ما الذي يجمع بين الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا، وملكة جمال العرب والعارضات للعام الحالي، المغربية دلال الغزالي، مع قُرب اختتام بطولة كأس العالم 2018، والمقامة في روسيا؟ قد يكون الجمال المغربي والعشق الكروي، هما إجابة السؤال أعلاه، وهذا ما بدا أمامنا في إحدى المناسبات التي أقيمت في فندق «قصر الإمارات» في العاصمة الإماراتية أبوظبي، عندما وقفت دلال الغزالي إلى جوار النجم الرياضي العالمي مارادونا، في لقاء الجمال والكرة، ليُبدي نجم الأرجنتين إعجابه بحُسنها ودلالها، مُسترجعاً ربما بالذاكرة أيامه الجميلة التي قضاها في المغرب قبل أعوام مع صديقته روسيو أوليفا، والتي أعلن بعدها ومن هناك: «جمال مراكش أيْقظ الرغبة لديّ في الزواج». مارادونا والإمارات سبع سنوات أمضاها هنا النجم الأرجنتيني متنقلاً بين مناصب عدّة، بدأها عام 2011 بتدريب فريق «نادي الوصل»، ثم تعيينه سفيراً شرَفيّاً لمجلس دبي الرياضي، ومن ثم تدريبه «نادي الفجيرة»، كل هذا يجعله يُعلن بحُب وفخر: «أنا سعيد للغاية بالفترة المتميّزة التي قضيتها في الإمارات بلدي الثاني، والذي لن أنسى قيادته وشعبه، وسيظل أهله المضيافون في قلبي، حيث إنّ من طباعي وما اعتدته من توجيهات أمي لي، أن أشكر الناس». ومارادونا وقّع مؤخراً صفقة رياضية جديدة تجسّدت في الإعلان عن تعيينه رئيساً لمجلس إدارة نادي «دينامو بريست البيلاروسي»، والمسؤول الأول عن كرة القدم في النادي، وذلك في عقد مدّته ثلاث سنوات. «زهرة الخليج» التي باركت لمارادونا مهمّته الرياضية الجديدة، بحضور زوجته روسيو أوليفا. رصدت على لسانه العديد من المستجدات والآراء الصريحة. ونسأله: • بدايةً، هل بعد تولّيك منصب رئاسة «دينامو بريست البيلاروسي» ستُفكّر في التعاقد مع أحد اللاعبين النجوم، وتحديداً: ليونيل ميسي، نيمار وكريستيانو رونالدو، وجلبهم للعب في صفوف ناديك؟ - لا. وأنا أساساً سأركز على تكوين فريق شبابي قادر على التنافس مستقبلاً، لذا فإن ميسي ورونالدو ونيمار، لاعبون بعيدون بالنسبة إلينا وعن مستوانا، لكن مع العمل الجيد سيتم تحضير فريق يلعب بشكل متجانس وجماعي، وأتوقع أننا قادرون على خلق فريق مُتميّز. • برز مؤخراً اللاعب العربي المصري محمد صلاح، نجم نادي «ليفربول» الإنجليزي. فكيف تنظُر إليه؟ - لقد قدّم محمد صلاح مردوداً مُتميّزاً لناديه «ليفربول»، وحصد العديد من الألقاب الفردية مع فريقه خلال الآونة الأخيرة، وصلاح قادر على منافسة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية التي يمنحها «الفيفا» إلى أفضل لاعب في العالم. الغريب أن الجميع يحصرون لقب الكرة الذهبية خلال السنوات الأخيرة في النجمين كريستيانو وميسي، وتناسوا أن كرة القدم تتطور وتُفرز لنا العديد من النجوم المتميّزين على الساحة الدولية، مثل إبراهيموفيتش ومحمد صلاح. بقي أن أقول إن صلاح لاعب رائع وسريع ويملك ردّ فعل ذهنياً سريعاً، ويلعب بالقدم اليسرى التي أعتبرها ميزة مُضافة، كما أنه يُساند جميع زملائه في الفريق، ويؤدي بصورة جماعية لخدمة المصلحة العامة وليس بشكل فردي. • ما مدى تأييدك أو رفضك المقترح الجديد من الاتحاد الدولي لكرة لقدم «الفيفا»، بزيادة عدد المنتخبات المشاركة في النسخ المقبلة من كأس العالم إلى 48 فريقاً؟ - أؤيّد هذا القرار كونه إيجابياً بكل المقاييس لأنه يزيد من التنافسية، ويمنح منتخبات أكثر فرصة للمشاركة في كبرى البطولات، وأهمها في عالم الساحرة المستديرة (الكرة) على مستوى العالم، لاسيّما أنه عندما يبدأ كأس العالم، كل العالم يتوقف، وليست هناك رياضة أخرى قادرة على أن تحظى بالنجاح الذي تحظى به كرة القدم. • برزت كلاعب كبير، لكنك أخفقت كمدرب عندما توليت مهمة تدريب منتخب الأرجنتين، ثم ناديي «الوصل» و«الفجيرة» الإماراتيين. فهل تتوقع لنفسك النجاح والاستمراريّة في عملك الجديد كرئيس لنادٍ؟ أم...؟ - أولاً، أنا لم يتم طردي من منتخب الأرجنتين عندما قمت بتدريبه، بل أنا من رفضت الاستمرار في تدريبه. أما بالنسبة إلى عملي مدرباً مع ناديي «الوصل» و«الفجيرة»، فعرفت بقرار إقالتي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. ولا أخفيكم أنه أزعجني جداً أنهم في «نادي الفجيرة» لم يتعاملوا معي بشكل جيد، والمؤسف أيضاً أني تلقيت منهم الكثير من الوعود، لكنهم لم يحضروا لي أي لاعب، وكنت أكافح مع لاعبي الفريق حتى نفوز، بالتالي الفضل في صعود «الفجيرة» لمصاف أندية الدرجة الأولى العام المقبل، يرجع إلى اللاعبين فقط، الذين كانت روح الإصرار والحماسة سائدة لديهم. وأنا متفائل بمنصبي الجديد كرئيس لنادٍ، وهو المنصب الذي يخوّلني مسؤولية إبرام كل التعاقدات في النادي. • أخيراً، خلال مؤتمرك الصحافي عند الإعلان عن رئاستك نادي «دينامو بريست البيلاروسي»، ذكرت أنه من الأولويات لديك استقطاب لاعبين إماراتيين للنادي للاحتراف هناك. - نعم. وهذا من باب وفائي وحُبّي للإمارات وحكامها وشعبها ورياضيّيها، لكني لا أستطيع من الآن تحديد أسماء اللاعبين الإماراتيين الذين سأدعم بهم النادي الذي أرأسه. وفي نظري اللاعبون الإماراتيون والعرب جيدون ولديهم الإمكانات التي تؤهلهم للاحتراف، ولكن تنقصهم فقط التدريبات وصقل المواهب، واكتساب المزيد من الخبرات. بكاء مارادونا انخرط مارادونا في حالة من البكاء على هامش لقاء «زهرة الخليج» به. عندما عرضنا أمامه مجموعة من الصور تعود لعام 1987، عند زيارته حينها مدينة جدّة السعودية، بدعوة من «النادي الأهلي»، وكان حينها برفقته في الزيارة والصور: والدته، وزوجته السابقة كلاوديا فيلافان، وابنته التي كان عمرها حينها قرابة السبعة أشهر، وسكرتيرته. ويومها لبَّى مارادونا دعوة الأمير عبد الله الفيصل، رحمه الله، على الغداء، لذلك اعتبرت هذه الصورة نادرة لمارادونا في ظل المتغيّرات العديدة التي لحقت به على الصعيد الخاص، إذ توفيت والدته، وتم طلاقه من زوجته بل ودخوله معها ومع ابنته في قضايا، وغابت سكرتيرته عنه، لذلك ما إن شاهد مارادونا صورة والدته وهي تحمل ابنته، حتى عاد بالذاكرة إلى الماضي، فغدرته دموعه.