لم يكن ابن مدينة بعلبك اللبنانية، خريج «استديو الفن» عام 1996، المغني والملحن والممثل زياد برجي، يعلم أنه بعد (22 سنة) من انطلاقته الفنية وما قدمه من أعمال أسهمت حتى في شهرة غيره، سيكون على موعد مع النجاح هذا العام، من خلال أغنيته «شو حلو»، التي تحظى بقبول كبير ونسبة استماع عالية عبر منصات المتاجر الإلكترونية ومواقع «التواصل الاجتماعي». وزياد برجي الرومانسي، الذي يتمتع بطيبة قلب كبيرة، توازي موهبته الفنية، يثبت هذا من خلال الـ«سكوب» الحصري الذي يُعلنه عبر «زهرة الخليج»، ضمن حواره الذي جاء بعد حفليه الناجحين اللذين أحياهما في أبوظبي ودبي الأسبوع الماضي، وشاركه فيهما المطربان، اللبناني ناجي الأسطا، والسوري محمد خيري.

زياد، بعد النجاح الذي لمسه حفلاك في دولة الإمارات، إلى ماذا تصبو وتخطط؟

أخطط لأن أقدم للناس مادة فنية حقيقية، فالمطرب الذي يغني الرومانسية ولا يكون مغرماً فنان كذاب، كذلك الفنان الذي يتحدث عن الطيبة في مقابلاته الإعلامية، وهي غير موجودة في حياته العملية كذاب، لأن الناس في عصرنا الحالي ومن خلال وسائل «التواصل الاجتماعي» باتوا قادرين على أن يروا الفنان بتفاصيله، وبقدر ما هو طبيعي وبسيط وقريب منهم ويشبههم، يدخل قلوبهم ويحظى بمحبتهم واحترامهم.

هل ترى أنك ظلمت فنياً، بدليل أن كل ما سبق أن قدمته كان في كفّة، وأغنيتك الأخيرة «شو حلو» في كفة أخرى؟

المسألة يحكمها أولاً توفيق رب العالمين. ثانياً، ذائقة الجمهور الذي يتحكم في نجاحنا. وأنا لو كنت أعرف أن هذه الأغنية ستحصد كل هذا النجاح لكنت قدمتها «من زمان»، علماً بأن ولادتها جاءت صدفة.

نصيحة زوجتي

كيف جاءت ولادة هذا العمل صدفة؟

كنت أدندن لابنتي نور من باب «الغنج»: «شو حلو حبيبي شو حلو.. وحياتي ما بقى حدا يزعلوا»، فأحبها الحاضرون معي واقترحوا عليّ أن أصنع منها أغنية، فاشتغلت عليها وأكملتها لحناً وكلاماً، ولم أعتقد لوهلة أنها ستحصد هذا النجاح، حتى إني عندما أسمعت الأغنية كاملة لزوجتي سناء واستشرتها، نصحتني بألا أطرحها، قائلة لي: «الأغنية كتير ولادية»، فقلت لها: «حاسس يا سناء بأنها حلوة»، حتى من حولي تراجعوا ولم يتشجعوا بعد ذلك للأغنية، مع هذا غامرت وقدمتها.
طعنت في الظهر

ظهرت مؤخراً في أحد اللقاءات وهاجمت المطربة شيرين عبد الوهاب، على خلفيّة حفل جمعكما في الكويت، فهل بعد أن هدأت العاصفة تقول لها: «شو حلو»؟

لا هذه الأغنية أهديها إلى ابنتي نور وزوجتي فقط، أما شيرين فلا أزال زعلاناً منها و«آخذ على خاطري»، لكوني شعرت بأني طعنت في الظهر من جانبها على الرغم من حبي الكبير لها.

قلبك طيب، ولم نعتد منك أن تزعل أحداً أو تقسو عليه؟

نعم، زعلي طفولي وليس عنيفاً، لكن لأن قلبي طيب و«ما بعرف خبي مشاعري وأكذب»، أعترفت إعلامياً بزعلي من شيرين وبأني لن أعاود التعامل معها أو تقديم اللحن الذي كنت قد وعدتها به، إنما زعلي يحمل دلع المحبة.

ما لا يعرفه الناس

هل كل زعلك من شيرين لأنها طالبت بتصغير حجم صورتك في إعلان الحفل الذي جمعكما معاً؟

ليس هذا فقط، بل أيضاً لأنه في الحفل الذي جمعنا في الكويت كان مفترضاً أن أبدأ السهرة، لكن طلب مني، وقبل بدء فقرتي بنصف ساعة، الموافقة على أن تغني شيرين قبلي بحجة أن فرقتها مرتبطة بموعد سفر، وهذا الأمر لا يعرفه الناس وأعلنه لأول مرة، وعلى الرغم من أني كنت حينها جاهزاً ومستعداً للنزول إلى صالة الحفل، مع ذلك وافقت، وبدأت شيرين الحفل واستمرت في الغناء لمدة ثلاث ساعات، ومن ثم غادرت المكان ولم تتبقّ لي حصة للغناء سوى قرابة ربع ساعة، وهذا الأمر أزعجني.

