أدبت والدة أحد الشبان العاملين في مصرف ابنها عن طريق نشر سرّ أخفته عنه مدّة 23 عاماً، على موقع "فيسبوك"، بعد أن تمادى في إظهار عنصريته ضد اللاجئين، لتقول له على الملآ أنها تبنته من عائلة أرمنية.
وصف الشاب، الذي لم يُذكر اسمه، المهاجرين واللاجئين والأجانب بشكل عام، بالمثيرين للاشمئزاز والعاجزين عن الوصول إلى أي مركز مرموق في البلد، وأضاف أنّهم غير قادرين على تعلّم المدنيّة والذكاء أو حتى التصرّف كأشخاص طبيعيين.
اللافت كانت ردود فعل أصدقائه الذين تمادوا معه في نعت المهاجرين بأبشع الصفات والاستهزاء بهم جميعاً، حتى أنّ بعضهم علّق على حجم دماغ المهاجر.
ولم يستثنِ الشاب العنصري أي جنسية أو بلد بل شملهم جميعاً بالنقد اللاذع والسخرية، وقال "إنّ المسألة لم تعد تقتصر على لون البشرة اليوم، بالإضافة إلى أولئك القادمين من أفريقيا وتايلاند والهند وباكستان والصين. هناك أيضاً القادمون من الأرجنتين وروسيا وبولندا ورومانيا أو أي جهة".
ويبدو أنّ والدته التي قرأت تلك الرسائل العنصرية، استاءت من تصرّف ابنها وأرادت أن تلقّنه درساً صارماً، فكتبت على فيسبوك رسالتها إليه، وممّا جاء فيها: "عزيزي، أكره أن أقاطع العربدة العنصرية التي تدور بينك وبين أصدقائك العباقرة. لم نشأ أن نخبرك عن ذلك، وربّما لا يجدر بي أن أقوم بذلك الآن، لكنّك تجاوزت الحدود هذه المرّة. أنت تستحق ذلك. أود أن أقول لك إنّني (أنا ووالدك) تبنيناك منذ 23 عاماً حين كنت في الثانية من العمر من عائلة أرمينية كانت تعيش آنذاك في مدينة صوفيا في بلغاريا".
وتابعت الأم: "لا شيء يدعو للإحراج. أنت مصرفي ناجح، لذلك أعتقد أنّ أولئك الأجانب القذرين الذين يحملون جينات وسخة، كما وصفتهم، قادرون على إنجاز أمور جيدة في حياتهم".
واعتبر من تابعوا رد الأم على ابنها أنه "درس في غاية القسوة"، في حين اعتبره آخرون "درس يستحقه كل إنسان أعماه التعصّب والعنصرية".