عشق الإماراتية، فاطمة آل علي، للتحدي والتميّز قادها إلى اعتراك رياضة التزلج على الجليد، التي تُعتبر من الرياضات الغريبة على مجتمعاتنا العربية، مُعلنةً بقوّة تألقها كلاعبة وقائدة لمنتخب السيدات، ومُدرِّبة لفريقَي تحت تسعة أعوام و12 عاماً، كما أصبحت أول حكمة إماراتية وعربية مُعتمَدة من (الاتحاد الدولي للهوكي) منذ عام 2014.

اكتسبت شهرتها الأولى من خلال عملها في مجال التصوير الرياضي، كأول إماراتية تشارك في تصوير أحداث دوليّة وقارّية ومحلّية عديدة، بدأتها بكرة القدم التي تعتبرها رياضة مُفضّلة بالنسبة إليها، إلى أن طلب اتحاد الرياضات الجليدية من فاطمة، قبل انضمامها إلى منتخب السيدات، أن تتولى مسؤولية تصوير (منتخب الإمارات لهوكي الجليد) في جميع استحقاقاته.
• لماذا اخترتِ رياضة الهوكي لممارستها؟
- تعرفت إلى رياضة التزلج على الجليد من خلال عملي مصوّرة في (اتحاد الرياضات الجليدية). فمن خلال تغطيتي المباريات تَعلّق قلبي تدريجياً باللعبة، لأنها رياضة فريدة من نوعها في مجتمعاتنا، وفيها قدر كبير من التحدي.
• هل تُناسب رياضة التزلج على الجليد الفتيات ضعاف البنْيَة؟
- بالطبع تناسبهنّ، فهي رياضة مثل أي رياضة تناسب الجميع، وأنا أعتبَر مثالاً حياً على أن اللعبة تناسب أي فتاة، إذ إنني عندما مارست الرياضة كنت ضعيفة البنية في بداية الأمر، ولكن بالعزيمة والإصرار أصبح بنياني صحّياً وارتفع مستوى لياقتي البدنية كثيراً، إذ إنها رياضة جميلة تفتح الشهيّة للنجاح والتألق، كما أن قوانين اللعبة الخاصة بالفتيات يمنع فيها الاحتكاك العنيف بخلاف القوانين الخاصة بالرجال.
• كيف تطورت مهاراتك؟
- كنت أتدرب في البداية مع الأطفال، ولكن مع العزيمة تمكنت من الانتقال سريعاً من هذه المحطة، من خلال التدريب يومياً بشكل مكثف في صالة التزلج، إذ إن الفتيات كن يتدرّبن مرتين في الأسبوع فقط، فضلاً عن ممارسة تمارين اللياقة البدنية بشكل منتظم، ومع الإرادة تطورت مهاراتي من خلال التعلّم ممّن حولي، سواءً أكانوا مُدربين، أم لاعبات، أم لاعبين كباراً وصغاراً، حتى أصبحتُ أول حَكمة مُعتمَدة من (الاتحاد الدولي للهوكي)، وحظيتُ بتحكيم بطولتين في «كأس العالم»، والعديد من البطولات المحلية والدولية.

أول مشجعة

• وماذا كان موقف الأهل من ممارستك للرياضة؟
- والدتي كانت تُعارض ممارستي الرياضة عندما كنت صغيرة، ولكن عندما كبرت وأصبحت أكثر نضجاً، تحدثت معها بشأن حبّي لرياضة الهوكي، ورغبتي الشديدة في ممارستها، فتقبّلت الأمر ووافقت، وأصبحت أمي أول مُشجّعة لي في جميع المباريات برفقة أخي.
• ماذا تعلمت من رياضة الهوكي؟
- تعلمت اللعب بروح الفريق واحترام الخصم، وتَقبُّل الفوز والخسارة بروح رياضية، كما زادت ثقتي بنفسي، واكتسبتُ مهارات التركيز والتوازن، فضلاً عن خبرة قيادة الفريق والتعامُل مع أصعب الظروف داخل الملعب.