ألا ترى أنه من غير الطبيعي على من غنّى «شو حلو»، أن يصدر على لسانه كلام «ما حلو» في حق زميلة له. لذا نرغب منك في أن تتوجه عبر «زهرة الخليج» إلى شيرين بما يليق بك وبها؟

معك حق، لذا أحب أن أقول لها عبر منبركم الإعلامي ولأول مرة: «شيرين أنا عفوي مثلك، وعتبي عليك عتب الأخ، أو الطفل اللي بياخد على خاطره من ناس يحبهم، وهو ليس عتب الحقود أو الغيور ابن المهنة. ولأني بعدني جديد على عالم النجومية الذي لك فترة تعيشين فيه، كنت حابب إنو يكون أول من يستقبلني ويحتضني في هذا العالم هو أنت.. لكن حدث ما حدث.. عموماً، أنا بطلت زعلان، وأحبك كثيراً.. وبتمنى ما تكوني زعلانة مني، سامحيني.. وحشتني قعدتك الحلوة ووحشني كرمك وصوتك الحلو.. ومبروك ألبومك الجديد، «صافي يا لبن» من جانبي ولك التقدير».

الإعلام.. ومشاكل الفنانين

وماذا عن اللحن الذي أعلنت بعد زعلك منها أنك لن تقدمه لها؟

«إذا أمرت شيرين»، سألحنه لها. وبالمناسبة، أتوجه بالتقدير إلى مجلتكم، لأنه في الوقت الذي تفتش فيه الوسائل الإعلامية والمواقع تحديداً عن المشاكل لدى الفنانين، لأجل كسب «سكوب» ما تقدمه للناس وتربح منه، أنتم تفعلون العكس، وتصنعون الـ«سكوب» من جراء المصالحة بين الفنانين، وهذا خير لكم ولنا.. فشكراً «زهرة الخليج».

«فشة» خلق مع إليسا

في فترة مضت عتبت أيضاً على المطربة إليسا، وما إن علمت بمعاناتها مع «سرطان الثدي» وتشافيها منه، حتى توجهت إليها برسالة إنسانية تسحب فيها ما جاء على لسانك سلباً!

وغلاوة ابنتي، ما إن علمت بحالها، زعلت من حالي على ما بدر مني، وكيف أن هذا المخلوق «إليسا»، في الوقت الذي كانت فيه تعاني «سرطان الثدي» وخاضعة للعلاج، كنت أنا حينها أتكلم عنها سلباً من دون أن ترد. لذلك رسالة اعتذاري لها جاءت مني من دون أي تفكير أو تحضير، وما شعرت به قلته. والآن بعد تعاوننا السابق في أغنية «يا مرايتي»، أحضر لها أغنية ستُنسيها وجعها كله أو أي لحظة زعلت فيها مني، لتكون بمثابة «فشة خلق» من بعد السلبية التي أحاطت صداقتنا.

ما أخبار ألبومك الذي تجهز له منذ عامين؟

بات جاهزاً، وقدمت منه أغنية «مش طايق»، لكن أغنية «شو حلو» عاملة لي حالة ما عم بعرف اطلع منها، لذلك عليّ أن أنتظر حتى تهدأ هذه الحالة ثم أطرح ألبومي، الذي يتضمن أغنية بعنوان «قاعد على قلبك»، أعتقد أنها ستواصل نجاح «شو حلو».

«قاعد على قلبك»

أي امرأة تهديها أغنية «قاعد على قلبك»؟

إنها مجرد خيال لفنان مشتاق للعشق الشبابي البريء. وأهديها لزوجتي أم ولديّ «نور» و«يوسف»، خاصة أني مقصر في حقها وحق العائلة جراء انشغالي بفني وأسفاري.

أخيراً، هل غيرتك زوجتك؟

جداً. وما غيرني صراحة من خلال زوجتي، ابنتي نور التي أنجبتها لي، فصحّتني وصححتني.. «ما عم بقدر اطلع منها»، عشق وحب وغيرة غير معقولة، لدرجة أني «ما عم أسترجي» أقبل شقيقها الذي رُزقنا به مؤخراً. وأحياناً عندما أكون مسافراً، أضع صور نور أمامي، ومن اشتياقي لها أبكي من دون أن يراني أحد.