#منوعات
لاما عزت الجمعة 10 يونيو 2022 09:00
تُعتبر دولة الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم، والأمان، والتعددية الثقافية، حيث تضم أكثر من 200 جنسية، تنعم بالحياة الكريمة والاحترام. فقوانين الدولة كفلت العدل والمساواة للجميع، وجرّمت الكراهية، وتعتبر شريكاً أساسياً في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة، وقد ترك المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في فترة رئاسته آثاراً لا تنسى، منها: التسامح، وتمكين المرأة.
ولأن البلاد برجالها أيضاً، نلتقي في هذا الحوار الدكتور أحمد بن محمد الجروان، رئيس ومؤسس المجلس العالمي للتسامح والسلام، ورئيس منتدى باريس للسلام والتنمية، ورئيس الاتحاد العالمي للخبراء العرب، ورئيس المكتب التنفيذي للاتحادات والمنظمات العربية في الجامعة العربية، ونال الكثير من الجوائز والتكريمات، منها: جائزة ألبرت نيلسون "إنجازات مدى الحياة"، تكريماً لإنجازاته المميزة في مجال التسامح والسلام، حيث يتحدث سعادته عن أبرز مبادرات التسامح في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله.
* حدثنا عن أبرز مبادرات التسامح، في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله؟
الحديث عن المبادرات، التي شهدتها دولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، يحتاج إلى مجلدات، ويكفي أنه كان من مؤسسي دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وحكام الإمارات، وكان الأيقونة الرئيسية الفاعلة في بناء ركائز دولة الإمارات، وقد تأسس المجلس العالمي للتسامح في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وهو ما ينسجم مع رؤية الحكم في الدولة، والنظرة الثاقبة في نشر قيم التسامح والسلام، وهذه رسالة الإمارات، التي تأسست على قيم التسامح والسلام، والتي كان اسمها في السابق "الإمارات المتصالحة"، وأثبتت للعالم، خلال 50 عاماً، أن هذا الاتحاد متماسك، وينعكس استقراره على المنطقة، وعلى شركاء الدولة وأهلها، ومن يقطن هذه الأرض، فالتسامح أكبر مراتب القوة. وقد أضاف الشيخ خليفة إلى مجد المؤسسين مجداً.
أما بالنسبة للمجلس العالمي للتسامح، فقد قدم ولايزال مبادرات تُعنى بنشر قيم التسامح والسلام، على سبيل المثال، في المجال الأكاديمي، شكلنا فريق عمل، ودعونا مجموعة من شركائنا في الجامعات؛ لتدريس مادة التسامح وتصميم برنامجيين للماجستير والدكتوراه، بهدف بناء قيادات فاعلة لاستمرارية وديمومة عمل التسامح والسلام، فالتعليم بدءاً من المراحل الأولى وحتى الدراسات العليا، يُعنى بتأسيس جيل يدرك فلسفة التسامح، التي تصب في صالح الإنسانية. وجاء تطوير برنامج الماجستير، لتلبية احتياجات المجتمع من المنظور الاقتصادي، والثقافي، والمشاركة المجتمعية؛ لإعداد صناع التغيير والقادة ورجال الأعمال والمفكرين النقديين وصناع القرار.
طريق السعادة
* ما سبل تحويل السلام إلى لغة عالمية، لاسيما في دولة الإمارات؟
التسامح هو الطريق الوحيد نحو السعادة، إيماناً بهذا رسمت الإمارات طريقها، وقد توجت في يوبيلها الذهبي، الذي شهد الكثير من النقلات الحضارية، والتطور، والتمكين. أما المجلس العالمي للتسامح والسلام، فيعتبر منصة عالمية يضم تحت مظلته أكثر من 95 دولة، أي 95 برلماناً على مستوى العالم، بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني، ومن خلال اتفاقياتها الإقليمية نطبق السلام والتسامح على أرض الواقع، وبعيداً عن النظريات.
