التشكيلية نوال البلوشي: كلّنا عيال زايد
يحتضن "إتحاد كُتاب وأدباء الإمارات" معرضاً تشكيلياً خاصاً يدور حول ثيمة الشهيد الإماراتي وما سطره من بطولات مجيدة يشهد لها التاريخ. من خلال هذا المعرض الذي حمل عنوان "الوطن- الإمارات"، عبّر 28 فناناً من تشكيليين إماراتيين وعرب عن مكانة الشهيد الإماراتي البطل، وما تحمله البطولات والتضحيات من رسالة سامية لخدمة الوطن والقضية العادلة. هكذا أراد الفنانون أن يشاركوا شعب الإمارات مشاعر الفخر والإعتزاز بهؤلاء الشهداء الذين ارتقوا بأرواحهم إلى السموات تلبيةً لنداء الواجب تجاه أمتهم وأشقائهم.
وقد استقت اللوحات هذه البطولات لتلوّنها بطرق مختلفة، ومنها ما عمدت إلى تمثيله التشكيلية الإماراتية نوال حسين البلوشي، التي رسمت لوحة بألوان علم الإمارات. تقول البلوشي لـ"أنا زهرة": "يصعب تمثيل الحدث العظيم والأوقات العصيبة التي مررنا بها بعد استشهاد جنودنا الأبطال، وقد حاولت أن أجسّد هذه المشاعر في لوحة. عانيت مشقة في الرسم والتعبير عنها، فالإنسان بخاصة الفنان يستشعر الألم والفقدان بإحساس مكثف، حتى وصلتُ إلى فكرة أساسية بأننا جميعاً "عيال زايد"، أي أولاد الشيخ زايد (طيب الله ثراه)، وهو المسمّى الذي يطلق علينا جميعاً، سواء كنا أحياءً أو شهداء، وقد اخترت لها ألوان العلم الإماراتي".
وعن التقنيات التي استخدمتها الفنانة في اللوحة، قالت: "استخدمت مجموعة من التقنيات، خلطت فيها ألوان الأكريليك والقليل من الألوان الزيتية، وكذلك اعتمدت الرسم البارز بمواد الرسم على الزجاج، وأخيراً تقنية الستانسل لإضافة بعض المؤثرات على اللوحة".
وكانت نوال البلوشي قد فازت أخيراً بأوسكار الفنون في "مهرجان الفنون التشكيلية" في القاهرة ممثلةً لدولة الإمارات العربية المتحدة في معرض "ملتقى بصمات الفنانين التشكيليين العرب العاشر". علماً أنّه شارك في الأخير فنانون من 14 دولة عربية، وعرضت فيه 250 لوحة فنية. وقد أهدت البلوشي تكريمها إلى "مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف" التي تنتمي إليها كمستشارة أسرية وتربوية، مشيرة إلى دعمها لها بكل الوسائل المتاحة.
ومن ضمن المشاركات البارزة في المعرض أيضاً الفنانة إيمان الكريمي التي قدّمت لوحتها "أم الشهيد". تقول عنها: "وجدت أنّ أصدق شعور تجاه الشهيد تجده عند والدته، فهي التي تعطي كل المشاعر التي تنتابها، وهذا ما حرصت على رسمه في لوحتي للمرأة التي تغضن وجهها بتجاعيد الزمن. كل خط منه يجسد مسيرة من الألم والفرح والتعب، فهي المرأة الكبيرة التي ربت وكبرت ولدها، حتى تهديه فداء للوطن، كما مثّلتُ روح الشهيد في الحمامات البيضاء الطائرة في اللوحة، وهذا أبسط شيء نقدمه للشهيد". أما لوحة ندى الهاشمي، فقد حملت شيئاً من التفاؤل من خلال نظرة الطفل إلى السماء في أجواء البيت الإماراتي التراثي، في إشارة إلى الأمل والنور الذي يحمله الوطن وشهداؤه لأطفال الوطن.