رحلة صيفية إلى جنوب إسبانيا: حورية البحر ماربيا
ورد اسم مدينة ماربيا Marbella القابعة في مقاطعة ملقة على بعد 40 كيلومترا جنوب شرقي أسبانيا، في سجلات القرون الوسطى باللغتين اللاتينيّة والعربيّة.
وتتمتع هذه المدينة بمناخ معتدل على مدار فصول السنة الأربعة، خال من الرطوبة، بجانب أنه يحمل نسائم تلطّف الجو وتنعشه، بالإضافة إلى أن شاطئها الذي يدعى "شاطئ الشمس"، ويمتد من مدينة ملقة إلى مدينة الجزيرة الخضراء، يسهم في جذب السياح العرب والأجانب الباحثين عن الشمس والراحة، علما وأنها تحتوي على مجموعات سكنية وفنادق راقية تحمل الطرازين الأندلسي والعربي لتوفر مأوى آمنا ومريحا للزائرين.
لا يكفي أن ماربيا جوهرة أسبانية فهي أيضا منتجع من أجــمــل منتجعات البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن أنها تتصدر قائمة مدن المنتجعات في أسبانيا بأشجار النخيل المصفوفة والنوادي الشاطئية الفاخرة، وملاعب الغولف التي تلبي احتياجات الزبائن المقتدرين.
ومع ذلك يظل الاستمتاع بالشواطئ الرملية والمراكز التاريخية الغريبة نقطة تميز أخرى للمدينة.
وفي إطار تهيئة المدينة بما يليق باستقبال وفود السياح وقع إعداد مرفأ خاص لاستقبال يخوت أثرياء العالم، فضلا عن تشييد قصور فخمة لإقامتهم.
كانت ماريبا مدينة مسوّرة بقلعة كبيرة، لها ثلاثة أبواب مصنوعة من المعدن والخشب وقد بنى المسلمون أبراجا بعضها مستدير الشكل وبعضها مربع وما زال بعضها الآخر قائما إلى يومنا هذا يجول داخلها السائح مبهورا بالروح الأندلسية العربية بأزقتها وبيوتها وشرفاتها المزينة بالأزهار.
وتعرف مدينة ماربيا القديمة بأنها مدينة عربية مغاربية التصميم تعرف ببيوتها البيضاء القديمة وشوارعها المرصوفة بالحصى التي تظللها الأشجار الوارفة والمنازل ذات الطابع الشرقي التي تزين شرفاتها الحديدية العديد من المشربيات القديمة ونباتات الزينة.
وقد تحولت بعض هذه الآثار القديمة إلى وجهات أخرى، فالسوق الكبير الذي كان يقع خارج أسوار المدينة تحول اليوم إلى حديقة البلدية.
كانت منطقة “بلازا دي لوس نارانخوس” مركزا للحياة الحضرية في المدينة القديمة ثم أصبحت هذه الساحة الجميلة قلب ماربيا، حيث يقصدها السكان المحليون والسياح للقاءات والاسترخاء، خصوصا وأنها تحتوي على مجموعة من أشجار البرتقال المزروعة في وسطها، فتملأ المكان بشذاها المعطرة بروائح الأشجار خلال فصل الربيع.
داخل هذه الأجواء العاطرة تصطف مقاعد المطاعم في الهواء الطلق تحت الأشجار الظليلة حيث توفر لزائرها الفرصة لينعم بالراحة والاستجمام وسط هذا المنظر الرائع. ولا تقتصر عوامل الجذب في البلازا على المناظر الطبيعية الخلابة فقط بل يوجد العديد من المباني الأثرية التي يمكن زيارتها والتعرف على تاريخها.