خطوات ناجحة خطتها مدربة «كرة السلة» لفريق «نادي النصر» و«المنتخب الإماراتي»، السورية هلا شحادة، بدأتها كلاعبة مُتميّزة في «نادي الوحدة» الدمشقي، حيث أهّلتها براعتها لتخوض تجربة تدريب الناشئات، قبل أن تنتقل إلى دولة الإمارات، لتُكملها بالإعلان عن جدارتها كمدرّبة، وتحصد 16 بطولة منذ عام 2001، انطلاقاً من قيادتها «نادي سيدات الشارقة» مروراً بـ«النادي الأهلي» ثم «نادي الشباب»، إلى أن كُلّفت مع نهاية موسم 2014، بتدريب «سيدات نادي النصر»، اللواتي أحرزت معهنّ رباعيّة موسم 2017 - 2018، ليُكمل زوجها مدرب الفريق الأول للرجال، همام كركوكلي، فرحة «العميد» باللقب الخامس، ويحقق لقب بطولة اللاعبين المواطنين للمرّة الأولى في تاريخه، في ظاهرة أثارت العديد من التساؤلات التي سنتعرّف إليها خلال نص الحوار التالي:
• كيف تحوّل مَسارك من لاعبة إلى مُدرّبة؟
بدأتُ لاعبة في صفوف «نادي الوحدة» السوري، وحققتُ إنجازات عديدة معهُ، إلى أن تطور مستواي وأهّلني للتوّجه إلى تدريب الناشئات، وبعد ذلك تزوجت بزميلي في النادي، أحد أبرز نجوم المنتخب السوري في «كرة السلة»، همام كركوكلي. قررنا الانتقال والإقامة في الإمارات منذ 20 عاماً، بدأ زوجي بمجال التدريب مباشرة، وتوقفت أنا سنوات عديدة بسبب الحمل والولادة، إلى أن عدت عام 2001 كمدربة لفريق «كرة السلة» في (نادي سيدات الشارقة)، ثم انتقلت إلى تدريب فريق «النادي الأهلي»، ثم «نادي الشباب» وصولاً إلى «نادي النصر» في نهاية موسم 2014، والعمل برفقة زوجي الذي يُدرّب في النادي نفسه.
مع زوجي في نادٍ واحد
• حدّثينا عن تجربة التدريب برفقة زوجك في «نادي النصر»؟
هي تجربة ثريّة للغاية، بسبب وجود لغة حوار مشتركة بشكل مستمر، إذا لم يكن عن البيت والأبناء، يكون في الحديث عن التدريب ومناقشة الصعوبات التي تحيط به، كما أن عملنا في المجال نفسه سَهّل كثيراً من مُهمّة كلٍّ منّا، لتفهّمنا طبيعة العمل وما نواجهه معظم الأحيان من ضغوطات نفسية وعصبية، خاصة في المباريات النهائية للبطولات الكبيرة، فدعم زوجي كان كبيراً بالنسبة إليّ نحو النجاح والتألق، وإحراز ألقاب خمس بطولات في الموسم المنصرم، منها أربع بطولات للموسم النسائي، بدءاً من (بطولة السيدات المفتوحة)، و(الدوري العام النسائي)، و(كأس الاتحاد للمواطنات)، وختامًا ببطولة (كأس أُم الإمارات) في نسختها الأولى، ليُكملها الفريق الأول للرجال الذي يُدرّبه زوجي همام، بتحقيق لقب بطولة اللاعبين المواطنين.
• كيف تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز مع سيدات النصر؟
كُلّفت بتدريب فريق سيدات «العميد» نهاية موسم 2014، عملت منذ ذلك الوقت على إعداد فريق قوي قادر على النجاح وحصد البطولات، وبفضل الدعم الكبير الذي قدمته إدارة «نادي النصر» لسيدات «كرة السلة» من معسكرات ومشاركات في بطولات خارجية، إضافةً إلى خوض العديد من المباريات الودّية مع الجاليات المقيمة في الدولة، فضلاً عن وجود سبع لاعبات مُتميّزات من المنتخب في الفريق، كل ذلك المجهود الجماعي أثمَر في حصد هذا النجاح المشرّف.
مقوّمات نسويّة
• ماذا ينقص «منتخب السلة للسيدات» للتطور؟
لا شك في أن مستوى اللاعبات يتطور بشكل ملحوظ من عام إلى آخر، ولكن نظراً إلى وجود فرق نسائية في خمسة أندية فقط بالدولة، لا يزال ينقص المنتخب دعم باقي الأندية، وذلك من خلال استحداث فرق نسائية لـ«كرة السلة»، ممّا يترتب عليه زيادة عدد اللاعبات المواطنات وتتطور اللعبة، والشيء المبشّر بالخير، أنّ الاتحاد يدرس حالياً مقترحاً بعمل تجمّعات للاعبات المنتخب خلال الموسم بشكل منتظم، للاستعداد القوي للبطولات الخليجية والآسيوية.
• ما المقومات التي تحتاج إليها اللاعبات للوصول إلى الاحتراف؟
يجب أن تكون اللاعبة مُلمّة بكل جديد عن «كرة السلة» في العالم، وذلك من خلال المشاركة في دورات تدريبية، إضافةً إلى ضرورة الالتزام وتحصيل كل لاعبة الجرعة التدريبية كاملة خلال الموسم، فضلاً عن المشاركة في المعسكرات والبطولات الخارجية، وأهم شيء يُمكن أن يُميّز لاعبة عن أخرى هو المجهود الفردي، فهناك عدد من اللاعبات اللّاتي يتميّزن بالحرص الشديد على التطور والتميّز، من خلال خوض تمارين صباحيّة في غير أوقات التدريبات الرسمية للفريق، وهنا أحاول بدوري مساعدتهن وتوفير كل سبُل النجاح والتألق لهنّ.
مدرّبة في البيت أيضاً
• كيف تستطيعين التوفيق بين البيت والعمل؟
بفضل تَفهُّم زوجي الداعم الأول لي في العمل والمنزل، تمكنت من تنظيم أوقاتي بين التدريب والمنزل ومُتطلبات أولادي الأربعة، فبمُساعدة همام استطعت التخطيط لحياتنا بصورة متوازنة وصحّية لمصلحة أفراد العائلة كافة، ونظّمت أموري كمدربة للعائلة أيضاً.
• ماذا عن هواياتك الخاصة؟
أحب الحياة الصحية وممارسة تمارين اللياقة البدنية بصورة منتظمة، فالرياضة تُعتبر أفضل وسيلة بالنسبة إلى الإنسان، لإخراج الطاقة السلبية منه وشحنه بالطاقة الإيجابية المفيدة له وللمجتمع من حوله، وأحب القراءة والمطالعة أيضاً، إذ إنها تُنمّي جانب المعرفة وتُكسبني خبرات في مجالات ومواضيع مختلفة.
• ما أحلامك المستقبلية في التدريب؟
أتمنّى أن أنجح في قيادة «منتخب السيدات» لتحقيق لقبَي البطولة الآسيوية والعربية، وأن أقدّم لدولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات تُثري مسيرة الرياضة النسوية، التي تحظى بالدعم السّخي من القيادة الرّشيدة، كما أحلم بالتدريب في أميركا بصحبة زوجي، نظراً إلى ما تحظى به من تطور واحتراف، إذ إنها تُعتبر أفضل دولة على مستوى العالم تاريخيّاً في «كرة السلة».