تمتلك مديرة إدارة التغذية في منطقة العين الطبية في شركة صحة - أبوظبي، وخبيرة التغذية الإماراتية ندى زهير، عزيمة قوية مَكّنتها من أن تُتوّج مسيرتها التي بَنَت خلالها ثقافة تغذويّة واسعة النطاق، بإصدار كتاب خاص بها يُعتبر مَرجعاً تغذويّاً لأفراد المجتمع، وموسوعة تثقيفية توعوية تسعى إلى تشكيل خلفيّة تغذوية صحيحة بطريقة مبسّطة لجميع الأعمار. شاركت زهير في العديد من البرامج والمؤتمرات وتميّزت بتقديم النصائح الغذائية بأسلوب شيّق وإيجابي.

 مَرْجَع تغذوي

«إطلالة تغذويّة.. حَبّة مسْك» كان هذا عنوان الكتاب الذي أطلقته زهير مؤخراً، والذي لاقى ردّ فعل إيجابياً كبيراً، أشادت بهذا الإنجاز كمرجع تثقيفي تغذوي للجميع. «فكرة الكتاب جاءت كجزء من تسلسل نجاحاتي، أفتخر بأنني حققت الكثير من الإنجازات في مجالي، وكانت لي الرّيادة في أغلب الأوقات، وانطلاقاً من البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي كنت أشارك فيها عملي مع الجمهور، كانت تأتيني اتصالات كثيرة تطرح الأسئلة عليّ، وتطلب منّي أن أصدر كتاباً يَشمَل جميع المعلومات التي أطرحها تحت عنوان واحد»، تتابع زهير شرحها كيف راودتها فكرة الكتاب، فتقول: «لا أخفي أن الفكرة راودتني من قبل، لكن الذي شجّعني على المضي قُدماً في تنفيذها الآن، حرص دولة الإمارات على إبراز إنجازات الكوادر الإماراتية، فقررت إصدار كتاب خاص بي، للإسهام في تعزيز الثقافة الغذائية في مجتمعنا، بدلاً من أن نرجع إلى الكتب الأجنبية أو تلك الصادرة من بلدان عربية أخرى، للحصول على المعلومات».

إهداء إلى الشيخ زايد

تَفْخَر زهير بتزامُن إطلاق كتابها مع «عام زايد»، فخصصت الصفحة الأولى فيه كإهداء للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيَّب الله ثراه)، وتقول: «بابا زايد هو مَن وفّر لنا أساسيّات التعليم كالمدارس والجامعات بالمجّان، وحرص على ألّا تَقلّ المرأة الإماراتية مكانةً وتميّزاً ونشاطاً عن الرجُل، والفضل في هذا العيش الكريم الذي نعيشه الآن يعود له ولامتداده الطيّب، الوالد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله). وأنا فخورة جداً بتزامُن إنجازي مع «عام زايد»، وبوجود بَصْمَة لي على رفوف المكتبة الإماراتية، وشجّعني هذا على إصدار كتب أخرى في فروع تغذية مختلفة، ويُشرّفني جداً أنني كنت مشاركة في (معرض الكتاب) لهذا العام، حيث تم تخصيص جناح خاص بي، دعماً للكادر الإماراتي من دائرة الثقافة للناشرين على حسابهم الخاص».

أساسيات التغذية

تتحدث زهير عن محتوى كتابها الذي تعتبره بمثابة حجر أساس، لما يتضمنه من معلومات تغذوية أساسية يحتاج كل فرد منّا إلى أن يعرفها. في رأيها، ثمّة جهلٌ كبيرٌ بهذه الأساسيات، كما أن هناك انتشاراً لمعلومات بعضها قد يكون مغلوطاً أو غير مفهوم، وتضيف زهير: «على الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي تعود علينا بالكثير من الفائدة، إلّا أنها زادت من «البلبلة» الغذائية والمعلومات التي ليس لها أساس من الصحة، لذا قررت ألّا أثقل على القرّاء، ووضعت في كتابي ثلاثة فصول فقط تحتوي على أساسيات التغذية، وتساعد القارئ على تقييم صحته الغذائية، إضافة إلى نصائح عن كيفيّة شراء الأغذية وتنظيمها في المنزل، وتوجيهات لاختيار الأغذية المناسبة خارج المنزل». وتتابع زهير بالقول: «أردت أن يكون كتابي فخماً كفخامة القرّاء في المجتمع الإماراتي، وأن يكون جذّاباً لهم، بدءاً من عمر الـ15 عاماً، فاعتمدت الصور و«الإنفوجرافيكس» التي تُحفّز الجمهور على القراءة، وتوصل المعنى بشكل أبسط وأجمل».

نقص في التوعية

ترى زهير أن ثمّة نقصاً في التوعية الغذائية، وأن المجتمع الإماراتي ينقصه وضع استراتيجية تغذوية وطنية مُوَحَّدة، يتّبعها جميع اختصاصي التغذية في أنحاء الدولة، وتقول: «نحنُ نحتاج إلى توحيد الأنظمة الغذائية والمراكز الصحية في الدولة، فالمبادرات موجودة، ولكن لا تزال الاستراتيجية الوطنية للتغذية غير مُعتمَدة بعد، وهذا شيء مُحزن، ونفتقر أيضاً إلى أن يكون لدينا إدارة عُليا للتغذية على مستوى إمارة أبوظبي في الخدمات الصحية، ونحتاج إلى الاهتمام المركّز والجاد لإدارات التغذية على مستوى الدولة لتقوم بدورها على أكمل وجه، ولتضع شروطاً وبنوداً لمن يتخطى حُدود علم الغذاء».

ارتفاع نسبة الأمراض

تؤكد زهير أن هناك العديد من الأمور التي ساعدت على تفاقم المشكلات الصحية، من بينها الإعلام الذي له دور كبير في نشر الوعي الغذائي بين أفراد المجتمع، موضحة أنّ «الإعلانات المكثفة والمضللة التي تخدم الوجبات السريعة والأغذية السكرية، أصبحت منتشرة كالنار في الهشيم، إضافة إلى التصريحات المقدّمة من الجهات المختصة لهذه المطاعم لتفتتح الكثير من الفروع لها، فيُصبح توصيل هذه الأغذية غير الصحية إلى البيوت، والوصول إلى هذه المطاعم أكثر سهولة، حتى أصبحت الأغذية غير الصحية في متناول الجميع، ما أدّى إلى ارتفاع نسبة الأمراض الناتجة عن النمط الغذائي غير الصحي. وعلى الرغم من الجهود الجبّارة التي تبذلها الدولة في الحد من هذه الأمراض، إلّا أنها لا تزال موجودة».

ضد المنع مع التقليل

وتنصح زهير المستهلك الإماراتي والعربي بشكل عام، بالتأكد أنّ الطبيب أو اختصاصي التغذية الذي يزوره يحمل شهادة في هذا المجال، فإن لم يكن متخصصاً في التغذية فإنه قد يرتكب خطأ فادحاً، كأن يمنع مثلاً الشخص الذي يحتاج إلى نظام غذائي من تناول بعض الأغذية منعاً تاماً، وتضيف قائلة: «لا أوافق على المنع وأفضّل التقليل من الكميات، والتقليل جداً، إضافة إلى إعطاء المحاذير».