حيل واوتر كينغما لمن تريد أن تصبح مصورة محترفة
يختلف تصوير اللقطات الخارجية وصور الأمكنة عن تلك التي الداخلية أو تصوير الأشخاص، تحدثت "كانون"، علامة كاميرات التصوير الشهيرة، إلى واوتر كينغما، المصوّر الشهير، وإلى تسعة مصوّرين مختصّين باستكشاف المدن في دولة الإمارات لتضع بمتناولكم دليلاً في هذا المجال.
يقول واوتر: "المدينة هي البيئة والثقافة والاستكشاف هدفه فكّ الرموز والانفتاح بشأن النتيجة. بالنسبة إليّ، يعني استكشاف المدينة النزول إلى شوارع مكان نابض بالحياة والتجوّل فيه ورواية القصص من خلال الصور".
ويقدّم واوتر بعضاً من أهم نصائحه حول اكتشاف أمكنة محظّرة إضافة إلى عدد من التوجيهات المفيدة حول تصوير مشاهد من المدينة بطريقة فريدة ويذكر العدّة الضرورية التي يتعيّن على المستكشف اقتناؤها.
1- يقوم الاستكشاف على قضاء وقت في الشارع، إما مشياً أو على متن دراجة. احملوا حقيبة الظهر وانطلقوا على الطرقات. أحبّ شخصياً حقائب fstop لتوضيب العدّة لأسباب ثلاثة: إنها مريحة وعملية جداً إذ يمكنكم أن تضعوا فيها عدة التصوير. ولا يتمّ التعرّف إليكم فوراً من خلالها على أنكم مصوّرون إذ تتيح لكم الاختلاط بالحشود. كما يمكن الوصول فيها بسهولة إلى العدّة.
2- أجروا بحثاً لمعرفة ما يمكن أن تقدّمه المنطقة. تجدون كمية هائلة من الصور ببحث بسيط على موقع غوغل. استخدموا كتب صالات الانتظار أو بالأحرى أجروا بحثاً على موقع صور جيد مثل Getty Images أو Arabian Eye. استخدموا كذلك خريطة مفصّلة لوضع مسودة طريق. برأيي، يوفّر تطبيق sun scout قدراً كبيراً من المساعدة إذ ترون من خلاله كيفية تحرّك الشمس في أوقات محددة من النهار.
3- لا تلفتوا الانتباه واختلطوا بالحشود. كونوا كسائح أو مواطن محليّ (هذا رهن بالمكان الذي تتواجدون فيه حول العالم). لا تأخذوا معكم الحامل الثلاثي وأبقوا الكاميرا في حقيبتكم إلى أن تحتاجوا إليها فعلاً، شرط أن تبقى جاهزة وأن تكون العدسات مركّبة. لا تجولوا حاملين الكاميرا حول عنقكم لأنها تلفت انتباهاً أكثر من اللازم. يُعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية إن أردتم تصوير مكان قد يطرح فيه قيامكم بهذا العمل مشكلة.
4- تحلّوا بالجرأة. أعتمد شخصياً مبدأ طلب السماح بدل طلب الإذن. وأعرف بحسب خبرتي أنه إن سألتم عما إذا كان يُسمح لكم بالدخول إلى مكان ما للتصوير، ستنتظرون فترة طويلة لاتخاذ أحدهم قراراً بهذا الشأن، وهذا يقود في نهاية المطاف إلى ردّهم بالقول: "يطرح الأمر مشكلة، لا يُسمح بالتصوير". لذا جدوا طريقة ما وادخلوا إلى المكان بثقة كما لو أنكم تعرفون إلى أين تذهبون".
5- الدخول إلى مكان محظور (فعلاً). أرى أنه من غير المجدي حتماً محاولة الدخول إلى أمكنة مثل القواعد العسكرية أو الأمكنة المخصّصة للنساء فحسب. وهنالك أمكنة أخرى لا يفترض بكم الدخول إليها لكن يمكنكم أن تنجوا بفعلتكم في حال ضُبطتم باستخدام الكلام المعسول. يندرج هذا برأيي ضمن المشاكسة غير المؤذية كالدخول إلى مجمّع حاويات في المرفأ على سبيل المثال، أو إلى موقع أثريّ قديم أو سطح مبنى أو مستودع مهجور. من المهمّ برأيي أن تقولوا إنكم لا تسببون أيّ أذى أو تلحقون ضرراً بشيء أو تقومون بعمل مخالف للقانون. المهم هنا هو استخدام الحسّ السليم.
