في قلب الأشجار وعمق الغابات تقبع هذه البيوت الخلابة المعلقة، وتجمع بين سحر الخارج وأصالة الداخل. تنتشر بيوت الشجر في كل بقاع الأرض، بعضها يتبع للفنادق ويتم تأجيره للراغبين، وبعضها الآخر مملوك من قبل أشخاص عاديين، وعلى الأرجح هم ممن كانوا يحلمون في طفولتهم بالنوم في «عرزال قديم» ومراقبة حركة الكواكب والنجوم.
مواد صديقة للبيئة
في عصرنا الحالي يتبارى عدد كبير من المهندسين المعماريين في تصميم «بيوت الأشجار» وسط الغابات، لتشكل لوحات جمالية تمنح عشاق الطبيعة الراحة النفسية الضرورية لشحن الطاقة الإيجابية للجسم. ويميز هذه المنازل بناؤها من مواد صديقة للبيئة لتندمج مع البيئة المحيطة بها، وكأنها كانت جزءاً من الأشجار التي بنيت عليها، سواء أكان من الخارج أم الداخل، حيث نشاهد أن مفروشاتها أيضاً مكونة من الأخشاب والخامات الصديقة للبيئة، فالإنسان لطالما أبدع في استخدام أدوات الطبيعة لمصلحته، واستغلال مساحات في الأغلب تكون غير مستغلة.
خيال إبداعي
يتم تصميم بعض تلك البيوت بخيال إبداعي يمزج بين استخدام الخشب والدعامات المعدنية، بحيث يضم غرف نوم وجلوس ومطبخاً، وتصميم جدرانه بحيث تصبح مضلعة وتسمح بمرور الضوء. ثمة منازل تبنى على شكل مخروطي، وتكون مدعومة بعوارض خشبية، أو بقبة تتيح رؤية السماء. كما أن بعض البيوت تصنع من جدران عاكسة ومكسوة بقشرة من الأشعة تحت الحمراء، وهو اللون غير المرئي للبشر، ولكنه مرئي للطيور، ويسهم في إبعادهم عن ذلك المنزل.
أبرز المنازل العتيقة
أحد أبرز المنازل العتيقة في العالم هو منزل مبني على شواطئ «آرلينا دي كاسترو» في مدينة «لاتسيو» في إيطاليا، واستخدم فيه المصممون خشب البلوط، ويرجع عمره إلى بضعة قرون قديمة. قد تظن لوهلة أن هذه البيوت هي من نسج الخيال وتشبه ما تراه في أحلامك، إلا أنها حقيقية، وربما قد يلهمك ذلك لتقوم ببناء منزلك الخاص، والهروب من صخب الحياة والاستمتاع بهدوء الطبيعة بجبالها وثلوجها والأهم بثروتها الشجرية الغنية.