Stella McCartney لـ«زهرة الخليج»: نعم للموضة المستدامة صديقة البيئة
يقتلها «ذبح ملايين الحيوانات باسم الموضة»، ولا عجب في ذلك، فهي ابنة Linda McCartney المصورة الأمريكية وناشطة حقوق الحيوان، أما والدها Paul McCartney مغني فريق Beatles فقد أورثها حب الفن والطبيعة، لتصبح ابنة الريف الإنجليزي إحدى أشهر مصممات الأزياء واختصاصيات البيئة، إنها Stella McCartney التي قابلتها «زهرة الخليج» أثناء زيارتها الأخيرة لدبي، وحاورتها حول الموضة النباتية والمستدامة وأخلاقيات الموضة وأسرار أخرى كثيرة.
تدير Stella McCartney أربعين متجراً حول العالم، ويتم توزيع تصاميمها في 70 دولة. وهي العلامة «النباتية» الأولى والوحيدة في العالم، التي تؤمن بأنه لا يجب أبداً قتل حيوان باسم الموضة. ضيفتنا خصتنا بحديث شيق حول أدوات نجاحها، ومفاتيح تميزها، وأحدث اتجاهات الأناقة:
• تتربعين على عرش إحدى أكثر الصناعات تنافسية في العالم، فكيف وصلت إلى هنا؟
- بالعمل الشاق والاختلاف والتميز عن الآخرين وتحمل المسؤولية والالتزام بالنزاهة، ثم ولأني امرأة وأم، فأنا أقدر على التصميم للمرأة، كما اعتمد قيماً لا أحيد عنها كالصدق والأمانة.
• علامتك أبصرت النور منذ عام 2001، ما الأدوات التي اعتمدت عليها من أجل تطوير إمبراطوريتك؟
- بدأت طريقي خطوة خطوة، وحرصت على إرساء أساس جيد للدار، فضلاً عن تقدير المسؤولية والنهوض بتبعاتها. وكان اهتمامي الأكبر ينصب على التقدم الحثيث بدلاً من وضع أهداف كبرى نصب عيني. ومن هنا، أخذت الدار تتطور على نحو طبيعي.
أنا وشركتي نباتيتان
• تأثرتِ كثيراً بوالديكِ، فماذا تعلمتِ منهما؟
- أن أتحمل المسؤولية وأكون رؤوفة ورحيمة بالكوكب والكائنات التي تحيا عليه، وأن أكون نباتية ولا أذبح الحيوانات لأتناول لحومها. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتد إلى عملي، حيث أني أعتمد على مصادر نباتية في تنفيذ تصاميمي، وأنا أؤمن بذاتي، وأثق بشعوري الفطري، وأراعي الآخرين. وأعلم أني محظوظة في الحياة بانتمائي إلى فئة موسرة، على الرغم من أن والدي قد عملا بكد لتحقيق النجاح الذي وصلا إليه.
• ما التحديات التي تواجهك بوصفك مصممة أزياء، واختصاصية بيئية، وأم لأربعة أطفال، وكيف استطعت التغلب عليها؟
- ثمة قائمة طويلة من التحديات، سأحاول أن أوجزها في بضعة أمور، أهمها: أن أكون على قدر عالٍ من الوعي، وأن أكون قادرة على النهوض بمسؤولياتي لأن العمل في مجال الموضة ليس بالأمر اليسير، خاصة وأن المرء إذا لم يكن على استعداد لتقديم بعض التنازلات وقبول أنصاف الحلول، فسوف يزيد حياته صعوبة. وأرى أن المرأة العاملة (أو حتى الرجل) حتماً ستشعر بالتمزق بين رغبتها في رعاية أطفالها، وبين عملها. ولا شك في أن الحل يكمن في محاولة تحقيق التوازن بين هاتين المهمتين، بالإضافة إلى تنظيم الوقت، والاعتماد على مساعدين أكفاء. وعندما ينتابني الشعور بالذنب تجاه ترك أطفالي والذهاب إلى عملي، أتذكر أن عليَّ الشعور بالامتنان لأني أم وامرأة عاملة في آن واحد. ومن أكبر التحديات التي تواجهني في عملي، حرصي على تصميم منتجات عملية ومرغوبة وأنيقة وصديقة للبيئة ومستدامة، أي لا استعمل الجلد أو الفراء أو مادة PVC. وهذا التحدي الأكبر هو أهم مصادر إلهامي.
مداخل إبداعية
• كيف تجدين الوقت للتفكير الإبداعي، وأنت تديرين عملاً ضخماً وتريدين لكل مجموعة من تصاميمك أن تتمتع بقدر معين من الابتكارية والجدة والفرادة؟
- يحتم عليَّ الاهتمام البالغ بالتنظيم في كل ما أقوم بتصميمه، من ملابس الأطفال والألبسة الجاهزة والرياضية والداخلية إلى العطور والحقائب والأحذية والنظارات، لذا فأنا في حاجة إلى مداخل إبداعية طوال الوقت. ولا أكتفي بتدوين الأفكار الابتكارية التي تطرأ على بالي في مفكرتي اليومية فحسب، وإنما أرى أنه من الضروري التفكير بصورة إبداعية على الدوام، فلا أسأل نفسي مثلاً ما الفستان الجديد الذي سأصممه، بل أيضاً ما الجديد في صيحات الألوان التي أود الإقبال عليها.
