#مقالات رأي
الريم بنت عبدالله الفلاسي 8 أكتوبر 2021
من أجمل ذكريات الطفولة زيارة الأهل في عطلة نهاية الأسبوع، والمغامرات المسلية مع أقراننا، والسهر لمشاهدة شروق الشمس كأنه أعظم إنجازاتنا. ولابد أن تنتهي الزيارة بـاحنّيةب، وترجي أمي للمبيت في منزل اخالوه فطيمب. لتعترض أمي؛ بحجة أننا لم نحضر ملابسنا معنا. لترد اخالوه فطيمب: االخلقان مكودة.. خليهم يستانسونب؛ فتغمرنا الفرحة بالمبيت عندها، والاستمتاع بكل ما تقدمه لنا من وسائل الترفيه والراحة. وأول ما تقوم به - فور مغادرة أمي - هو الاتصال بالدكان من الهاتف الأرضي: اآلو.. دكان؟ هات بروش مال اسنان وحلاوة.. مشكور بابا..ب.
كبرنا قليلاً؛ فأصبحنا نرافقها إلى السوق، وكنا بالتحديد في سوق عكاظ بدبي، ذات مرة، لنشتري الجلاليب، وكنا انكوّدب الجلاليب، ونشتري كل ما يعجبنا، وتحاسب البائع عنا اخالوه فطيمب، وتدفع القيمة كاملة دون نقاش. وكلنا حماسة للحظة الحاسمة اتحدي المكاسرب (كَمْ آخر؟.. آخر كَمْ؟)، وكنا نتساءل: اخالوه ليش ما تكاسرينه؟ب؛ فترد: ايا أمي رزقه حليلهب.
وفي أحد الأيام، كنا في السيارة، متجهين إلى منزل جدتي، واعتقدت أختي أنها تحدثنا؛ فقد كانت تتمتم بصوت خافت. فسألت أختي: اخالوه ما أسمعك! تكلميني؟ب. جاوبتها: احبيبتي ادعي، ساعة استجابة، ادعي لأمواتنا الله يرحمهم ويرزقهم الجنة ويحفظكم ويوفقكمب.
ومنذ فترة قريبة، أخبرتنا ابنتها الكبرى اهندب بأنها كانت مرهقة في إحدى الليالي؛ فطلبت منها اهندب الذهاب إلى النوم مبكراً. وفي جوف الليل، سمعت اهندب أصواتاً من غرفة اخالوه فطيمب؛ فذهبت لتطمئن عليها؛ فرأتها تصلي، وتناجي ربها، وعند انتهائها من الصلاة، سألتها: اماما انت تعبانة اليوم ليش سهرتي؟ب. فأجابتها: ايا أمي سمعت عن يهال مرضى أيتام ما لهم أم تدعيلهم، قلت بدعيلهم الله يعافيهمب.
في يوم الجمعة 27 أغسطس 2021.. رحلت عنا بطيبتها، وحضنها الدافئ الجميل.