دفع شغف المهندسة الإماراتية آمنة بني هاشم بالفروسية والخيل إلى ترك وظيفتها المرموقة، وتخصيص كامل وقتها للتفرغ لعالم سباقات الخيول والتدريب، والتعرّف إلى أسراره وتدعيم ذلك بشهادة أكاديمية من بريطانيا للعناية بخيول السباق.
تحلم الفارسة آمنة بأن يُسجّل اسمها بين رائدات الفروسية الإماراتيات اللواتي يرفعن اسم بلادهن عالياً في المحافل الدولية، كنوع من رَدّ الجميل إلى ما تقدّمه قيادة دولة الإمارات من دعم ورعاية للمرأة الإماراتية في المجالات كافة، ومنها الرياضة.
فماذا في أجندتها من مشاريع وأحلام؟
من على صهوة جوادها «فيكتوريوس» تتحدث الفارسة آمنة بني هاشم عن عشقها للخيل وعالم الفروسية الذي نمَا معها منذ الطفولة، مُشيرة إلى أن اختيارها الفروسية وإصرارها على الغوص في عالمها، يعود لوالدتها التي عرّفتها وهي صغيرة بهذا الكائن الجميل الذي وقعت أسيرة سحره، فعشقته بشغف لدرجة أنها تخلت عن مهنة الهندسة الميكانيكية التي درستها في الجامعة الأميركية في دبي، لتبقى إلى جواره ومن ثم تحترف رياضة الفروسية، على حد قولها.
البداية «مسار غودلفين»
وضعت بني هاشم نصب عينيها أن تصبح فارسة «قفز حواجز» محترفة، لتمثل بلدها الإمارات في سباقات الخيول ومهرجاناتها الكبرى مستقبلاً، بحسب تعبيرها، لهذا انضمّت، عام 2017، إلى برنامج «مسار غودلفين» الذي أنشئ بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، بهدف إعداد قيادات في عالم صناعة الخيل.
تقول بني هاشم: «إنّ «مسار غودلفين» قدّم لها فرصة ذهبية لتطوير وصقل مهاراتها للنهوض بحياتها المهنية كفارسة ومدربة خيل، على يد خبراء ومدربي خيول عالميّين»، وتتابع موضحة أنها من خلال محاضرات «مسار غودلفين» النظرية في دبي والتدريبات العملية في بريطانيا وأيرلندا، تعرفت إلى تفاصيل جديدة في عالم الخيل، كما أثرت معلوماتها في مجال تربية الخيول وتدريبها وعمليات إخصابها لإنتاج سلالات خيل تخوض السباقات العالمية وغيرها الكثير، لكنها في الوقت ذاته تعترف قائلة: «لا يزال أمامي طريق طويل لأبلغ هدفي. أشعر بأنه في عالم الخيل لا حدود للعلم، كل يوم نتعرف إلى شيء جديد يرتبط بهذا المخلوق النبيل. مهما قلنا إننا محترفون في هذا المجال، يبقى هناك الكثير لنتعلمه عن أسرار هذا الكائن الآسر».
علاقة متميّزة
بابتسامة ناعمة وعينين حانيتين تدلان على مدى عشقها للخيل، تصف بني هاشم خيلها الوحيد الذي تملكه ويدعى «فيكتوريوس»، أي المنتصر، بالصادق والمثالي، مشيرة إلى أنه، أي الخيل، يجهد نفسه أحياناً لتقديم الأفضل، «فهو كالإنسان يتحمّل المسؤولية والضغوط» بحسب تعبيرها.
وتعترف بني هاشم بأنها تعلمت من «فيكتوريوس» كيفية التغلب على مشكلاتها والصبر وتحمّل المشقات، مؤكدة أنها بقربه تشعر بالأمان، فـ«فيكتوريوس» بالنسبة إليها أكثر من مجرد خيل، إنه صديق وفيّ، وهي تثق به جداً، وتمضي أغلب وقتها في التكلم معه وإطعامه بيدها لتزيد روابط العلاقة بينهما، وهو بدوره يصغي إليها ويفهم إشاراتها حتى لو كانت تقف على مسافة بعيدة منه.
طريق صعب
درب التميّز في رياضة «قفز الحواجز» ليس سهلاً، بحسب بني هاشم التي واجهت صعوبات عديدة على المستويين النفسي والجسدي، وفق ما أوضحت. ففي البداية لم يكن والدها موافقاً على خوضها مجال الفروسية، مما جعلها تعتمد على نفسها في كل شيء، بما في ذلك تمويل مستلزمات ممارسة هذه الرياضة، سواءً من ناحية الملابس أم دفع رسومات التدريب، كما تقول، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، تكشف بني هاشم أنها تعرضت خلال تدرّبها على ركوب الخيل لكسور عدة في كاحلها وظهرها وأسنانها وكتفيها، إصابات كانت كافية لأن تصيبها بالإحباط وتثنيها عن المضي في هذا الدرب، لكن إصرارها على ملاحقة حلمها بأن تصبح واحدة من أبرز الفارسات الإماراتيات، كان أقوى من أن ينكسر بحسب ما تُخبر.