شيرين العناني 21 ابريل 2019
يوشيدا: البكاء مرة في الأسبوع يحسّن الصحة
طريقة غريبة يتبعها الياباني هيديفومي يوشيدا Hidefumi Yoshida (43 عاماً) الملقب بأستاذ الدموع، والمتخصص في العلاج النفسي بالبكاء حول العالم، أو فيما يعرف بالـCrying Therapy. ففي عالمه «الضحك والعلاج النفسي» قد يكونان متنافرين، بينما «البكاء والعلاج النفسي»، الذي قد نعتقد أنهما لا يلتقيان، هو يراهما متقابلين، بل اتخذ من الدموع أقوى مضاد حيوي ضد تقلبات الحياة.
• كيف جاءت بدايات اعتمادك للبكاء علاجاً نفسياً؟
كنت أعمل مدرساً لمادة معالجة المعلومات للمرحلة الثانوية، حينها وجدت الطلاب يبكون أثناء الدرس ومن دون سبب، وقد بدا لي أن هناك مشكلة نفسية ما، ولكني اقتربت منهم، حتى بدؤوا يأتون إلي لطلب النصيحة، وأثناء مناقشتي معهم كانوا يبكون، أدركت حينها أنهم بدوا أفضل حالاً وأكثر صفاء وهدوءاً بعد البكاء، وشعروا بالانتعاش النفسي، ثم أدركت أن الدموع لديها قدرة كبيرة على تخفيف التوتر والضغوط، وتعد بمثابة دواء لتسكين الألم النفسي المزمن، ومن ثم بدأت اتباع البكاء منهجاً للعلاج النفسي باختلاقه عنوة.
جلسة بكاء
• ما «التكنيك» المُتبع في جلسة العلاج بالبكاء؟
فكرت في اتباع تكنيك لإثارة مشاعر الآخرين وتحفيزهم على البكاء، فعرضت مشاهد متنوعة من الأفلام المؤثرة، سواء الرومانسية والتراجيدية أم العائلية أو عن الحيوانات لمدة دقائق قليلة، ويعود السبب في تنوع المشاهد إلى أن كل شخص يختلف في تأثره بالمشهد الملامس لطبيعة خبراته التي تؤلمه، ومؤكد أنها ستلمسه في منطقة نفسية ما لديه، فكل نقطة من الدموع هي الإنسان، وعندما يبكون أتركهم إلى أن ينتهوا، ثم أناقشهم حول أزمتهم ومدى شعورهم بعد البكاء.
• في أي مرحلة يكون البكاء مؤذياً للشخص؟
عندما يتم الإفراط في البكاء، وترتفع وتيرته بشدة، وزيادة عدد المرات في وقت قصير، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم في رؤوسنا، الأمر الذي يصيبنا بالصداع الشديد أو ارتفاع ضغط الدم وآلام بالقلب أو زيادة عدد ضرباته وإعاقة التنفس، وهذا خطأ، فيتحول هنا إلى «بكاء غير صحي» ويصبح أكبر عدو للإنسان.
• هل تطبق جلسات البكاء في اليابان فقط؟
لا.. فقد قدمت أيضاً الـcrying therapy في العديد من البرامج التليفزيونية في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا والصين وكوريا الجنوبية وتايوان وغيرها.
دروس البكاء
• الحياة كثيراً ما تصفعنا وأضحت لا تترك لنا مجالاً للضحك.. أتعتقد أننا بحاجة إلى دروس في فن البكاء أم الضحك؟
نحن نحتاج إلى دروس في البكاء أكثر من الضحك، وخاصة أن المجتمع المعاصر الذي نعيش فيه أصبح مجهداً نتيجة تطور العلم والتكنولوجيا، مما يعرضنا إلى ضغوط يومية نتيجة عوامل مهنية أو شخصية أو نفسية وتجارب صادمة، والفرق بين تأثير البكاء والضحك في مزاجنا النفسي، هو تخفيف الضغط والتوتر، إلا أن البكاء أكثر فعالية وإيجابية من الضحك أو النوم، فتدفق دمعة واحدة، تؤدي إلى تخفيف الضغط النفسي والاكتئاب، لمدة أسبوع كامل، أما الضحك فتأثيره لحظات قليلة، فأنا أبكي اليوم بقصد أن أكون سعيداً غداً من أعماق قلبي.
التخلص من الطاقة السلبية
ينصح يوشيدا بالبكاء مرة واحدة أسبوعياً من أجل صحة نفسية وعقلية أفضل، وإذا لم يجد الشخص محفزات على ذرف الدموع، فعليه اختلاق ذلك عنوة عبر إثارة مشاعره، وفقاً لرأيه، معترفاً بأنه «يبكي مرة واحدة في الأسبوع أيضاً للتخلص من الطاقة السلبية، وذلك من خلال قراءة كتاب مؤثر».
معالجة الأمراض النفسية
يقول يوشيدا إنه "عندما يبكي الناس، يتحول الجهاز العصبي اللاإرادي من الأعصاب العاطفية التي تشجع على التوتر والإثارة، إلى الأعصاب السمبثاوية التي تريح الدماغ وتشعره بالاسترخاء"، معتبراً أن "هذه هي الآلية التي تساعد على العلاج، فالبكاء هو الأفضل للصحة العقلية لدى الشخص، كما أنه يخفف من آثار الاكتئاب والقلق والتوتر والخوف والضغوط ونوبات الهلع والوسواس القهري والـoverthinking، واللافت في الأمر أن البكاء يخفف من حدة آلام الجسم العضوية"، بحسب قوله.