درست مصممة المجوهرات فاطمة الظاهري إدارة الأعمال، وبدأت مشوارها الوظيفي في قطاع البنوك، لكنها لم تستمر تلبية منها لرغبة والدها في انضمامها إلى سلسلة متاجر مجوهرات تملكها العائلة. العثرة الوحيدة أمام النجاح

ولأن الظاهري تؤمن بأن المرأة الإماراتية قادرة على الإنجاز في كل المجالات، ترى أن لا شيء فعلياً يقف في طريق النجاح مهما كان المجال والتخصص إلا عدم قدرتها على الموازنة بين عملها وعائلتها. وتؤكد أن أسرتها هي الداعم الأكبر لها في الحياة، مما جعلها تشعر بالفخر للإنجاز الذي وصلت إليه اليوم.

سحر البيئة الإماراتية

تستلهم الظاهري تصاميمها من الطبيعة الإماراتية وتقول: «صممت مجموعات عدة مميزة مستمدة من سحر البيئة الإماراتية كمجموعة مستوحاة من جذع النخلة ومجموعة أخرى مستلهمة من الحلي القديمة لكن مع إعادة صياغتها بشكل عصري. وينبع ذلك من إيماني بأن كل مفردات التراث الإماراتي قد أسهمت في تكوين الذائقة الفنية والإبداعية لدى الإنسان الإماراتي ويلمس هذا التأثير من يعمل في المجالات الفنية والإبداعية».

قيم أسرية

وعلى الرغم من انشغال فاطمة الظاهري بتصميم المجوهرات وتحقيق المزيد من النجاح، إلا أنها اكتشفت مفاتيح التوازن بين الحياة العائلية ومتطلبات العمل، وعن هذا تقول: «أحرص على الموازنة بين عائلتي وعملي، علماً بأن عائلتي تأتي في المقام الأول دائماً، كما أحرص على غرس قيم الإيمان والصدق والوفاء والالتزام بالأقوال والأفعال في أبنائي، وهذا أهم ما تعلمته من أسرتي».

أما على الصعيد الشخصي فتحافظ الظاهري على نشاطها وقدرتها على العطاء من خلال إيمانها بالحكمة التي تقول: «العقل السليم في الجسم السليم» فتحرص على الغذاء الصحي المتوازن والتمارين الرياضية بشكل يومي والتأمل في الطبيعة، حتى تستعيد صفاءها الذهني والسلام الروحي الذي يمدها بالقدرة على الابتكار والإبداع.

مبادئ أصيلة

نسأل فاطمة الظاهري عن أكثر شيء عزيز على قلبها، فتجيب بسرعة ومن دون تردد: «وطني الغالي». ومن خلال حديثها تتطرق إلى يوم المرأة الإماراتية الذي تحتفل به الدولة في كل عام بإنجازات المرأة الإماراتية على الصعد  كافة، وعن شعار الاحتفال الذي أعلنت عنه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لهذا العام وهو «المرأة على نهج زايد»، تقول الظاهري: «السير على نهج الشيخ زايد، رحمه الله، سيقود أبناء هذا الوطن إلى الإخلاص والتفاني وتقديم الأفضل، فالقائد الراحل غرس في نفوس أبنائه المبادئ الأصيلة نحو الإنجاز والتقدم، والتزامنا بهذا النهج يجعلنا نقدر قيمة هذا الشعار الذي أعلنته أم الإمارات، حفظها الله، المثل الأعلى للمرأة الإماراتية».

دعم وإخلاص

أكثر شيء تقدره في كونها إماراتية تعبّر عنه بقولها: «أقدّر حرص ومحبة قادتنا المخلصين واهتمامهم بشعبهم وقيادتهم الحكيمة وتوجيهاتهم الرشيدة التي تدعم الإنسان الإماراتي، فنستشعر قيمة هذا الدعم والإخلاص. وأفتخر بأننا كإماراتيات حصلنا على كامل الحقوق والفرص المتاحة لنا، فلم تكن المرأة الإماراتية تقف بعيداً عن مراحل الإنجاز، بل كانت دائماً في قلب الأحداث والتطوير كشريك استراتيجي للرجل، تمثل الدعم النفسي والاستقرار».

حب العطاء

فيما تجد الظاهري أن الكثير من القضايا الإنسانية ملهمة، ترى أن الإنفاق على مصادر المياه الصالحة للشرب في بعض القرى حول العالم والتبرع الخيري للطلبة من ذوي الدخل المحدود هو أكثر ما ترغب في العمل عليه حتى تضمن الاستفادة الحقيقية، على حسب قولها.

في الختام، نسأل الظاهري لو كانت دولة الإمارات قطعة مجوهرات فماذا ستكون؟ وما الأحجار الكريمة التي سترصعها؟ فتجيب: «ستكون «التاج» الذي يلبس على الرأس رمزاً للعزة والفخر، ويرصع بأندر أنواع الألماس الأبيض النقي وأحجار الياقوت الأحمر والزمرد الأخضر والألماس الأسود الطبيعي، اخترت هذه الأحجار لأنها تمثل ألوان العلم الإماراتي المجيد وتعبر عن حبنا لوطننا المعطاء».