كأس العالم

• ماذا ينقص «هوكي الجليد» للتطور؟
- اللاعبات في حاجة إلى المزيد من المنشآت لتخصيصها للرياضة النسائية، إذ إننا لا نملك في أبوظبي سوى صالة «نادي أبوظبي للتزلج» في مدينة زايد الرياضية، التي تكتظ بالراغبين في إجراء التدريبات من مختلف الفئات العمرية، والعدد أصبح كبيراً ويحتاج إلى وضع خطط جديدة لبناء صالات جديدة، الذي بدوره سيؤدي إلى توسيع قاعدة المشاركين في الرياضة في المستقبل القريب، حتى نتمكن من الحصول على كأس العالم، وتحقيق لقب اللعبة في الألعاب الأولمبية الشتوية، والذي يُعدّ حلمي الأكبر.
• حدّثينا عن شغفك بالتصوير الصحافي الرياضي؟
- تعلقت بالتصوير في عمر الـ13 عاماً، من خلال ابنة خالتي، إذ إنها كانت تأخذ حينها دورات في تَعلُّم التصوير في الجامعة، وكانت تعطيني الكاميرا وتعلمني طريقة التصوير المحترفة، وفي عمر الـ15 عاماً، شاركت في العديد من الدورات الخاصة بالتصوير الاحترافي، وبعد ذلك دخلت مجال التصوير الرياضي عن طريق عملي كمصوّرة هاوية في «نادي العين» عام 2007، قبل أن أنتقل إلى «نادي الوحدة»، وشاركت في تصوير كأس العالم للأندية، الذي شارك فيه «نادي الوحدة» مُمثلاً عن الإمارات عام 2010، وبعد ذلك قادتني الصدفة إلى العمل مصوّرة لمنتخب «هوكي الجليد»، إذ إنني كنت أهوى تصوير مباريات الهوكي، وعندما شاهدني أحد العاملين في اتحاد الرياضات الجليدية، طلب مني العمل بصورة رسمية، فانضممتُ إلى اللعب مع فريق الـ«هوكي للسيدات» عام 2011، بعد أن جذبتني رياضة «هوكي الجليد».
• وعن أكثر مواقفك الطريفة مع رياضة الهوكي؟
- عندما بدأت ممارسة رياضة الهوكي، كنت أتدرب مع مجموعة من الأطفال الصغار، وكان هذا مُثيراً للضحك في أغلب الأحيان، حيث إنهم كان ينظرون إليّ وفي عيونهم سؤالٌ مُلحّ: لماذا أنت هنا معنا؟ والمضحك في الموضوع أنهم كانوا يتزلجون أفضل مني بكثير.

المثل الأعلى

• مَن مَثلكِ الأعلى؟
- ألكسندر أوفيتشكين، الذي أعتبرهُ أفضل لاعب لـ«هوكي جليد»، وحالفني الحظ في أن قابلته خلال زيارتي فريق «واشنطن كابيتالز» الأميركي، الذي منحني إيّاها بعد أن شاهد لاعب وسفير الفريق الأميركي الشهير بيتر بوندرا، الفيديو الذي نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وكنت استعرض فيه مهارتي في اللعب بعصا الهوكي، إضافة إلى قيامي بحركة هجوم تدريبية بطريقة محترفة. انتابني خلال أيام الرحلة شعور لا يوصف بالسعادة، وكان حافزاً كبيراً للتطوير والتعرف إلى نظُم اللعب والجدول اليومي الخاص بأمْهَر لاعبي العالم، كما تشرّفت بمقابلة السفير الإماراتي في أميركا يوسف العتيبة، الذي منح فريقي دعوة كريمة للحضور إلى أميركا، والمشاركة في العديد من المباريات الودّية لتنمية مهارات الفريق.