6- تبعوا لائحة أمنيات لكن لا تصبحوا مهووسين بها. كونوا منفتحين على التغيير. انعطفوا يساراً حتى لو كنتم قد خططتم للسير يميناً، لمجرد أنّ النور يبدو أفضل أو شعرتم بوجود قصة جيدة في الطرف الآخر من الشارع. اتبعوا حدسكم إن وقعتم على أفضل الأماكن خلال جولة عشوائية. تذكّروا أنّ الرحّالة ليسوا كلهم تائهين، بل يستكشفون الجوار. لا تدعوا خيبة الظنّ تتملّككم إن لم تحققوا ما تتمنونه، بل قدّروا المشاهد غير المتوقّعة التي تصادفونها.
7- اسبقوا طلوع الشمس واستمروا في التصوير حتى ما بعد منتصف الليل. تذكّروا أنّ أكثر القصص التي لا تتوقّعونها تجدونها خارج المألوف. تحفل كل مدينة بالطاقة على مدار الساعة. تعمل المخابز، وأسواق السمك، ومحطات الحافلات، ومرافق الترفيه، والمرافئ على مدار الساعة. تجدون قصة في كل واحدة منها في كل وقت من النهار. وإن كنتم تواجهون مشكلة في السفر أو في إيجاد الوقت، احجزوا/جدوا/تشاطروا غرفة في المنطقة. فقد حجزت مرة فندقاً تراثياً بمحاذاة خور دبي لاستكشاف مختلف زوايا منطقة ديرة وبر دبي سيراً على الأقدام طيلة 3 أيام.
8- أطفئوا هاتفكم واتركوه في المنزل أو في السيارة. استمتعوا باللحظات التي تقضونها في الشارع. "عيشوا الحياة البسيطة". فبالبقاء ملتصقين بشاشتكم، ستفوّتون لحظات كثيرة أولاً، وثانياً، لن يسمح لكم الأمر بالتفاعل مع المحيط الذي تتواجدون فيه، في حين أنّ الهدف مما تفعلونه هو الانفصال. فارتجاج الهاتف في جيبكم يفسد هذه التجربة. واستكشاف المدينة بحد ذاته هو فرصة للابتعاد عن السباق الرقميّ اللامتناهي الذي أوجدناه.
9- إدارة التصوير بالنور الخافت. ارفعوا نطاق ISO. افهموا العدد الأقصى الذي يمكنكم التصوير عنده بدون إلحاق تشويش كبير بالصورة. تمرّنوا على التصوير بيد ثابتة. يمكنكم دوماً أن تجدوا حافة أو عمود إنارة أو طاولة تتكئون عليها أو تضعون كاميرتكم عليها. أو جاروا الوضع وأتيحوا بعض الحركة في صوركم، فقد تبدو جميلة رغم ذلك. في أسوأ الأحوال، أخرجوا حاملاً ثلاثياً صغيراً من حقيبتكم يُستعمل في الحالات الطارئة.
10- حاولوا إضافة قيمة أكبر إلى استكشافكم. الهدف من عملكم هو مقابلة أشخاص مثيرين للاهتمام وخوض أحاديث غير متوقعة. الهدف أيضاً تناول الطعام البسيط على جانب الطريق عند شعوركم بالجوع، كالشاورما، واحتساء الشاي في مقهى محلي مزدحم. المهم هو مجموعة الخيارات والحرية وعدم محاولة تحقيق أمنيات الغير. يتعلق الأمر بالمغامر والمستكشف في داخل كل واحد منا، وبالوقت الخاص الذي يتّسم بأهمية كبرى.
أخيراً، يتعلّق الأمر بقيامكم بهذا فعلياً، فاخرجوا واستمتعوا.
الأغراض التي يتعيّن عليكم توضيبها:
كاميرا – وثّقوا المغامرات التي تعيشونها خلال استكشافكم المدينة من البداية وحتى النهاية، وصوّروا كل تفصيل لتحتفظوا به وتتشاطروه مع الغير.
حامل الكاميرا غوريلا – غالباً ما تكون مواقع استكشاف كثيرة في المدينة مهجورة ورديئة الإنارة. بالتالي، يُعتبر وجود حامل كاميرا ثلاثيّ مرن ضرورياً لالتقاط صور نقيّة في الأماكن الضيّقة.
زجاجة ماء – يسهل خلال الاستكشاف أن تستحوذ بعض اللحظات على انتباهكم لفترات طويلة، لكن من المهمّ أن تتذكّروا ضرورة شرب الماء باستمرار.
حذاء مريح – انتعلوا حذاء خفيفاً يتيح لكم الاستكشاف بحريّة والشعور بمختلف الطبقات تحت قدميكم.
مصباح – يمكن الضوء القليل وإنما القويّ أن يُستخدم في إنارة صوركم وأن يمهّد الطريق في حال كانت المواقع التي تستكشفونها مظلمة.