#سياحة وسفر
كارمن العسيلي 22 سبتمبر 2020
بجبالها الخضراء وجزرها اللؤلؤية وشواطئها الساحرة وقريتها التراثية، توفر منطقة جازان السعودية الكثير من السحر الأخاذ لكل زائر عاشق للطبيعة والتاريخ وحاملاً روح المغامرة وحب الاستكشاف. تعد منطقة جازان واحدة من أجمل المناطق الجبلية والسياحية في السعودية، لمناخها المعتدل وطبيعتها الساحرة التي تعانق الجبال شرقاً وتحتضن البحر غرباً، ويفوح من شوارعها وأزقتها عبق التاريخ الحافل بألف حكاية وحكاية. «زهرة الخليج» تصحبكم في رحلة إلى منطقة جازان الواقعة في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية على ساحل البحر الأحمر.
مرتفعات فيفا
إن كنتم تحلمون بالتحليق فوق السحاب من دون طائرة، فإنكم في جبال فيفا سوف تحققون هذا الحلم، بمجرد أن تقفوا في قمة أي جبل منها. تلقب هذه الجبال بجارة القمر لارتفاعها 1800 متر فوق سطح البحر، وتتميز بمدرجاتها الزراعية واحتضانها لقلاع تاريخية وبيوت جبلية قديمة أسطوانية الشكل لا تزال تشهد على قدم المنطقة، كما تضم سوقاً قديمة يعتبر من أول الأسواق في تلك المنطقة، التي تحافظ على طابعها التقليدي. يزور هذه المدرجات الخضراء التي تبدو محلقة بين السحاب، قرابة مليون من السكان المحليين كل عام، وتبلغ مساحة الجبال قرابة 600 كيلومتر، وتتميز أيضاً بمتنزهاتها التي تشكل مسرحاً مثالياً للمشي لمسافات طويلة، ومشاهدة الطبيعة الخلابة والاستمتاع بتأمل قمم الجبال العالية ومنها العبسية واللغثة والكدرة.
أرخبيل الفرسان
ترتسم جزر الفرسان مثل لوحة طبيعية على مياه البحر الأحمر، مشكلة أرخبيلاً من 200 جزيرة متناثرة كحبات اللؤلؤ، تدعو الزوار والسياح إلى الغوص في أعماق المياه والتعرف إلى ما يخبئه البحر من كنوز، لا يعرف أسرارها إلا أهالي منطقة جازان. شواطئ ذهبية تغوي مرتاديها للتمدد على بساطها وتلحف خيوط الشمس، والاستمتاع بأجواء السكينة، والاستماع إلى صوت الأمواج التي تتكسر بلطف على حبيبات الرمال. لا يمكن زيارة هذا الأرخبيل من دون النزول في جزيرة فرسان، لما تتمتع به من شواطئ ساحرة تمتد إلى 300 كيلومتر، وغابة من أشجار المنغروف وتعرف باسم غابة القندل. هناك يمكن تذوق الأطباق البحرية الشهية، والتي يمتاز سكانها بإعدادها على التنور من مكونات صيدهم، من اسماك مثل الحريد والهامور وغيرها.
جبل القهر
يعتبر جبل القهر والذي كان يطلق عليه فيما مضى جبل زهوان من أغرب الجبال في السعودية، لتكوينه الصخري على شكل أهرامات دائرية، تتعانق فيما بينها مشكلة لوحة طبيعية آسرة. يحتضن هذا الجبل مجموعة من المعالم الأثرية، ففيه تم اكتشاف أسرة خشبية وجدت معلقة بين الصخور، كما عثر على رسوم لرقصات شعبية وحيوانات غريبة على جدران الكهوف والمغاور بين الفوالق الصخرية.
وادي لجب
للراغبين في اختبار الشعور بالرهبة والمغامرة، لا بد لهم من زيارة وادي لجب، وهو عبارة عن صدع صخري تخترقه المياه، ويعتبر خطراً في فترة السيول. يتميز الوادي الذي يمتد لمسافة 15 كيلومتراً بممره الضيق وارتفاعاته الصخرية التي تصيب الناظر إليها بالدوار، وبرك مياهه المليئة بالأسماك التي تستخدم لأغراض تجميلية. وبدءا من ارتفاع 200 متر، تنبت الأشجار والنباتات على مستويات مختلفة، لترسم لوحة سريالية خضراء من الحدائق المعلقة وأشجارها التي يصل ارتفاع بعضها إلى 10 أمتار، يرويها رذاذ مياه الشلالات التي تتدفق من جنبات الوادي.
الينابيع الحارة
للباحثين عن الاسترخاء والاستفادة من خصائص الطبيعة العلاجية، لا بد من زيارة أحد الينابيع الحارة التي تكتنزها منطقة جازان، ومنها ينابيع الخوبة وبني ملك وروان العبيد والبزة والمدمع، والتي تتراوح درجة حرارة مياهها بين 45 درجة مئوية و70 درجة مئوية. ويقصد هذه الينابيع الآلاف من الزوار سنوياً، للاستمتاع بمزايا مياهها المعدنية والكبريتية وسط طبيعة خلابة آسرة.
القرية التراثية
وفي كورنيش جازان، تقع القرية التراثية التي تحتضن بين معالمها الماضي والحاضر، في خلطة تراثية نموذجية تعكس ثقافة المنطقة وتاريخها. وتضم القرية ساحة شعبية تعرف باسم (القعادة)، والتي تعتبر رمزاً للاحتفاء بالضيوف.
يتعرف زوار القرية إلى الكثير من التقاليد القديمة، ومن بين المعالم المميزة في القرية، المعرض الحضاري الذي يعرض مجموعة من المقتنيات الأثرية.