انظروا حولكم، راقبوا النمور والفيَلة والقطط العملاقة والتماسيح وغزال المسك ووحيد القرن والباندا الحمراء ودب الهيمالايا الأسود، متّعوا أنظاركم بالشلالات الرائعة والجبال الشاهقة، احبسوا الأنفاس، أنتم في مدينة بوخارا المذهلة.
بوخارا، بوكارا، سمّوها ما شئتم، لكن لا تنسوا أن تضيفوا إلى الاسم: بوخارا عاصمة المغامرة والتشويق في نيبال. فهلمّوا إليها في تجربة من العمر لكل العمر.
ليست العاصمة
هي ليست العاصمة بل ثاني أكبر مدينة في النيبال بعد العاصمة كاتماندو، والرحلة إلى هناك تستلزم الهبوط في مطار كاتماندو ثم الانتقال إلى بوخارا، إما في «ميكروباص» مخصص للسياح وتستغرق الرحلة فيه نحو ست ساعات، أو الانتقال بالطائرة بكلفة لا تزيد عن 40 دولاراً، وهذه الرحلة شيّقة جداً؛ لأنها تسمح بمشاهدة جبال هملايا من الفضاء والتنعّم بسحر المشهد، لكن هناك من يُحبّذون الانتقال برّاً، لأن الطائرات الداخلية قديمة جداً، والهمسات كثيرة عن سقوط طائرة داخلية بمعدل مرّة كل ستة أشهر.. هي حقاً مُجازفة.
قمم عالية
بوخارا، كاتماندو وأنابورنا، أسماء ثلاثة تتكرر كثيراً في آذانكم منذ تطأ أقدامكم أرض نيبال. وإذا كانت كاتماندو عاصمة البلاد المليئة بالثقافة القديمة والحضارات والمعابد و«الغبار»، فإن بوخارا مدينة التشويق التي يُمكن الانتقال منها إلى أنابورنا الواقعة في جبال الهملايا وتضم قمماً، بينها واحدة يزيد ارتفاعها عن ثمانية آلاف متر و13 قمة يزيد ارتفاعها عن سبعة آلاف متر و16 قمة يزيد ارتفاعها عن ستة آلاف متر. وبالتالي فليتذكر من يهوون تسلق الجبال، أن جبل أنابورنا هو عاشر أعلى جبل في العالم.
ارتدوا الحذاء الرياضي واقصدوا بوخارا واسْرَحُوا، العبوا، اقفزوا، اركبوا القوارب الملونة، حاولوا أن تتسلقوا بعض الجبال المنخفضة إذا لم تكونوا رياضيين، هي تجربة لا تُصدّق. استريحوا وأنتم تتسلقون الجبال في بيوت القرى. النيباليون يحبون السياح ويبتسمون لهم كثيراً، هم شعبٌ ودودٌ جداً، ويحفظ بعض الكلمات الإنجليزية التي تُسهل تبادل المعلومات مع السياح.
معابد
البساطة هائلة، الطبيعة بكْر، التقاليد كثيرة، وطبيعة الرحلة إلى هناك لا ولن تتكرر إلا في بوخارا، وثمة مقولة شائعة هناك معناها: «يعود السائح من بوخارا تاركاً فيها بعض روحه».
اقصدوا المعابد في بوخارا. شاهدوا حفلاً وثنيّاً. تعرّفوا إلى طبيعة ناس نيبال. تحدثوا مع أطفال المدن، هم حقاً مُدهشون. اعتلوا قبّة ستوبا البوذية. اقصدوا ساحة دوبار حيث القصور والمعابد والساحات الضخمة. زوروا معبد السلام العالمي الذي يطلقون عليه هناك اسم «شانتي ستوبا». زوروا معبد «تال باراهي». جرّبوا القفز المظلّي والقفز بالحبال والتجذيف. استيقظوا باكراً واقصدوا قرية سارانغكوت المشهورة بشروق شمسِها الأخّاذ. راقبوا الباندا الحمراء. راقبوا الدب الأسود. راقبوا فهد الثلج ونمور البنغال ووحيد القرن. أكثر الحيوانات والطيور غرابة موجودة في بوخارا.، والبلاد جميلة والعلاقة مع الطبيعة لها هناك نكهة مختلفة.
نكهات
شرب الشاي النيبالي الكلاسيكي مع الليمون والعسل والزنجبيل تقليد.، تذوّقوه لن تندموا.
من يُحب الطعام الملغوم بالبهارات والتوابل، سيُعجبه بالتأكيد طعام بوخارا. اسألوا عن طبق «دال بهات» الشعبي، الذي يتكون من الأرز المسلوق، البازلاء، الكوسة، الطماطم، البصل، الفلفل، الزنجبيل، الثوم والكثير من البهارات. تذوّقوا فطائر المومو النيبالية مع اللحم المفروم والتوابل. اشربوا حساء كواتي، وإذا رغبتم في تناول «البيتزا» اطلبوا طبق تشاتاماري، هو «البيتزا» النيبالية.
الأبقار، كما في الهند، مقدسة هناك. احترموها. وتذكروا أن السفر ثقافة، وأن الإنسان المشحون بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتوترات العصر، في حاجة إلى هذا النوع من السياحة كي يستعيد التوازن النفسي والجسدي.
السياحة في بوخارا مفتوحة طوال أشهر السنة، لكن في شهر أكتوبر يكون الطقس رائعاً، ومَشْهديّة الجبال والبُحيرات تكون واضحة. أكتوبر قريب وقرار السفر إلى هناك يفترض أن يكون سريعاً. رافقتكم السلامة إلى بلاد ستتركون فيها بعض روحكم.