في مسيرتها المتواصلة لحمل مشعل النور ونشر العلم، ساعدت (دبي للعطاء) آلاف الأطفال والشباب المتضررين من الحرب على استعادة الإحساس بعودة الأمور إلى ‏طبيعتها والاستقرار، وذلك من خلال توفير بيئة آمنة لهم. وفي رحلتها الأخيرة إلى أوغندا أعادت الثقة في المستقبل إلى التعليم للأطفال اللاجئين من جنوب السودان، كما كفلت مستقبلاً أفضل للمجتمعات المحلية المضيفة.   «دبي العطاء» جزء من مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي العالمية، وتعمل منذ تأسيسها على تعزيز فرص حصول الأطفال والشباب في البلدان النّامية على التعليم السليم من خلال تصميم ودعم برامج متكاملة ومستدامة وقابلة للتوسّع. ونتيجة لذلك، نجحت المؤسسة، التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، في إطلاق برامج تعليمية تصل إلى أكثر من 16 مليون مستفيد في 45 بلداً نامياً. رافقت «زهرة الخليج» «دبي العطاء» في رحلتها الأخيرة إلى أوغندا واطلعت على الجهود التي بذلتها في هذا الإطار والتي تمثلت بإطلاق ثلاثة برامج تعليمية جديدة، نتعرف إليها في هذا التقرير.   تعليم الأطفال اللاجئين من جنوب السودان في أدجوماني على مسافة 450 كلم شمال العاصمة الأوغندية كمبالا، أطلقت دبي العطاء برنامجاً للتعليم في حالات الطوارئ مدته 15 شهراً تحت عنوان «توفير التعليم في حالات الطوارئ للاجئين والمجتمعات المضيفة للفتيات والفتيان في أوغندا»، وذلك بالشراكة مع  Plan International. يوفر البرنامج الأول التعليم للأطفال اللاجئين من جنوب السودان الذين فروا من الحرب الأهلية في بلدهم وهم الآن مستقرون في شمال أوغندا، وكذلك أطفال المجتمعات المضيفة في أوغندا. تعتبر أزمة جنوب السودان واحدة من أشد الأزمات الإنسانية واسعة النطاق في العالم، حيث فر أكثر من 3 ملايين لاجئ من جنوب السودان إلى البلدان المجاورة، ويوجد أكثر من مليون منهم في أوغندا، أغلبيتهم أطفال غير ملتحقين بالمدارس. يتمثل هدف «دبي العطاء» منح الفتيات والفتيان في مخيمات اللاجئين إمكانية الوصول إلى التعليم السليم الذي سيؤدي إلى نتائج تعليمية مناسبة وفعّالة. برنامج التعليم في حالات الطوارئ: ويركز البرنامج بشكل أساسي على تحسين فرص الحصول على التعليم الأساسي السليم للأطفال، ولا سيما الفتيات المهمشات في مجتمعات اللاجئين في منطقة غرب النيل (أدجوماني ويومبي) في شمال أوغندا. وقد تم إطلاق هذا البرنامج في بداية الأمر في يوليو 2014 في جنوب السودان، ولكن مع تصاعد النزاع في البلاد، تم نقل تنفيذه إلى شمال أوغندا لتلبية احتياجات اللاجئين من الجنوب والمجتمعات المضيفة في أوغندا. وسيستفيد 15 ألف طفل وشاب من البرنامج. تعزيز المهارات العلمية والتكنولوجية لدى الفتيات في المدارس الأساسية والثانوية في أوغندا أطلقت دبي العطاء هذا البرنامج في مقاطعة  ليرا بالشراكة مع «منتدى التربويات الأفريقيات» لتعزيز العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الفتيات في أوغندا. ويسعى هذا البرنامج الذي تصل مدته إلى ثلاث سنوات إلى معالجة الفوارق بين الجنسين والعوائق التي تواجه الفتيات في ذلك المجال. وتستفيد من البرنامج 6 آلاف فتاة، ويتماشى البرنامج مع أجندة 2030 المتمثلة في جعل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات سبيلاً نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وإضافة إلى ذلك، يهدف البرنامج إلى تحسين ممارسات التعليم والتعلّم من خلال تطوير المناهج التربوية، بهدف تعزيز التفوق التعليمي عند طالبات المدارس الثانوية في أوغندا. وسيركز البرنامج أيضاً بشكل كبير على تعزيز مهارات الفتيات.   نوادٍ علمية سيتم إنشاء نوادٍ علمية مجهزة بالموارد في أربعين مدرسة تقع في أربع مناطق رئيسية في أوغندا. وستشارك هذه المدارس بعد ذلك في المسابقات المدرسية للطلبة ومخيمات التوجيه السنوية للفائزين في مسابقة علمية. وسيتم أيضاً توفير بوابة تفاعلية عبر شبكة الإنترنت للمشاركين في ذلك المجال، حيث ستكون بمثابة وديعة افتراضية للحصول على الدعم الإضافي والنصائح والرسائل. وعلاوة على ذلك، سيتم تدريب 400 معلم و40 مدير مدرسة لتحسين المهارات في التدريس التربوي مع مراعاة الفوارق العلمية بين الجنسين، كما ستمتد الدورات التدريبية لتشمل كليات تدريب المعلمين، لتدريب 100 محاضر حول ذات الموضوع.   المساواة بين الجنسين في أوغندا، تتعرض المساواة بين الجنسين للخطر، خصوصاً في مجال الإجراءات المدرسية، والكتب المدرسية، وعملية اختيار المواد، وسلوكيات المعلمين. وتواصل المناهج الدراسية التي تراعي الفوارق بين الجنسين في المدارس دورها في تعزيز الأفكار النمطية في المجتمع لما تتضمنه من موضوعات محددة تُخصص للدراسة حصرياً إما للفتيات أو الفتيان؛ وغالباً ما يتم استبعاد الفتيات عن التسجيل في العلوم والمواد التقنية التي تهيمن عليها هيئة تدريس العلوم من الذكور.   دعم الأطفال من أصحاب الهمم ودمجهم في المدارس الأساسية العامة وفقاً لمنظمة اليونيسيف، في أوغندا تصل نسبة الأطفال من أصحاب الهمم إلى 9% فقط من الملتحقين بالمدارس الأساسية في الوقت الحالي، وفي المقابل تبلغ النسبة العامة لالتحاق الأطفال الآخرين 92%، وبالتالي فإن عدداً كبيراً من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقرون إلى التعليم الأساسي. من مقاطعة أمولاتار، أطلقت المؤسسة برنامجاً بالشراكة مع مؤسسة «ليونارد شيشاير لذوي الاحتياجات الخاصة». ويهدف البرنامج إلى ضمان التحاق 500 طفل من أصحاب الهمم في المقاطعة ذاتها بالمدارس الأساسية. وسيستفيد من «برنامج التعليم الشامل في شمال أوغندا» أكثر من21,400  فرد من المجتمع المحلي بشكل غير مباشر، بمن فيهم المعلمون وأولياء الأمور والموظفون الحكوميون. كما سيكفل البرنامج تحويل حالات العلاج الطبي والتأهيلي للمحتاجين. وسيسعى إلى تقديم نموذج ناجح للحكومة حول كيفية دعم الأطفال من أصحاب الهمم داخل النظام المدرسي من أجل التقليل من عدد الأطفال خارج المدرسة في البلاد.