#تحقيقات وحوارات
رحاب الشيخ الأحد 7 فبراير 2021 12:10
يشكل وصول «مسبار الأمل» إلى كوكب المريخ عند الساعة 7:42 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات، في التاسع من فبراير الجاري، لحظة فارقة في تاريخ الإمارات التي تعد أول دولة عربية والتاسعة عالمياً، تسعى لاستكشاف الكوكب الأحمر. والمسبار الذي انطلق في العشرين من يوليو الماضي، قاطعاً نحو 493 مليون كيلومتر في رحلته التي استغرقت سبعة أشهر، سيحدث نقلة نوعية في قطاعات الصناعات الفضائية بدولة الإمارات، ويقدم للمحافل العالمية بيانات علمية، تعزز المعرفة في مجال علوم الفضاء لخدمة الإنسانية.
وسيقدم «مسبار الأمل» أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة، في مهمة تستمر لمدة سنة مريخية واحدة، حيث تساعد الدراسة على الإجابة عن أسئلة علمية رئيسية، حول الغلاف الجوي للمريخ وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي. ومن المأمول أن تجيب المعلومات التي يرسلها المسبار، عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة، فضلاً عن دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأكسجين، والتي تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء. فضلاً عن تقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ، وسيقدم المسبار الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم، حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة.
اقرأ أيضاً: سور عظيم في اليابان ولكن من الثلج!
ويبدأ فريق المسبار في مهمته العلمية، قبل الدخول مدار الكوكب، باستخدام الأجهزة العلمية التي يحملها المسبار، وخصوصاً مطياف EMUS، بهدف تسجيل ملاحظات مبكرة حول هالة الهيدروجين الخارجية لكوكب المريخ، وسوف تستخدم متتبعات النجوم الموجودة في المسبار لقياس تركز الغبار بين الكواكب أثناء وصوله إلى مرحلة الدخول لمدار المريخ، إضافة إلى إجراء مناورة بين «مسبار الأمل» المتجه إلى المريخ والمسبار الأوروبي «بيبي كولومبو» المتجه إلى كوكب عطارد، لتوفير بيانات مهمة عن المجموعة الشمسية.
كادر بشري
يقود مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ فريق عمل يضم أكثر من 200 مهندس وباحث، يعملون في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والهندسية والإدارية، ووصلت المشاركة النسائية في هذا المشروع إلى 34% من فريق العمل، والتي تعتبر الأعلى عالمياً، بينما شكلت نسبة الباحثات في الفريق العلمي للمشروع 80% من العدد الإجمالي للفريق. ويضم فريق المحطة الأرضية ثلاثة فرق من مهندسي المركز، يديرون عمليات «مسبار الأمل» خلال رحلته نحو المريخ خلال الـ 7 شهور الماضية، ويصل عددهم بحدود 50 مهندساً إماراتياً.
وتتجلى أهداف المهمة في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات.
خلية نحل
تم تصميم «مسبار الأمل» على حسب معايير خاصة تعتمد على الوزن والميزانية، واستناداً للأهداف العلمية التي تم وضعها من قبل الفريق، حيث يبلغ وزن المسبار 1500 كيلوغرام متضمناً وزن الوقود، وتعمل شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة لمتابعة رحلته نحو الكوكب الأحمر. وهيكله عبارة عن مجسم مصنوع من الألمنيوم، مزود بألواح خفيفة الوزن، وتصميمه يشبه خلية النحل، بينما يبلغ عرضه 2.37 متر، وطوله 2.90 متر، باستثناء الألواح الشمسية التي كان يبلغ عددها ثلاثة ألواح شمسية قابلة للفتح بقوة 600 واط، لكن مع التعمق في الدراسات وطبيعة المهمة، تم اعتماد لوحين شمسيين، وتبين أن ذلك هو الأمثل لمتطلبات المهمة وطبيعتها، والبيئة التي يمر بها المسبار خلال رحلته.
3 في مهمة رسمية
يشهد شهر فبراير الجاري، وصول ثلاثة مسبارات إلى كوكب المريخ، أولها «مسبار الأمل» الإماراتي، يليه في العاشر من فبراير المسبار الصيني الذي يحط على سهل مسطح يقع داخل حوض يعرف باسم (يوتوبيا) شمال خط استواء المريخ، وسيدرس جيولوجية المنطقة، من على السطح وما تحت السطح. أما مسبار برسفيرنس الأميركي، فسيصل يوم 18 فبراير، ويهدف لاكتشاف آثار لجراثيم قديمة كان يعج بها الكوكب الأحمر على الأرجح قبل ثلاثة مليارات سنة.
محطات «مسبار الأمل»
2014
الإعلان عن المهمة
2015
التصميم الأولي
2016
مراجعة التصميم الأولي والتفصيلي
2017
مراجعة دقيقة للتصميم
2018
التطوير والتجميع
2019
الاختبارات
2020
الإطلاق
2021
الدخول في مدار المريخ