• بوصفك ناشطة بيئية، كيف لكِ أن تبتكري قطعاً صديقة للبيئة أو مستدامة لكنها فاخرة وتساير خطوط الموضة السائدة وتلقى رواجاً كبيراً في آن معاً؟
- أنا لا أكتفي بأن أكون مبدعة في التصميم، وهو تخصصي بالأساس، لكني أبدع أيضاً في استكشاف خامات جديدة وفي عملية التصنيع. وأحرص على التفكير خارج الصندوق على الأصعدة كافة، واستعلم كثيراً عن مصادر الخامات، وما إذا كانت عضوية أو مُعاد تدويرها، أو مستدامة، أو حتى تقليدية لأننا لسنا مثاليين، ونقبل على أقمشة يستعملها الآخرون. ولدي فريق يعكف على هذه المهمة وحدها. ومسؤولة الأقمشة على دراية جيدة بأنني أعطي أولوية للخامات المستدامة. لكن التصميم هو نقطة البدء، ولا بد أن يكون إبداعياً كي ينجح المنتج.
• وأي متجر من متاجرك تفضلين؟
- متاجري في طوكيو وباريس ولندن ونيويورك ودبي بالترتيب. ومتجري في لندن حيث أقيم هو الأقرب إلى قلبي.
المثالية هدفي
• تحظرين استخدام الجلود أو الفراء في تصاميمك لكنك لا تزالين تستعملين الصوف والحرير، فهل سوف تتوقفين عن استعمالهما قريباً؟
- أحاول جاهدة أن أجد بديلاً لهما، وبالنسبة إلى الصوف لدينا برامج عدة في أقاليم متنوعة في شتى أنحاء العالم تعمل على مناهضة القسوة في التعامل مع الحيوانات، ومساندة البيئات التي يرتعون فيها، ومساعدة الأفراد على تفهم أهمية رعاية الأغنام، والاهتمام بالتربة، كما أتعاون مع المؤسسات المعنية بإعادة التدوير. وأبحث عن بدائل، مثل الحرير العضوي، وأعتقد أنه من الصعب جداً أن يكون الإنسان مثالياً في هذا العالم، لأنه في اللحظة التي يبدأ فيها تصنيع شيء ما، تكون قدمه قد وطأت منطقة حتماً ستلحق الضرر بالبيئة. ولسنا مثاليين، لكني أطمح إلى ذلك. وعلى سبيل المثال، ألجأ إلى استعمال الأخشاب من الغابات المستدامة فقط، بينما الآخرون لا يتورعون عن قطع الأشجار.
• ما دورك في إبداع عطور جديدة؟
- أنجز الأمر برمته من الألف إلى الياء، ولدى فريق رائع يساندني، لكني أصمم العطر والقنينة والغلاف، والقصة وراء العطر، وأقود العملية الإبداعية بأكملها.
تصاميمي مني ومن قلبي
• تمتهنين الموضة وتناصرين قضايا عدة، ما رشحك للفوز بالعديد من الجوائز البريطانية، ما السر وراء هذا التميز اللافت؟
- وضعت في علامتي، التي تحمل اسمي، كل الحب والاهتمام، وكل تصاميمي تنبع مني ومن قلبي. وأعتقد أن سر تميزنا يكمن في مصداقيتنا، ودعمنا لقضايا جادة وحيوية. ففي حوارنا هذا مثلاً، لم نتطرق للحديث عن جمال الألوان الوردية، بقدر ما ناقشنا مسائل بيئية شائكة، فضلاً عن أنني أصمم أزياءً عملية تستطيع المرأة أن ترتديها وتشعر فيها بالراحة.
• ما هي أبرز اتجاهات الموضة في مجموعة أزياء الربيع المقبل؟ وماذا أعجبك منها؟
- الكثير من النقوش والطبعات والألوان والأزهار والخامات ذات الملمس المتنوع الغني، فالربيع موسم البهجة الذي تعود فيه الطبيعة إلى الحياة. وأعجبتني على وجه الخصوص الألبسة النسائية التي تجمع بين الملامح الأنثوية والرجولية، مثل البذلة الرجالية ذات الأزهار الناعمة.
يوم واحد بلا لحوم
• ما الذي يدفعك قدماً، وما الذي يحبطك؟
- تدفعني دائماً فكرة أن أقدم نموذجاً صحياً للأعمال، متمثلاً في منتجات أكثر استدامة، ويحبطني أن أرى نحو 450 مليون حيوان يتم قتله سنوياً. وهو أمر بالغ القسوة، ينتمي للعصر البائد وليس عصرياً في شيء. وللإعلام دور في نشر هذه الرسالة وإقناع المستهلك بها، ما يوجه الحكومات والصناعات. ولو توقفنا عن تناول اللحوم ليوم واحد، فسيكون لذلك أثر كبير في البيئة، إذ أن إنتاج اللحوم والجلود يصدر 18% من الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، ما يفوق تلك الناجمة عن قطاع النقل.
• ما الأمور التي تنقصنا في اعتقادك وتودين رؤيتها في زيارتك القادمة إلينا؟
- المزيد من الاهتمام بالبيئة. وانفتاح المستهلك على انتهاج الاستدامة والتفاعل مع الأمور من منظور مختلف.