صبية سعودية لم يتجاوز عمرها 18 عاماً تحقق إنجازات عالمية كثيرة آخرها فوزها بملكة المواهب لغناء الأوبرا ضمن مسابقة ملكة جمال العرب في أمريكا، إنها بسمة العتيبي، المغنية متعددة المواهب التي انتقلت للعيش مع عائلتها في الولايات المتحدة منذ عام 2012، واستطاعت في فترة وجيزة أن تقول للعالم تلك هي المرأة السعودية. موقع زهرة الخليج التقى بسمة العتيبي للإضاءة على جوانب التحدي التي تتميز بها شخصية هذه الفنانة.
غناء البوب
تعتبر بسمة العتيبي أن ما حققته في فترة قصيرة من فوز هو انتصار للمرأة السعودية، وأن ما حصلت عليه من جوائز "كأفضل مغنية بوب لفئة الشباب بمهرجان أكاديمي، وأفضل مغنية وكاتبة أغاني بوب في معرض المواهب في تكساس"، وغيرها هو عبارة عن خطوة أولى ليتعرف عليها الجمهور، ويسأل عما أنجزته في مدة قصيرة، وأشارت أن هذه الجوائز جاءت نتيجة مشاركتها في مسابقات جماعية، وأنها تبحث عن التميز الفردي الذي بدأته، وهو ما سيزيد من ثقتها في موهبتها لتقديم المزيد. ولفتت إلى أنها تسعى للحصول على اهتمام العالم العربي من خلال المشاركة في المسابقات، والبرامج الغنائية.
وحول اختيارها لغناء البوب الأمريكي دون غيره قالت: "عندما حضرت للولايات المتحدة الأمريكية لم أكن أتقن اللغة الإنجليزية لذلك لجأت لسماع الأغنيات الأجنبية بكل أنواعها البوب، والكانتري، والراب، وغيرها لكنني أميل أكثر لأغاني البوب وأستمع للمغنيين الشباب مثل جاستين بيبر، وسيليناغوميز، ومايلي سايرس، ديمي لوفاتو بما أنني كنت مراهقة فكانت تعتبر أغانيهم مناسبة لتعلم اللغة الإنجليزية حيث أنها سهلة النطق وغنية بالألفاظ اللغوية وسماعي لهذه النوعية من الأغاني جعلني أعشقها بالإضافة لأن البوب الأمريكي يناسب طبقة صوتي " السوبرانو".
انتشار وسع
وفيما إذا تعرضت لأي انتقادات لاختيارها هذا النوع من الفن كونه يحتاج لجرأة كبيرة، فقد أكدت أنها اخفت جنسيتها في بداية انطلاقتها لمدة ثلاثة سنوات حتى لا تتعرض لأي انتقاد، أو تعليقات سلبية، كما يحصل مع بعض المغنيات السعوديات، واكتفت بالإشارة إلى أنها من أصل عربي فقط دون تحديد جنسيتها.
وأضافت أنها استطاعت أن تحقق شهرةً وانتشاراً في المجتمع الأمريكي، من خلال الحفلات التي كانت تقيمها، وتكوين قاعدة جماهيرية لا بأس بها، الأمر الذي أدى إلى موافقه شركة فيسبوك وإنستقرام على توثيق حساباتها لديهم.
ملكة جمال العرب
وعن تفاصيل اشتراكها في مسابقة ملكة جمال العرب في أمريكا، أكدت أنها شاركت بمحض الصدفة ولم تكن تتوقع أن يتم قبولها، وهو ما جعلها في حيرة بين الاستمرار أو التوقف، وقالت: "استمراري يعني أني سأمثل بلدي المملكة العربية السعودية أمام الجميع، ومن هنا قررت أن أواصل ما بدأته ".
وأكدت بسمة على أهمية دعم الأهل ووقوفهم إلى جانب مواهب أبنائهم وعن دوره في النجاح الذي وصلت إليه والفوز الذي حققته، شاكرة أصدقائها ومتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي الذين كانوا معها خطوة بخطوة وكانت دعواتهم وتشجيعهم لها سبباً في نجاحها.
متعددة المواهب
وعن دخولها عالم التمثيل من خلال فيلم اجتماعي قصير تدور أحداثه حول تحرش أب بابنته والجرأة في قبولها لهذا الدور تقول: "الفيلم قصير مدته نصف ساعة وفي تجارب الأداء حضر حوالي 70 متقدم من مختلف الوكالات الخاصة بالمواهب وقد كان المخرج يطلب أن نؤدي بعض التصرفات النفسية المعقدة إذ أن الشخصية لديها حالة انفصام وقد قمت بعمل الأداء بشكل متقن بسبب تعليمات والدتي (خريجة علم نفس) التي وجهتني لطريقة تعابير الوجه وحركات الجسد لمريض الشيزوفرانيا، وأنا مدينة لها بحصولي على الدور.
وأضافت: "وشاركت في هذا العمل لأنني فعلاً أجد أن مشكلة التحرش بالأطفال من أسوأ وأعنف الجرائم البشرية كونها اغتيال للبراءة وسحق لكل ما هو جميل في العالم فما بالك عندما يكون المتحرش هو الأب الذي بدلاً من أن يكون مصدر حماية ن يتحول إلى حالة قلق وخوف".
وتابعت حكايتها عن انطلاقتها التي بدأت بعمر صغير وطموحها بالوصول للعالمية إذ شاركت بأغنية خاصة في إحدى المهرجانات في لوس أنجلوس وفازت بالمرتبة الأولى.
المرأة السعودية
وبين مؤيّد ومعارض لما تشهده المملكة من تحولات اجتماعية تمنحها انفتاحا على العالم، تؤيد بسمة بحكم معيشتها في أمريكا الإنفتاح بضوابط، الذي وصلت إليه السعودية بفضل الحكومة الرشيدة وتعتبره شيئاً إيجابياً يرسم مستقبل المرأة نحو الأفضل.
ورغم اغترابها فإنها ترى أن بنات بلدها السعودية قد قطعن أشواطاً بالانفتاح وإثبات الوجود في العلم والثقافة، ومعظم مجالات الحياة، وقالت:"المرأة السعودية مبدعة بالفطرة وتحمل تاريخاً طويلاً، من الثقافة والوعي كأم وسيدة أعمال وفنانة وأكاديمية في الجامعات.
أما عن مشاريعها القادمة، فصرحت العتيبي أنها في طور التحضير لأغنية خليجية بلهجة سعودية سيتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب. كما ستقدم حفلات داخل الولايات المتحدة الأمريكية لبعض الجاليات العربية والمهرجانات العربية، وتمنت أن تقدم عروضا ًفي المملكة العربية السعودية والدول العربية الشقيقة لأن الجمهور العربي هو الأجمل.