التقت «زهرة الخليج» الدكتورة نسرين السعدوني، استشاري ورئيس قسم الطب النفسي بمستشفى ميدكلينك في أبوظبي، وهي أيضاً أستاذ مساعد الطب النفسي بكلية الطب جامعة المنصورة، وأخصائي العلاج المعرفي السلوكي؛ لتسليط الضوء على الصحة النفسية للطفل، ونحن نستشرف عاماً دراسياً جديداً بأمان.
• ماذا تعني الصحة النفسية للطفل.. بإيجاز؟
ـ الصحة النفسية للطفل تتلخص في الاهتمام بأمور عدة، منها: الاهتمام بنوع الغذاء والأطعمة التي يتناولها، لاسيما أن هناك علاقة طردية بين النمو الجسدي الصحيح للطفل، وبين صحته النفسية، أيضاً من المهم جداً أن ينشأ في بيئة آمنة، يستطيع فيها التعبير عن أفكاره ومشاعره من دون خوف أو قلق، وبالتالي تزيد لديه مشاعر الثقة بالنفس.
أمر مقبول
• ما السبب في رهبة الأطفال الذهاب إلى المدرسة خاصة في اليوم الأول؟ وكيف يمكن لأولياء الأمور مساعدتهم على تخطي ذلك؟
ـ رهبة الأطفال عند دخول المدرسة لأول مرة من الأمور المقبولة بالنسبة للصحة النفسية؛ لأنهم قد اعتادوا البقاء بالمنزل مع والديهم، وبالتالي من الطبيعي أن يشعر الطفل بنوع من الخوف والتوتر؛ لأنه سيبقى في مكان غريب بالنسبة له لفترة طويلة دون والديه، وكي تساعد الأم الطفل على تخطي هذه الرهبة يمكن أن توجد معه بالمدرسة خلال أول يوم دراسي، لفترة زمنية لا تتجاوز نصف الساعة حتى يشعر بالاطمئنان، وبعد ذلك تنسحب تدريجياً؛ لأن بقاء الأم طوال اليوم مع الطفل سيأتي بنتيجة عكسية، وسيتمسك بوجودها بشكل أكبر.
• هل يؤثر نوع الطعام غير الصحي في تصرفات الأطفال وسلوكياتهم اليومية؟
ـ بالتأكيد تناول الأطفال طعاماً غير صحي يؤثر في سلوكياتهم، وحياتهم بصفة عامة، بطريقة سلبية، ومن أهم هذه التأثيرات اكتساب المزيد من الوزن ما يعرض الطفل لأزمة نفسية بسبب مظهره، وأيضاً قد يقلل ثقته بنفسه، ويؤثر في نشاطه المعتاد، وتركيزه الدراسي بشكل سلبي، وقد يتعرض للتنمر من زملائه، فضلاً عن أن الطعام الملون، الذي يحتوي على مواد حافظة والكثير من الدهون المشبعة والألوان الاصطناعية، قد يصيب الأطفال بفرط الحركة، وعدم التركيز.
• هل تنمر الطفل لأقرانه في المدرسة سلوك مكتسب من تصرفات والديه والمحيطين؟
ـ أي سلوك يمارسه الطفل في سنوات حياته الأولى سيكون مكتسباً من الوالدين، فمثلاً إذا نعتت الأم الطفل بأنه سمين، أو أن شعره مجعد، أو غير ذلك من الأمور؛ فسيمثل ذلك نوعاً من أنواع التنمر الذي يُمارس عليه، ومن الطبيعي جداً أن يتصرف مع أقرانه في المدرسة بالطريقة نفسها، ويحاكي ما يشاهده من والديه مع الآخرين.
عدم التوبيخ
• كيف يؤثر سوء معاملة الطفل من والديه أو المعلمة، إذا أخفق في دراسته، في حالته النفسية؟
ـ إذا تأثر الطفل بشكل سلبي؛ نتيجة تعامل المحيطين له بطريقة قاسية وغير تربوية، سواء في المدرسة أو المنزل، فسوف تفسد العلاقة بينه وبين التعليم بوجه عام. فالمهم، هنا، عدم توبيخ الطفل إذا أخفق في الدراسة، والتقرب إليه؛ لمعرفة سبب المشكلة التي أدت إلى هذا الإخفاق، ومن ثم مساعدته لوضع خطة علاج مناسبة ليتخطاها بأمان.
• يتسم الطفل المراهق بسمات خاصة، فما الطريقة المثلى للتعامل معه؟
ـ التفوه بألفاظ مثل: (أنت فاشل، لا أريد أن أسمع صوتك، لن تنجح يوماً ما) مع الطفل المراهق، يجعله في حالة من عدم الاتزان النفسي، ويبدأ في الشعور بعدم الثقة بالنفس، وأيضاً الإحباط؛ لأن أقرب وأحب الناس إلى قلبه يراه هكذا، وبالتالي يشعر بعدم الرغبة في بذل المزيد من المجهود؛ كي يعدل سلوكه. وهنا، ننصح أولياء الأمور باستخدام طريقة الإثابة والدعم المتواصل والتشجيع، وضرورة وجود طريقة مناسبة للتربية، وتعديل الأخطاء بطريقة صحيحة، من خلال فتح باب النقاش مع الطفل؛ ليتعلم من أخطائه بطريقة صحية.
6 نصائح
تقدم الدكتورة نسرين السعدوني مجموعة من النصائح إلى أولياء الأمور، من شأنها الحفاظ على الصحة النفسية للأبناء، هي:
1ـ على الوالدين الالتزام بعدم مقارنة الطفل بالآخرين؛ حتى لا يؤثر ذلك في شخصيته بطريقة سلبية.
2ـ من المهم جداً تجنب الصراخ والصوت العالي والمناقشات الحادة أمامه، حتى لا يصاب بالهلع والخوف المستمرين.
3ـ منح الطفل المجال؛ كي يمارس حرية الاختيار في بعض الأمور الحياتية اليومية، مثل: الملبس، والمأكل، ومتابعة ذلك بصورة غير مباشرة.
4ـ الاهتمام بتعويد الطفل على تناول طعام صحي متوازن، والابتعاد عن الوجبات الجاهزة قدر المستطاع.
5ـ المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، التي تتيح له الانغماس في المجتمع، والتعامل مع الواقع بطريقة صحيحة.
6ـ التفاؤل والابتسام داخل المنزل لهما تأثير كبير في صحة الطفل النفسية.
إقرأ أيضاً: هذه أغلى أنواع الجبن في العالم