نجاة الظاهري 17 نوفمبر 2019
في خضم لحظات الفرح والسرور، التي يعيشها سكان دولة الإمارات مواطنين ومقيمين، احتفالاً باليوم الوطني لقيام الاتحاد سنوياً، تلفت اللوحات والزينات النظر إلى التشكيلات الضوئية التي تعلو الجدران وأعمدة الإنارة، فتحول نهار الشوارع إلى شمس مضيئة وليلها إلى قمر منير، بالأقوال المرافقة والصور التعبيرية التي تعكس ارتباط الناس بالأرض والقيادة والحلم بالأفضل دائماً، مما يثير فضول المرء لمعرفة أسرار تحضير زينة اليوم الوطني، والجهد المبذول فيها، وهو الأمر الذي تكشفه لقراء «زهرة الخليج» المهندسة ناهد الظاهري، رئيس فريق «مشروع زينة اليوم الوطني 48» في مدينة العين.
• كيف جاءت فكرة تخصيص فريق يعنى بزينة الاحتفال باليوم الوطني؟
بدأت بالإشراف على زينة اليوم الوطني منذ عشر سنوات تقريباً، في حينها كانت بلدية العين هي التي تنفّذ الزينة من خلال الكوادر الموجودة فيها، ثم طُلب مني تحويل الزينة إلى مشروع، فاستحدثنا مواصفات جديدة، وطرق التعاقد مع الشركات، ووضعنا اشتراطات في اختيار التصاميم وغيرها من الأمور. كان العقد في بداية عملي في هذا المجال ذا قيمة مرتفعة، فغيرت نظامه، فاستبدلنا عملية شراء المواد اللازمة للزينة، بعملة استئجارها، وبالتالي أصبحت لديّ وفرة في المشروع بأكثر من 70 % من قيمته، لأننا الآن فقط نستأجر المواد لفترة عرض الزينة ثم نعيدها للشركات كأصول، فلم تعد لدينا حاجة لتكلفة التخزين أو شراء المادة نفسها، بالتالي تخلصنا من الكثير من الضغوط، وفي الوقت نفسه أصبح لدينا عنصر التجديد الدائم، حيث لا نعتمد كل سنة على أصول موجودة ومن اللازم استخدامها، بل ننتقل كل عام إلى شيء جديد.
معايير
• ما المعايير التي تعتنون بها عند اختيار الزينة؟
نهتم مع توالي التجارب ومرور السنوات أكثر باختيار الزينة التي تعبر عن هوية ما، لنوصل من خلالها رسائل معينة إلى الجمهور. في آخر ثلاث سنوات، أصبح التركيز على توجه الدولة، وبالتالي يتم تصميم الزينة ضمن هذا الاعتبار، فمثلاً في عام 2017 عملنا على تصميم زينة تأخذ هوية التصاميم الهندسية، لأن الدولة بدأت تخطو خطوات مهمة في موضوع العلوم وتخصصاته، فعدنا للهندسة في شكلها الأول، كالمثلثات والدوائر. أما العام الماضي، فقد كان المحور هو المستقبل، فأخذنا بفكرة موضوع الأمور الرقمية، واعتمدنا على الخطوط والنقط من أجل تشكيل كل عنصر. أما هذا العام، فالتيمة المعتمدة هي عنصر الزمن، وقد أسسناه بطريقة المنحنيات والدوائر، وبعض التصاميم ستكون متحركة.
• على أي أساس اختيرت تيمة الزمن؟
الذي نراه حالياً هو سباق الدولة مع الزمن، حيث وصلنا إلى الفضاء، ونعتني باستشراف المستقبل بشكل كبير. ومن الأمور التي نراعي وضعها في الزينة أيضاً أقوال القادة، لأننا نريد المتعة للجمهور، بالإضافة إلى إلهامهم وتعريفهم بتوجهات القادة، وكذلك يكون في الزينة فكر وليس منظراً فقط، وكذلك نراعي إثارة الخيال لديهم، ولا ننسى العبارات الوطنية.
• كيف يتم اختيار التصميم؟
عبر إشراك العامة في عملية التصميم، فمثلاً السنة الماضية، قمنا بعمل تجربة معينة، حيث تعاملنا على المدارس، وطلبنا من الأطفال في الحلقة الأولى أن يصمموا رؤيتهم لليوم الوطني، بعد إعطائهم مثالاً للمساحة التي ستنفذ عليها التصاميم، وكان المثال «دوّار توام»، القريب من مدرستهم. كما ركز الأطفال على الفضاء لأنه كان الموضوع الأبرز حينها. بعد هذا أتانا الكثير من الملاحظات التي تعاتبنا لأن المشاركة كانت مقصورة على طلاب المدارس، وكذلك على مدارس معينة من دون الأخرى، والكل بالتأكيد له الحق في المشاركة، فهذه فرحة وطن وليست فرحة شخص معين، فأطلقنا هذا العام مبادرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وطلبنا من الجمهور إعطاءنا أفكارهم، سواءً مكتوبة أو مرسومة، ومنحناهم فترة أسبوعين للمشاركة، فوصلتنا أكثر من 70 فكرة، من المواطنين والمقيمين، ومن أعمار مختلفة، وراعينا في اللجنة الخاصة بالزينة أن يتم تطبيق الأفكار بعد اختيارها، حيث أردنا أن تكون الزينة بأيادٍ إماراتية موجودة، وليس فقط بعمل فريق البلدية من المهندسين والشركات المختصة. وكمثال على الاقتراحات، أن تكون الزينة بلغات مختلفة، من أجل تحقيق رؤية عام التسامح، فسيتم بالتالي استخدام اللغات الروسية والصينية والفرنسية بالإضافة إلى العربية والإنجليزية، بحيث تكتب الكلمة نفسها مرة بالعربية وما يليها بباقي اللغات.
تفاعل
• كيف تجدون تفاعل الجمهور مع الزينة كل سنة؟
التفاعل رائع وإيجابي، يمكن أن نلحظه من خلال فرح الناس بالزينة، وتبادلهم لصور المدينة على وسائل التواصل الاجتماعي. كما تصلنا ملاحظات من الجمهور مثلاً بعد تركيب الزينة، وقبل التشغيل، مستفسرين عن موعد تشغيلها. من الفئات التي تنتبه بشكل كبير إلى الزينة فئة الأطفال وكبار المواطنين. ورد الفعل المباشر من الجمهور، يخبرنا عن مدى تحقيقنا أهدافنا.
بطاقة
• حاصلة على بكالوريوس الهندسة الكهربائية، والماجستير في علوم هندسة المواد من جامعة الإمارات، وماجستير في إدارة المشروع.
• مدير برنامج بمكتب إدارة البرامج في بلدية مدينة العين، ورئيس فريق «مشروع زينة اليوم الوطني 48».
• حاصلة على جائزة نبراس في الفئة التخصصية عام 2017.
• شاركت في إعداد كتاب يعتبر الأول من نوعه في إمارة أبوظبي عن النباتات المحلية في دولة الإمارات واستخداماتها في مجال الزراعة التجميلية، وتم اعتماده مرجعاً في مجلس دول التعاون الخليجي.