«تمهل، خذ وقتك، أنت في عاصمة التصميم! يبدو الاندفاع عقيماً تقريباً عندما تقوم عيناك باستمرار بإقناع قدميك بالتوقف لفترة أطول قليلاً. بالنسبة إلى العالم، كوبنهاغن هي أستاذة في الـHygge ، المرادف الدنماركي لفن عيش وتقدير أرقى الأشياء في الحياة».
عبارات استوقفتنا في كتاب «جوتن» التعريفي وتعزّزت لدينا تباعاً طوال رحلتنا مع غيرنا من الضيوف وعشاق التصميم الذين تقاطروا من كل حدب وصوب، ليشهدوا إطلاق Jotun شركة الدهانات المعروفة، التي انبثقت من تلك الدولة الإسكندنافية الهادئة، ألوانها الآسرة الجديدة، واتجاهات التصميم الأفضل. وهناك تعرفنا من المديرة العالمية للألوان ليسبث لارسن Lisbeth Larsen إلى مجموعة ألوان 2019.
جلنا وصل إلى كوبنهاغن واطلعنا على أهم الابتكارات الحديثة في عالم الهندسة المدنية والداخلية وأهم التقنيات التي تحفل بها تلك المدينة بشركاتها الهندسية العديدة. ولمسنا أن ما نشاهده لدى «جوتن» هو أكثر من مجرد ألوان تتغير، هو انعكاس لنمط حياة، ولأساليب تصميمية، وخطط بيئية، وتكنولوجيات، إن لم نقل فلسفات اجتماعية، هي انطباعات وحقائق حرص ممثلو الشركة على نقلها إلينا طوال يومين.
ونقلت لنا لارسن المعلومة بطريقة سلسة ومسلية في الوقت عينه، عن شرائح الألوان المقبلة وما تعبر عنه من «هويّات» وفق تعبيرها.
تذكر من أنت
تدعونا لارسن من خلال مجموعات ألوان «جوتن» الجديدة إلى العودة لهويتنا الحقيقية، وتذكر من نحن. إذ تقول في هذا السياق: «تشكّل بطاقة الألوان هذه خطوط حكايتك وأساس مساحتك، فيها أفكار وأساليب تساعدك على اختيار الألوان التي تناسب شخصيتك لتعبّر عما يجول في خاطرك بألوانك الخاصة».
هدوء وبساطة
أخذتنا لارسن لاحقاً في رحلة استكشافية لونية، فتوقفت أولاً عند شرائح الألوان الحيادية المعبرة عن الهدوء والسكون والتناغم، حيث التركيز على كينونة الجمال في البساطة. فهي تدرك أن البساطة تحرر العقل وتملؤه وضوحاً. «لا مكان لما هو غير أساسي، كلما ازدادت سرعة الحياة وانشغالاتها وتعقيداتها، كلما ازداد شوقنا إلى البساطة والهدوء. وهذا ما يدفعنا إلى خلق أجواء مريحة في بيوتنا مستوحاة من سكون الأجواء الإسكندنافية وهدوء أسلوب «زِن»، التي تساعدنا على الاسترخاء والتأمل»، تشير ليسبث.
الرمادي المريح لون جديد يندرج ضمن هذه الفئة مع غيره من الألوان الحيادية كالأبيض والبيج وراستيك بينك والبيتشي وغيرها. وتنصح لارسن بالانتقال البسيط بين درجات اللون الواحد بشكل يعدل جو المساحات الأحادية بدرجات خفيفة، نحو إطلالة دافئة مليئة بالترحاب وتبعث على الهدوء والتأمل.
طبيعي ومتجذر
تذكرنا الألوان الترابية الدافئة بما هو خام وحقيقي، إذ غالباً ما نفقد اتصالنا بالأرض في ظل وجودنا في المساحات الحضارية المنتشرة حول العالم، فيصبح من الطبيعي أن نشتاق إلى العودة لجذورنا من خلال خلق مساحات ريفية تدعونا إلى الاسترخاء والتنعم فيها بالنظر.
وشرائح الألوان التي تضيف لمسة من عتق الماضي إلى الجدران العديدة، ومنها تصميمات ليدي رومانو، الدهان الداخلي الذي يمنح الجدران مظهراً حجرياً ويضيف ملمساً وطلة جديدة إلى المنزل. ألوان الأحمر المائلة إلى الألوان الترابية وتدرجات اللون القرنفلي والأخضر.
رقي معاصر
الأخضر الأنتيك، والدراقي الأنيق والأحمر العنبري والأصفر الراقي وغيرها من الألوان التي تتغير، تعدّل معها المزاج أيضاً. والقصة التي يرويها لون الخزامى مثلاً، تصبح أكثر عمقاً بفضل الأشكال والملامس التي تصاحب الأشياء المحيطة به، هكذا يكون وقعها على المساحة قوياً. وتتعمق لارسن بشرح شرائح الألوان هذه، وتشير إلى أن التصاميم المستوحاة من التكنولوجيا تلتقي جنباً إلى جنب في لوحة مبهجة تحاكي الحواس عبر تدرجات الأصفر والأخضر. وتضيف: «أما تباين المواد وملامس الأسطح بين الناعم والخشن والمطفأ واللامع، فكل ذلك يخلق تجاوراً مثيراً للاهتمام ومساحات هادئة تبعث على التفاؤل».