يعتقد البعض أن دخول النساء مهناً ظلت مُحتكَرة على الرجال، يُعد ضرباً من الخيال، مُعتبرين أن معظم النساء يبحثن عن وظائف إدارية تُريحهن، إلّا أن المصورة الفوتوغرافية المصرية إنجي الشاذلي كسرت هذه الصورة النمطية، كونها أول فتاة مصرية تعمل مصورة أفلام «أكشن»، إذ قررت أن تلحَق حلمها على الرغم من حصولها على وظيفة مُريحة، تركتها بحثاً عن المتعة وسعياً وراء شغفها، غير عابئة بما قد يُصيبها من أضرار. «زهرة الخليج» سلّطت الضوء على مُغامرة إنجي.
تُعرّف الشاذلي بنفسها بالقول: «أبلغ من العمر 32 عاماً، تخرجت في «كلية الحاسبات والمعلومات» عام 2006، وحصلت على عدد من الدبلومات والدورات التدريبية في مجال التنمية البشرية وإدارة الأعمال، حتى عملت مُدرّبة في هذا القطاع، مع خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية الراحل د.إبراهيم الفقي، إلّا أنني وجدت شغفي يقودني إلى ترك ذلك المجال المربح السهل والإمساك بمعدّات تصويري، والعمل في مجال تصوير الدراما والسينما، وهو الحلم الذي كنت أحلم بتحقيقه».
طور الانتقال
تقول الشاذلي عن بداياتها في المهنة: «وجدت صعوبات عديدة في بداية عملي، حيث كنت أول فتاة تخوض غمار العمل في هذا الحقل، ولهذا قررت أن أضيف سمة أخرى من سمات التمييز إلى عملي، بدأت العمل مع الفنان أحمد عز في مسلسل «الإكسلانس» عام 2013، وكانت أول مرّة أقوم فيها بتصوير نجم، وخلال تصويري التقيت مصمم الحوادث عمرو ماجيفر، تزامُناً مع نهاية المسلسل، ولأني مُحبّة للتجديد، قمت بتصوير مشهد حادث ضخم في المسلسل من دون أن يطلب مني، وكانت أول مرّة أقوم فيها بتصوير الـ«أكشن». تواصلت مع ماجيفر وطرحت عليه فكرتي، فرحّب بعملي وضمّني إلى فريقه المتخصص في صناعة الـ«أكشن»، وكنت الفتاة الوحيدة أيضاً معه، وقُوبلت بدعم شديد من كل أعضاء الفريق».
العمل الأكاديمي والتصوير
عن دراستها الأكاديمية وعلاقتها بمهنتها، تقول: «عملي في مجال التنمية البشرية ومجال دراستي ساعداني في عملي الحالي كمصورة، حيث أتمكن الآن من فهم ملامح الأشخاص الذين أقوم بتصويرهم، وكذلك الزاوية المناسبة لالتقاط الصور، واللحظة المناسبة لالتقاط مشاهدي، فتكون الأفضل والأجمل». وعن مستوى الـ«أكشن» الذي يُقدّم في السينما والدراما في مصر، ترى أنه لا يقل عن نظيره في السينما العالمية، خاصة مع وجود مصممين برتغاليين على درجة عالية من الاحتراف، وهم مُدرَّبون على أعلى مستوى، ويستخدمون أحدث الأساليب التي يُقدَّم مثلها في سينما «هوليوود»، ولهذا فإن الجودة ترتفع من عام إلى آخر. وتضيف: «ما ينقصنا فقط، توفير الموارد المالية الكبيرة، فهذا النوع من الأعمال يحتاج إلى ميزانية ضخمة للغاية. لهذا، فإن توفير هذا العنصر قد ينقلنا كمصريين إلى العالمية بسهولة».
فتاة عادية أيضاً
العمل وسط الرجال ربما يُفقد الفتيات جزءاً من أنوثتهنّ وحدث هذا مع إنجي، حيث توضح: «تخليت عن جزء كبير من ملابسي كفتاة، لأن عملي يتطلب مني ارتداء البناطيل الجينز والقمصان وقبعات الرأس، كون هذه الملابس تمنحني خفّة في الحركة وأرْيَحيّة أكثر. وحول كيفية قضاء أوقات فراغها، تقول: «أقضي معظم أوقات فراغي في المطبخ، فأنا ماهرة في صنع الحلويات والأطباق المصرية الشهيرة، وأيضاً أحقق ذاتي من خلال ممارسة هواياتي، مثل السفر، العزف على «البيانو»، وركوب الدراجات لمسافات طويلة، رغم أنّ علاقتي بالكاميرا أعتبرها خاصة جداً».
مصورة المشاهد الخطرة
تُشير إنجي إلى أنها كانت محظوظة، كونها التقت خلال عملها بعدد من النجوم وصورت مَشاهد لهم، ومنهم عادل إمام، أحمد السقا، أمير كرارة، خالد النبوي، أحمد عز، ياسر جلال، فتحي عبد الوهاب، يسرا، غادة عبد الرازق، مي عز الدين، لطيفة، ومنحها هذا ثقة كبيرة بقدرتها على الاستمرارية، إلا أنها لا تزال تحلم بتصوير النجوم العالميين، أمثال فان ديزل، توم كروز وشاروخان. كما صورت أعمالاً سينمائية عديدة، أبرزها «هروب اضطراري»، «اشتباك»، «حرب كرموز» و«من 30 سنة»، إضافةً إلى أعمال درامية عديدة، أهمها «كلبش 2»، «الحصان الأسود»، «عفاريت عدلي علام»، «رحيم»، «ابن حلال»، «الأب الروحي» و«رأس الغول»، كما عملت في فيلم «الديزل» الذي صمّم مشاهد الـ«أكشن» فيه ماجيفر وأندرو ماكينزي.
وعن النجم الذي استمتعت في العمل معه، تختتم إنجي الشاذلي قائلة: «أحمد السقا بلا تردّد، فهو شخص يمتاز بالشهامة والرجولة، ويُحافظ على أعضاء فريق عمله كافّة، كما أنه يمتاز بالرقيّ في تعاملاته، وكذلك الحال بالنسبة إلى أمير كرارة، فهو شخص يتمنّى الخير للمحيطين به كافة، ويُشارك الناس دَوْماً نجاحاتهم».