الشيخة هند بنت ماجد القاسمي: تصاميمي تُخلّد التراث الإماراتي
تَهْوَى التُّراث الإماراتي، فرسمته بريشة الذهب الخالص والفضّة لتروي تفاصيل الماضي العريق على مقتنيات ذات قيمة عظيمة. إنّها الشيخة هند بنت ماجد القاسمي التي أبدعت في تصميم أواني الفخار والأطباق، وأضفت عليها طابعاً مستوحَى من التراث الأصيل تحت علامة: designedbyhindm.
اتَّجهت الشيخة هند بنت ماجد القاسمي إلى مجال التصميم على أواني الفخار والبورسلين والأطباق وفناجين القهوة العربية، كرمز لإحياء التراث الإماراتي، فتوجّهت إلى نقش صُور من الماضي بالذهب والفضة على البورسلين. هكذا، أطلقت مشروع designedbyhindm الذي تجمع فيه بين التراث الأصيل والحداثة. اتّخذت اسم tumenah كعنوان لمجموعتها الأولى، علماً بأنّ لها بصمة مُتميّزة تَتجلَّى واضحة عبر مشاركتها في العديد من المعارض المحلية والعالمية.
• كيف كانت البداية في مجال التصميم على الأواني الفخارية؟
- في الحقيقة، لقد كنت شغوفة جداً بالرسم وجمع الأواني معاً، ولكنني لم أكن أتصوّر أن يتحوّل شغفي هذا إلى مشروع ناجح وقائم بحد ذاته. في البداية، أنجزت تصاميم خاصة لي ولأفراد عائلتي وأصدقائي. نالت تلك التصاميم إعجاب الأشخاص حولي، فأعربوا عن رغبتهم في اقتناء ما أقوم بتصميمه. وهكذا بدأ يتحول شغفي من هواية إلى مجال عمل ومشروع متكامل.
• هل تذكرين أول عمل فنّي تشكيلي لكِ؟
أول تجربة لي كانت من خلال الرسم على طبَق من السيراميك، باستخدام الألوان المائية بأشكال من الذهب العربي يُسمَّى «أبو الشوك»، وأضفيت لمسة عصرية على التصميم باستخدام أوراق الذهب. وقد حققت من خلال هذا العمل الجمع بين حُبّي للذهب العربي الأصيل ورغبتي في الحصول على أطباق تقليدية مُتميّزة، وتنفيذ رسوم لمختلف المصوغات التراثية الذهب.
• تتنوع الزخارف التشكيلية التي تختارينها، فكيف تُولَد أفكارها في مُخيّلتكِ؟
تنتج أفكار التصاميم بناءً على الأحداث التي تدور من حولي، بشرط أن تتصف بالتميُّز وتكون غير متداوَلة. فأنا حريصة على تقديم كل جديد، من خلال دمج أفكار وأشكال متنوعة مع بعضها، وأركّز بشكل كبير على العناصر الجديدة التي لم تُستخدم من قبل في مجال تصميم الأواني وزخرفتها.
• تحتلّ الزخارف التراثية الإماراتية الجزء الأكبر من أعمالك الفنية. لماذا اخترت هذا التوجه؟
لقد لمست بنفسي أهمية التراث الإماراتي. لذا، حرصت على تجسيد جانب منه من خلال التصاميم التقليدية للمصوغات التراثية التي تتحلَّى بها المرأة في دولة الإمارات. وقد مزجت بين تلك التصاميم ولمسات فنية مبتكرة وراقية. فأنا أستخدم ماء الذهب والفضة في الرسم على الأواني، ومن أهم أشكال التصاميم «الطاسة» و«الهيار»، وكلها أسماء موديلات مختلفة من الأساور الذهبية التي كانت تتحلَّى بها المرأة الإماراتية. كما أني أهتم بالمجال التراثي بإبراز بعض الأطباق التقليدية، التي كانت تُستخدم في تقديم المأكولات الشعبية، لكنها لم تعد تُستخدم منذ فترة طويلة، مثل أطباق التمور وغيرها.
• أطلقتِ اسم tumenah على مجموعتك الأولى من الأواني والأطباق وفناجين القهوة. لِـمَ اخترتِ هذا الاسم؟
تُعتبر مجموعتي الافتتاحية tumenah تحيّة استثنائية للاحتفال التقليدي المنبثق من ديننا وثقافتنا العريقة. وهو احتفال يرتبط بالطقوس التي تتم بعد انتهاء الأطفال من حفظ القرآن الكريم. يرتدي هؤلاء الأطفال اللباس التقليدي وتَزْدَان الفتيات بالذهب العربي، ويقومون بجولة على المنازل في الحي وهم يرددون آيات قرآنية وأناشيد دينية، وتتم مكافأتهم بالمال والحلوى. وتتكون مجموعة tumenah من أطباق بأحجام مختلفة، وأكواب الشاي التقليدية، وأكواب قهوة الـ«إسبريسو» والقهوة العربية، إضافةً إلى الدلّة التراثية المصنوعة بصورة عصرية.
لمتابعة باقي تفاصيل الحوار المميز مع الشيخة هند القاسمي، يرجى الإطلاع على عدد هذا الأسبوع من مجلة "زهرة الخليج".