لاما عزت 11 مايو 2018
جدول التلقيح يتغير، يتطور في عالمنا، كلما تطور الطبّ. وباتت تواريخه تُلازمنا منذ أن نطلق صرخة الحياة الأولى إلى حين ننفث آخر نَفَس. ما قصة هذه اللقاحات؟ ماذا عن اللقاحات الإلزامية ثم التذكيرية؟
يقول رئيس الجمعية اللبنانية لطب الأطفال، الدكتور باسم أبو مرعي، إن «اللقاح فيروس يجري إخضاعه لعناصر كيميائية أو فيزيائية، ويؤخذ إمّا نقاطاً في الفم أو عبر حقنة يتم وخزها في الجسم، بهدف تعريف جهاز المناعة إلى هذه الجزيئات الفيروسية بأقل مضاعفات ممكنة، فيُصبح جسم الطفل مقاوماً في حال تعرّضه للفيروس لاحقاً، وكلما كثُر عدد الأشخاص الملقحين ضَعُفت إمكانية انتشار الأمراض الفيروسية وتضاءلت احتمالات العدوى.
تطور مستمر
تبدأ اللقاحات منذ الولادة، وتكون مُلزمة في بعض الحالات، حين تكون الأم حاملة فيروس التهاب الكبد B مثلاً، حيث يلقّح المولود الجديد بين أول ست ساعات إلى 12 ساعة كحد أقصى بعد الولادة. أما في الحالات العادية، حيث لا تكون الأم حاملة للفيروسات، تبدأ اللقاحات في عمر الشهرين.
واللقاح الأول هو الذي كان يُعرف بالثلاثي، وبات حالياً خُماسيّاً ويضم (الكزاز، الخانوق، الشاهوق، شلل الأطفال)، ويُعطى معه في الأغلب لقاح التهاب السحايا على جرعتين، بين الأولى والثانية لمدة تتراوح بين شهر وشهرين، وهناك جرعة تذكيرية ثانية في عمر خمس سنوات.
وحين يبلغ الطفل سنته العاشرة، يأخذ جرعة تذكيرية للكزاز والشلل، ويُحبّذ الأطباء التذكير بالكزاز والشلل بجرعات إضافية كل عشر سنوات، حتى آخر يوم من عمر الإنسان، كي لا يضطر فجأة إلى أخذ مضادات «كزاز» إذا كان معرّضاً لعوامل الإصابة.
التطور يبقى مستمراً. فاللقاح الثلاثي أصبح خماسياً بعدما أضافوا إليه لقاح الشلل، الذي كان يُعطى على شكل نقاط حيّة في الفم، لكنه أصبح يُمزج كلقاح ميّت في الإبرة، ما قلل نسبة المخاطر التي كان يتعرض لها الأطفال الملقحون به سابقاً.
لقاح الحصبة
يُعطى هذا اللقاح بين الشهر التاسع والشهر الثاني عشر، وهو ثلاثي ويتضمن (الحصبة، النكاف، الحصبة الألمانية). صحيح أن دولاً عديدة أوقفته بعض الوقت، لكنها أعادت العمل به بعد أن عادت الحصبة تتفشّى بين الأطفال لاختفائها أعواماً عديدة. ويهم هنا أن نذكر أن (منظمة الأمم المتحدة للطفولة - اليونيسيف)، دقّت جرس الإنذار، معلنة عن تفشّي مرض الحصبة في دول عديدة من بينها لبنان.
وفي الإمارات تنظّم «هيئة الصحة» في أبوظبي، الحملة الوطنية ضد مرض الحصبة، التي تقتل 16 شخصاً كل ساعة في العالم. وتُعطى عادة جرعة تذكيرية للحصبة بين عمر خمس إلى ست سنوات، لأن نسبة خمسة في المئة من الملقحين ضد الحصبة يصابون بها، لهذا لا بدّ من الجرعة التذكيرية في سن مبكرة لا في سن المراهقة كما كان معتمَداً سابقاً. والجرعات التذكيرية تُعطى، لأن نسبة المناعة تضعف مع الوقت.
لقاح الإنفلونزا السنوي
يُفترض أن يكون إلزاميّاً عند الأشخاص الذين يعانون مشاكل خلقيّة في القلب أو الرئة، أو الحساسية والربو، إضافة إلى الأشخاص المسنين. وهو يغطي نسبة أربعين في المئة من قوة مرض الإنفلونزا، بمعنى أنه يخفف ما نسبته يوم وست ساعات من فترة الإصابة، لكنه ممنوع أن يُعطى للأطفال دون ستة أشهر.
اسألوا الأطباء
اسألوا أطباء الأطفال عن جدول اللقاحات دائماً، واعلموا أن التلاعُب بهذه التطعيمات خطير جداً. انظروا حولكم وستجدون أشخاصاً يعانون الشلل بسبب عدم تلقّيهم لقاح الشلل.
فهؤلاء دفعوا الثمن غالياً بسبب جهلهم بأهمية اللقاح، لذا أحموا فلذاتكم ولا تتساهلوا في الموضوع.