* تم استحداث منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة بدولة الإمارات في فبراير 2016.. ما أهمية هذا في المشهد السياسي المحلي والعالمي؟
ـ إن تأسيس وزارة للتسامح هو ترجمة لرؤية القيادة، ولأننا دولة تسامح، كان لابد من وجود منظومة تُعنى بتعزيز هذه الرؤية على المستوى العالمي، وقد عمل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، على تعزيز هذه الرؤية بنشر قيم التسامح والسلام، ونظم المؤتمرات، والندوات المحلية والعربية والعالمية، التي تأتي ترجمة حقيقية للنهج العام في الدولة.
* أيضاً في أبوظبي تمّ بناء بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يجمع مسجداً وكنيسة وكنيساً.. كيف نؤسس من خلال الدين للقيم والأخلاق والتسامح؟
جميع الرسائل السماوية المنزلة تدعو إلى السلام والتسامح، وجميع الرسل دعوا للمحبة والسلام لتعزيز الأمن والاستقرار في الأرض، ودولة الإمارات لا تفرق بين أحد من البشر، والبيت الإبراهيمي جاء إيماناً من الدولة بجميع الديانات السماوية، وهذه نظرة تهيئ وتؤسس لقوله الله تعالى: "لكم دينكم ولي دين".
تمكين المرأة
* تنتهج دولة الإمارات سياسة واقعية في مجال مكافحة التمييز ضد المرأة.. حدثنا عن ذلك، وأهم المبادرات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله؟
لقد كنت في السابق عضواً بالمجلس الوطني الاتحادي، ومن إحدى المبادرات التي أسسها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تمكين المرأة، وقد أقر قانون الانتخابات في البرلمان مناصفةً، وبعد ذلك بفترة قليلة أقر قانوناً بأن يكون نصف أعضاء البرلمان من النساء، فالمرأة حاضرة ومؤثرة، ولا يخفى على أحد دور سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، التي أسست لمفهوم الشراكة إلى جانب الرجل في صنع القرار، واليوم نجد المرأة الوزيرة، وفي الفضاء والطب، والسلك الدبلوماسي، وأيضاً المرأة المفكرة والقائدة والمبدعة والعالمة والمعلمة وفي كل المجالات.
إقرأ أيضاً: الإمارات في عهد خليفة إنجازات تعانق الفضاء
* بعد صدور القرار رقم "1" لسنة 2019، الخاص برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، المرأة الإماراتية خطت خطوات إلى الأمام.. حدثنا عن هذا الإنجاز وأهميته في رسم مستقبل المرأة الإماراتية؟
المرأة في الإمارات مكانها محفوظ في المستقبل، ولو قمنا ببعض المقارنات مع الكثير من الدول، سنجد أن مستوى النساء الفاعلات في السلك الدبلوماسي أو السياسي أو البرلماني يفوق كثيراً من الدول، وإيمان الإماراتية بالأسرة والبيت والأبناء، إضافة إلى عملها وتفوقها في الخارج، فالمرأة الإماراتية، أم وزوجة وناجحة، ومنتجة في عملها، وأيضاً أقرت الكثير من القوانين التي تحمي المرأة في العمل، لذلك تجد الإماراتية محصنة في منزلها وأسرتها، وأيضاً في العمل بحكم القانون.
* شغلت الكثير من المناصب.. ما أهمية هذا على مستوى غنى التجربة والثقافة، وانعكاسه على الإمارات؟
يجب أن يكون رسم المحبة والسلام عملاً مشتركاً؛ لأن العداء والشر يكلف الكثير، يكلف الأرواح والوقت والمال، فالكثير من مقدرات الدول أنفقت في الخلافات والحروب. من هنا، تأتي أهمية السلام، الذي تنشره دولتنا الغالية، التي تواصل الطريق، من أجل مستقبل مستدام وبلاد آمنة خالية من الحروب.