لاما عزت 21 ديسمبر 2015
استلهمت الباحثة والدكتورة الإماراتية فاطمة الجسمي شغفها بالعلوم وتحديداً البحث الجيني من الحضارة العربية، فهي تدعو في محاضراتها ولقاءاتها مع طلابها للعودة إلى ما حمله الفكر العربي من إنجازات في هذا المجال، بخاصة علماء كإبن النفيس وإبن سينا. قرأت الجسمي لهؤلاء العلماء كثيراً، وأفادوها في مجال بحثها الجيني منذ بداية دراسة تخصصها. اليوم، صارت الجسمي مساعدة العميد للشؤون السريرية في "مستشفى الإمارات"، وأستاذة مساعدة في طب الأطفال في كلية الطب والعلوم الصحية في "جامعة الإمارات العربية المتحدة" ورئيسة شعبة الاستقلاب الوراثي في "مستشفى توام". في هذه المناصب، تقدم الجسمي النموذج الريادي للمرأة الإماراتية والعربية في هذا المجال. جاء ذلك بعدما حصلت الجسمي على البورد الكندي في طب الأطفال من "الكلية الكندية لعلم الوراثة الطبية" المنبثق عن علم الوراثة البيوكيميائية. كما وصلت إلى مكانة علمية أفادت بها الكثير من الحالات الجينية التي تصيب المجتمع، ويقع تخصّصها في مجال الاضطرابات الموروثة والمشاكل الوراثية المصاحبة لعملية التمثيل الغذائي. وهدف الجسمي اليوم هو إنشاء مركز الأيض الوراثي، بالإضافة إلى التقدم في مجال البحث البيوكيميائي في دولة الإمارات العربية المتحدة. الفضل في نجاحها يعود أيضاً لشغفها بالقراءة بتشجيع كبير من عمها منذ الصغر، وكذلك تتلمذها على أيدي العديد من الأساتذة، مثل: الأستاذة لحاظ الغزالي، العالمة في الوراثة السريرية في "جامعة الإمارات العربية المتحدة" التي أصبحت الآن زميلتها في البحث والعمل، والبروفيسور جو كلارك من "جامعة تورنتو"، وكذلك البروفيسور أحمد الطيبي، الذي دفعها أكثر إلى الإعتماد على الطريقة الكيميائية للتحليل الجيني، وقد اختارت هي العمليات الأيضية في الجسم للتعرّف إلى الروابط الجينية. تتحدث الدكتورة فاطمة عن مدى اهتمامها بمشوارها العلمي أثناء تواجدها في كندا، إذ حمّلها أساتذتها في الإمارات مسؤولية كبيرة تعادل تمثيلها لبلدها في الخارج كسفيرة للإمارات، وكانت هذه الصفة ملازمة لها هناك، بالإضافة إلى ما يثيره زيها في الحجاب من انتباه في المجتمع الطلابي هناك. وكانت هي على قدر المسؤولية، مما أهلها للفوز بزمالة دراسة نادرة متخصصة في طبّ الأطفال في مستشفى Sickkids. وعادت الدكتورة فاطمة في العام 2009 إلى الإمارات لتعمل على أبحاثها. وقد تم تكريمها بمنحة "لوريال يونسكو للعلماء" عام 2014، للسير في مشروعها البحثي وتكوين سجل للأمراض الوراثية الكيميائية في دولة الإمارات، وإقامة بنك حيوي للأحماض النووية والخلايا الليفية، والعمل على قياس التنفس الخلوي للأمراض الوراثية، وهي مصنع الطاقة للامراض الوراثية. وهذه الأبحاث تساعد المرضى في معرفة مدى إنتشار هذه الأمراض، ونوعية هذه الأمراض والطفرات الوراثية، وبالتالي كيفية الوقاية من الأمراض الوراثية، عن طريق فحص الأطفال، من الولادة، أو خلال فترة الحمل. وأضافت الدكتورة فاطمة "بأنّ تقدير المرأة العاملة لا يقتصر على مساهمتها على الصعيد المهني، بل يركز أيضاً على دورها الأهم كربة منزل وعلى مساهمتها في تربية الأجيال القادمة. إن تحقيق التوازن بين العمل والأسرة يعزز دور المرأة ويسهم في بناء مجتمع أسري فعّال". كما تحدثت عن بعض الفعاليات الإجتماعية لمساعدة المرضى على التعامل مع المرض، ومنها التعاون مع الشيف والإعلامي المشهور أسامة السيد، في تحضير وجبات منخفضة السعرات الحرارية للأطفال المصابين بأنواع نادرة من أمراض السكري الوراثية. وتسهم الدكتورة فاطمة في إلهام العديد من الشابات الراغبات في العلم، وتقديم النصح إليهن، سيما أنّ دافع نجاحها كان الناس والمرضى الذين أرادت أن تكون عوناً لهم لتخطي أزمات المرض. وتنصح الجسمي الفتيات دوماً بإكمال الدراسة لما بعد التخرج، أي الاستمرار في التحصيل العلمي لنيل أعلى الدرجات العلمية.ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق
د. فاطمة الجسمي: نموذج ريادي للمرأة الإماراتية والعربية
#مجتمعك