ترجل أمس السبت الموافق 11 يناير رائد النهضة العمانية القائد الحكيم والقامة التاريخية السلطان قابوس بن سعيد عن صهوة الحياة، بعد 5 عقود من الحكم نجح خلالها في تحويل سلطنة عمان إلى بلد يتمتع بدرجة عالية من الرخاء.
ولد السلطان قابوس بن سعيد، النجل الوحيد لسعيد بن تيمور، عام 1940، في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة. والتحق عام 1960 بالأكاديمية العسكرية الملكية (ساند هيرست)، متخرجاً بعد عامين منها برتبة ملازم ثانٍ.
انضوت سلطنة عمان تحت جناح حكمه في 23 يوليو من عام 1970، بادئة عصراً جديداً من عصور السلام والريادة والنهضة.
كان لدى السلطان قابوس اهتمام واسع بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة، كما بدا ذلك واضحاً من خلال دعمه للمشاريع المختلفة التي تعتني بها في شتى أقطار العالم. قال: "وضعت على ظهر الحصان، وأنا في الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل"، وهذه كانت إحدى هواياته المفضلة، إلى جانب غيرها من الهوايات الرياضية.
النهضة في عصره شملت الموسيقى كذلك، حيث وجه بتأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية عام 1985، كما دشن دار الأوبرا السلطانية عام 2011.
ودعماً منه للمنجزات الفكرية والمعرفية، أصدر عام 2011، مرسوماً سلطانياً سامياً لإنشاء جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.
أكد في لقاء له بصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أن تحقيق أفضل مستويات المعيشة لأبناء شعبة، يأتي على رأس قائمة اهتماماته.
حظيت المرأة في عهده بحقوقها في كل المجالات، العملية والتعليمية، حتى بلغت نسبة الإناث المتخرجات في التعليم العالي عام 2017 أكثر من 60%، وحازت السلطنة عام 2018 المرتبة الأولى في تمكين المرأة من حقوقها وفقاً للتقرير السنوي عن مؤسسة المرأة العربية.
عام 2001، افتتح جامع السلطان قابوس الأكبر، بعد إصدار جلالته أوامر بإنشائه عام 1992، ليكون معلماً دينياً وحضارياً وثقافياً واجتماعياً في ولاية بوشر بالسلطنة، ومنبراً للتواصل الحضاري والإنساني.
وكما وعد أبناء شعبه في العيد الوطني العاشر عام 1980، أصدر مرسوماً سلطانياً سامياً بإنشاء جامعة السلطان قابوس، التي بدأت أعمال بنائها عام 1982، واستقبلت أولى دفعات طلابها عام 1986، وما زالت مناراتها تضيء بقوة حتى اليوم.
رفع شعار "سنعلم أبناءنا حتى لو تحت ظل الشجر"، ونهض بالتعليم، الذي كانت عدد مدارسه قبل عهده لا يتجاوز 3 مدارس، إلى آلاف المدارس وملايين التلاميذ، والمساواة في التعليم بين الذكور والإناث، وامتدت المنشآت التعليمية إلى كل أرجاء السلطنة.
قال الشاعر جاسم عيسى القرطوبي مادحاً عهده: (يا صبح قابوسَ قد أشرقتَ بالأملِ .. وحقق اللهُ فيكَ البِشْرَ للبَشَرِ \\ يا صبحَ قابوسَ فيكَ الخير نشهدهُ .. قد جدتَ بالحلمِ للأجيالِ والوطرِ).