لفتت مدربة منتخب الإمارات لكرة القدم للسيدات، حورية الظاهري، الأنظار بعد أن أصبحت علامة مُسجّلة في عالم الإنجازات والنجاحات، بتولّيها قيادة فريق رجالي في لعبة كرة القدم في «دورة ند الشبا» الرياضية، في ظاهرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، فضلاً عن كونها أول عربية تُوقّع مع (الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»)، للعمل خبيرة تطوير الفرق النسائية وزيادة عدد اللاعبات. عن هذه الخطوة، وما تبعها التقت «زهرة الخليج» حورية، وكان هذا الحوار:

• حدّثينا عن تجربتك الأولى مع تدريب فريق رجال؟
 كانت تجربة ثَريّة، بدأت عندما اختارني راعي فريق «مياه دماني» أحمد الطاهر، لقيادة الفريق في «دورة ند الشبا» الرياضية، التي تُقام كل عام في شهر رمضان المبارك، لإعطاء الفرصة للعنصر النسائي، لإثبات قدرتهن على القيادة وتمكين المرأة في رياضة كرة القدم، وبعد ذلك، استعددنا وقمنا بالتحضير الجيّد من خلال التدريبات ودراسة الفرص المنافسة وعمل الخطط، وبفضل تعاون اللاعبين المواطنين والأجانب، تمكنت من تجاوز عوائق التجربة الجديدة.

بين تدريب الرجال والنساء

• هل شعرتِ بالخوف من خوض التجربة؟
شغف المغامرة قادني إلى التحدّي الصعب، حيث إن الصعوبات هي التي تشد من عَضد الإنسان. ووقوفي كمدربة أمام فريق مليء بلاعبين من أصحاب الخبرات الطويلة، منحني القوة للتقدم للأمام، وصقل خبراتي لخوض الاستحقاقات المقبلة بصورة أفضل.

• هل هناك فرق بين تدريب فريق الرجال عن نظيره النسائي؟
لا يوجد فرق بين تدريب الرجال والسيدات، حيث إن تقييم اللاعبين واللاعبات يعتمد على المستوى  الفني والمهارات وليس الجنس.

خبيرة في الفيفا

• ماذا عن عملك كخبيرة مع «الفيفا»؟
اختارني «الاتحاد الدولي لكرة القدم» للعمل كخبيرة لتطوير الفرق النسائية وزيادة عدد اللاعبات، وستكون البحرين محطتنا الأولى في مشوار التطوير، الذي أعْتَزّ كثيراً بأنني سأكون جزءاً منه، والذي سيعود بالفائدة على جميع الدول المجاورة.

• كيف جهّزت فريقك لـ«بطولة غرب آسيا»؟
بدأ استعدادنا لخوض غمار بطولة «كأس آسيا لكرة القدم للفتيات تحت 15 عاماً»، منذ شهر أبريل الماضي، حينما شاركنا في «بطولة غرب أسيا» التي أقيمت في الإمارات، حيث إنها كانت من أهم المحطات التجهيزية في الفترة الماضية، وقدّمت خلالها لاعبات المنتخب مستوى جيداً، كما قمنا بعدة معسكرات داخلية وخارجية، واستضافة منتخبات في الدولة لإقامة مباريات ودّية، لتكتسب لاعبات الأبيض الخبرات اللازمة من خلال الاحتكاك المباشر بلاعبات محترفات.

• ما رأيك في تجربة احتراف لاعبة المنتخب الأول نوف العنزي؟
أشعر بالفخر الكبير بما قدّمته نوف منذ أن بدأت مشوارها مع الساحرة المستديرة، حيث إنها أثبتت موهبتها وتمكنت من خطف الأنظار، حتى وصلت إلى الاحتراف في نادي «وادي دجلة» المصري، وقدّمت مع الفريق مستوى فنياً عالياً، وتكللت جهودهن بتحقيق لقب الدوري.

الرياضة النسوية الإماراتية

• ماذا عن رأيك في كرة القدم النسوية في الإمارات؟
تسير رياضة «كرة القدم للسيدات» في الدولة نحو الطريق الصحيح، باعتبارها في بداية عمرها، مُقارنة بالدول العربية الأخرى، يأتي ذلك نتيجة دعم ورعاية القيادة الرشيدة في الدولة للنهوض برياضة المرأة، واهتمام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة (أم الإمارات)، وإسهاماتها في الارتقاء بكرة القدم النسائية، لتحتل مركزاً مُتقدّماً بين المنتخبات الخليجية والعربية وحتى الآسيوية، وأطمح إلى أن تصبح كرة القدم النسائية في الدولة في أفضل مراحلها.

• وكيف يُمكن تطويرها؟
أعتقد أنّ من شأن الجهات الرياضية المسؤولة والأندية في الدولة، الاهتمام بتطوير مهارات وتدريب السيدات الرياضيات بالطريقة الصحيحة، في جميع الرياضات وليست كرة القدم فقط، قد تكون الهواية موجودة والرغبة موجودة في ممارسة رياضة ما، لكن ينقصها صقل هذه الموهبة حتى تصبح أكثر احترافاً، وبالتالي تسطيع أن تصل إلى أهدافها المرسومة باحتلال أفضل المراكز، وتحقيق الإنجازات على الصّعُد الرياضية كافة التي انخرطت فيها الفتاة الإماراتية.

• ما هو ناديك المفضّل على المستويين المحلي والعالمي؟
أتابع باستمرار نادي العين الإماراتي، بطل الدوري والكأس هذا الموسم، والفريق الإماراتي الوحيد الذي فاز ببطولة دوري «أبطال آسيا»، لما يُقدّمه من أداء محترف، وبالنسبة إلى النادي العالمي، أشجّع نادي برشلونة الإسباني، حيث إنه يتميّز بتقديم كرة قدم باهرة، إلى جانب امتلاكه نخبة من أفضل اللاعبين على مستوى العالم، يتقدّمهم ميسّي لاعبي المفضل.