بشاير المطيري 18 يوليو 2019
الألعاب جزء حميم من عالم الطفولة في كل مكان، وتعتبر من وسائل التعليم والترفيه، فهي تساعد الأطفال على التساؤل والاكتشاف والتفاعل، وتحفز أذهانهم على الإدراك والخيال في السنوات الأولى من أعمارهم، ويمثل مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل مع لعبته مجالاً لعلماء النفس والاجتماع لدراسة شخصيته وميوله.
في اليمن، لم تدع الميليشيات المتطرفة فسحة لأطفال هذا البلد ليعيشوا هذه المرحلة مثل أقرانهم، وتقارير الأمم المتحدة في الأعوام الثلاثة الأخيرة توثق قائمة طويلة من الانتهاكات التي تعرضوا لها، مثل تجنيدهم في المعارك، وحرمانهم من التعليم، وغير ذلك، بحيث يصبح الحديث عن الألعاب في حياتهم ضرباً من الخيال، وفي استهدافهم في العمليات من قبل الجماعات الإرهابية.
المساعدات التنموية الإماراتية لليمن تتوجه بشكل أساسي للأطفال، لإعادتهم إلى المدارس، وتوفير التطاعيم والأدوية لهم، والتخفيف عن عائلاتهم في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية، وهذا الجانب كان محل ثناء وتقدير من المنظمات الدولية الإنسانية، ومن اليمنيين أيضاً، لارتباطه بالتزام الإمارات بأعلى المعايير العالمية المتعلقة بحقوق الطفولة.
سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وجهت بتنظيم مبادرة لجمع الألعاب لأطفال اليمن، لتسير جنباً إلى جنب مع برامج الرعاية الشاملة، التي تنفذها الإمارات، وتستهدف حماية الأطفال من الآثار الصحية والنفسية والمعيشية، التي أفرزها سلوك الميليشيات المتطرفة ضدهم.
«أم الإمارات»؛ بهذه المبادرة الاستثنائية تتحسس احتياجات الطفولة في اليمن، وتستحث مكامن الخير في المجتمع الإماراتي، للتبرع بالألعاب، ليصار إلى جمعها وإيصالها إلى أطفال اليمن، وذلك في إطار مسيرة طويلة لسموها في العمل الخيري، والمبادرات الإنسانية في مختلف دول العالم.
المشروع يتبناه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وقد وفر صناديق خشبية في المراكز التجارية، لجمع الألعاب التي يتبرع بها أطفال الإمارات، وحث العائلات على تشجيع أطفالهم لدعم هذا المشروع، والتعاضد الإنساني والاجتماعي مع أطفال مثلهم، بما يعكس قيم الخير والتسامح وغوث المحتاج، الراسخة في الإمارات.
ضوء
لقد أدى الإرهاب العبثي في اليمن إلى انتزاع الأطفال من مدارسهم وألعابهم، والمشروعات الإماراتية المتعددة لحماية الطفولة، لم تغفل أي جانب، والمبادرة الأخيرة تمثل رسالة تضامن ومحبة من أطفال الإمارات إلى أشقائهم أطفال اليمن، بكل ما يعنيه ذلك من خير ومودة.