#منوعات
سارة سمير اليوم
يتحمس الكثيرون من الأطفال لصيام شهر رمضان، حيث يحاكون آباءهم في الصيام والعبادات، التي يقومون بها على مدار الشهر. ويعد هذا فرصة عظيمة؛ لتعزيز الإيمان في قلوب الأطفال، وتربيتهم على العادات الدينية. لذا، يعتبر تعليم الأطفال الصيام، لأول مرة، من أهم التجارب التي قد يمرون بها في حياتهم الدينية. لكن، قد تكون هذه التجربة تحدياً للأمهات، إذ تحتاج إلى أساليب تربوية فعّالة؛ لتشجيع أطفالهن على الصيام، وعلى تحمل هذه المسؤولية الدينية.
طرق لمساعدة طفلكِ على صيام شهر رمضان الفضيل:
-
كيف تشجعين أطفالكِ على الصيام لأول مرة؟
1. التهيئة النفسية للأطفال:
قبل موافقة الطفل على بدء الصيام، من الضروري أن تُعديه لهذه التجربة نفسياً أولاً، إذ يتم ذلك من خلال الحوار، والتفسير البسيط المناسب لعمر الطفل حول معنى الصيام وفوائده، مثل: مساعدة الفقراء، وتعليمهم الصبر والاحترام للمحتاجين. كما أن استخدام القصص الدينية، التي تسلط الضوء على الصيام وأجره، يكون له تأثير كبير على عقلية الطفل، ويساعده في الفهم والاستعداد النفسي.
2. القدوة الحسنة:
الأطفال، عادة، يتأثرون بممارسات آبائهم وأمهاتهم، لذلك من المهم أن تكون الأم قدوة حسنة في رمضان. فإذا رأى الطفل والديه يلتزمان بالصيام بفرح وحب، فسيشعر بالتحفيز للقيام بالأمر ذاته، كما أن مشاركة الأم للأطفال في الأنشطة الدينية، مثل: الصلاة أو قراءة القرآن بعد الإفطار، تعزز شعورهم بالأجواء الروحانية الخاصة في رمضان.
3. التدرج في الصيام:
من الأفضل أن تبدأ الأم تشجيع الطفل على صيام بعض الساعات أولاً، بدلاً من إجباره على الصيام طوال اليوم. وتبدأ بصيام نصف يوم، أو حتى صيام بعض الأيام في بداية الشهر، وهكذا. ويشجع التدرج الطفل على الصيام، ويساعده في تكييف جسده وعقله مع الفكرة.
4. الاحتفال بالإنجازات الصغيرة:
من المهم أن تحتفل الأم مع طفلها؛ حينما ينجح في صيام يوم كامل، أو حتى جزء من اليوم؛ فهذا الاحتفال ليس فقط من أجل التشجيع، بل يعزز شعور الطفل بالإنجاز والفخر. ويتم الاحتفال بتحضير وجبة إفطار خاصة، أو منح الطفل مكافأة صغيرة، ما يساعد على تعزيز الرغبة في الصيام في الأيام التالية.
5. تعليم الطفل أهمية الإفطار الصحي:
تعليم الطفل أهمية الإفطار الصحي أمر بالغ الأهمية، ويجب أن تشرح الأم للطفل أهمية تناول طعام متوازن وصحي على الإفطار، وتقوم بتحضير وجبات تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة، التي تمد الطفل بالطاقة اللازمة بعد يوم من الصيام.
6. توفير جو من التشجيع والمشاركة:
من الجيد أن تشجع الأم أطفالها على مشاركة تجربتهم مع بقية أفراد العائلة؛ فعندما يشاهد الأطفال بعضهم يصومون، ويشجعون بعضهم، فإن هذا يعزز روح التعاون والمشاركة. كما أن هناك فعاليات رمضانية عائلية، مثل: مسابقات حفظ القرآن، أو ألعاب رمضانية، التي تحفز الأطفال على إتمام صيامهم.
-
كيف تشجعين أطفالكِ على الصيام لأول مرة؟
7. الاستماع إلى مشاعر الطفل:
قد يواجه الطفل بعض التحديات أو الصعوبات في البداية، مثل: الجوع أو العطش. ويجب أن تكون الأم مستمعة جيدة لمشاعر طفلها، وتتعامل مع الصعوبات بلطف. وتساعد الأم الطفل على فهم أن الصيام ليس بالأمر السهل في البداية، لكنه يصبح أسهل مع مرور الوقت.
8. توفير الدعم العاطفي والمادي:
توفر الأم الدعم العاطفي للطفل، خلال الصيام، بالكلمات الطيبة والمشجعة. وكذلك من خلال توفير الأجواء الرمضانية المريحة والجميلة في المنزل، كما يمكنها أن تشركه في تحضير السحور والإفطار، ما يمنحه شعوراً بالانتماء إلى روحانية الشهر الكريم.
9. التركيز على الروحانية والتقوى:
من المهم أن تركز الأم في تشجيع طفلها على الصيام من منظور روحي، وليس فقط بدافع العادة أو التقليد. ويتم ذلك عن طريق تعليم الطفل الصيام، كعبادة تؤدي إلى تقوية علاقته بالله، وتزيد وعيه الروحي، واستخدام الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية؛ لتحفيز الطفل على تأمل معنى الصيام، وأثره في الحياة اليومية.
10. الصبر والمثابرة:
من الضروري أن تتحلى الأم بالصبر، خلال هذه الفترة. وقد يتعثر الطفل في البداية، أو يشعر بالإرهاق، لكنَّ المثابرة والتشجيع المستمرين عنصران رئيسيان لنجاح هذه التجربة، وسيحتاج الأطفال إلى وقت؛ ليعتادوا الصيام، وعندما يشعرون بالحب والتقدير من الأم، فسيستمرون في المحاولة والنجاح.