في اليوم السابق لجنازة والدته في 11 فبراير 2010، بعد خسارتها آخر معاركها ضد السرطان، انتحر المصمم البريطاني Alexander McQueen، وكان عمره «40 عاماً»، شنقاً في منزله بعد صراع مرير مع الاكتئاب وإدمانه المخدرات.
هذا الفصل المحزن تلى فصولاً أبدع فيها تصاميم درامية صنعت تاريخاً، اتسمت بأنها مسرحية مثيرة للجدل، أظهرت جانباً مظلماً من التاريخ الإسكتلندي، ومنحته لقب مشاغب Hooligan الموضة الإنجليزية وأميرها الغامض Dark Prince. ثوريته قلبت الموازين، ولا تزال داره تواصل مسيرته إلى اليوم.
ولد ماكوين في 17 مارس عام 1969 في لندن، لأب يعمل سائق تاكسي، وأم مدرّسة علوم اجتماعية. ترك الدراسة ليتدرب لدى إحدى دور الخياطة. درس تصميم الأزياء وحصل على شهادة «ماجستير» عام 1992، وأسس علامته الخاصة به، ثم تم تعيينه المصمم الإبداعي لدار «جيفنشي» بين عامَي 1996 و2001.
استطاع مايسترو الموضة ماكوين رغم قصر مسيرته الحياتية، أن يصبح مصمماً أيقونياً مختلفاً عن أقرانه. موهبته الفذة وعينه الثاقبة ساعدتاه على أن يترجم تصاميمه التي يتخيلها إلى واقع، وقد حصد جوائز عديدة، فهو أصغر من نالوا جائزة أفضل مصمم بريطاني عام 1996، وفاز بها لاحقاً ثلاث مرات أخرى. وعام 2003 نال جائزة قائد أفضل التصاميم في الإمبراطورية البريطانية، تقديراً لإسهاماته في عالم الأزياء، كما حاز في العام نفسه جائزة أفضل مصمم عالمي، وأتبعها بجائزة أفضل مصمم ملابس للرجال عام 2004.
5 لحظات لاتنسى
ترك ماكوين خمس لحظات لا يمكن نسيانها، صنعت تاريخاً في عالم الموضة:
1 - الموضة كانت أداته في التعبير التي استكشف بها موضوعات حيوية مثل الحياة والموت، والإنسان والآلة. وقد أدهش العالم بعروض أزياء متميزة تزخر بتصاميم مثيرة للجدل بدت متأثرة بالحقبة الفيكتورية.
2 - إثارة الجدل رافقته منذ بداياته الأولى لدى «جيفنشي»، وليس أدلّ على ذلك من استعانته باللاعبة الأميركية الشهيرة Aimee Mullins التي تم بتر ساقيها، واستعاضت عنهما بساقين من الخشب المزخرف في عرض أزياء الدار عام 1998.
3 - اجتاحت تأثيرات ماكوين موضة التسعينات والألفينات، العالم بأسره لا يزال يذكر موتيف الجمجمة الذي تمت طباعته على أوشحة المصمم، والتي أغرم بها نجوم «هوليوود» مثل Nicole Richie وJohnny Depp. وقد أصبحت الجمجمة رمزاً لثورية الشباب وانفلاتهم.
4 - كان ماكوين من أوائل المصممين الذين ابتكروا سراويل الجينز ذات الخصر المنخفض. ماكوين الملقب بالطفل الشقي أو L’Enfant terrible، علّل هذه الصيحة البوهيمية برغبته في الإيحاء بطول القامة!
5 - بصمات كثيرة خلفها ماكوين البارع، لا تزال قائمة إلى اليوم، من أشهرها البدلات العسكرية، واستعمال ريش النعام في فساتين الزفاف، والجمع بين الجوارب السميكة والصنادل المفتوحة، وقبعات الفراشات، واستلهام النقشات من الطبيعة والحيوانات البحرية، والأحذية ذات الكعبين المستوحاة من الراقصات اليابانيات، وتعاونه مع Puma لتصميم أحذية رياضية عملية.