رحلة حياته قصة صعود، ونفحة إلهامية لأجيال عديدة من المبدعين، من طالب مُفلس إلى لاعب أساسي في عواصم الموضة في أوروبا، هو مصمم الأحذية الماليزي البروفيسور Jimmy Choo (70 عاماً)، الذي تشتهي تصاميمه العائلة البريطانية المالكة ونجمات «هوليوود». بدايته تشبه شخصيته، كل منهما مضرب المثل في التواضع. شارك في تأسيس شركته التي تخصصت في صنع الأحذية النسائية يدوياً، ثم زهدها وتفرغ لتصميم أحذية «الكوتور» الراقية، وتعليم الموهوبين في معهده الخاص قيد الإنشاء في وطنه.
علامة أيقونية
ربما لا توجد علامة أخرى متخصصة في الأحذية تتمتع بالقدر نفسه من الشهرة الذي يحظى به اسم «جيمي تشو»، حتى أصبحت له مكانة خاصة، وبات يتردد على مسامعنا في المسلسلات والأفلام العالمية. إنها علامة أيقونية فاخرة وباهظة الثمن، ولها قطاع عريض من المغرمين بالأحذية والحقائب حول العالم، تمتزج فيها الجاذبية القوية بالأسلوب الراقي الواثق.
ولد «جيمي تشو» في إحدى الولايات الماليزية في عام 1948، وتشرّب الصنعة من أبيه، واستطاع أن يصنع أول (صندل) لوالدته بمناسبة عيد ميلادها، في سن 11 عاماً، وقد تم دفن الصندل معها. انتقل إلى لندن وتخرج في كلية الموضة، وليغطي نفقات دراسته عمل في أحد المطاعم، وفي أحد مصانع الأحذية كعامل نظافة لبعض الوقت.
تاجر عريق
وبعد تخرجه استقر في إنجلترا، وافتتح متجراً خاصاً به، وبرزت تصاميمه في أسبوع الموضة في لندن (1988)، وأخذ يصمم أحذية للمشاهير، أمثال: ليدي ديانا، جوليا روبرتس، ورينيه زيلويغر. وفي عام 1996، أسس شركته بالتعاون مع «تمارا ميلون»، محررة الاكسسوارات في مجلة «فوغ»، وفي عام 2001 باع حصته في الشركة مقابل 10 ملايين جنيه استرليني، متفرغاً لأحذية «الكوتور» بترخيص من شركته السابقة التي طرقت تصميم الاكسسوارات، مثل حقائب اليد والنظارات والعطور والأزياء. وقد تم بيع الشركة كاملاً لمايكل كورس في نوفمبر 2017، مقابل 896 مليون جنيه استرليني.
وفي أوج نجاحه، ارتأى جيمي أن يكتفي بذلك القدر، إذ كان يمضي أياماً عدة متواصلة في ورش العمل ليتابع الأحذية التي تطلبها النجمات حول العالم. وهو الآن يصمم عدداً محدوداً من الأحذية بنفسه، تماماً كما كانت بداياته. ومؤخراً، أقام معرضاً له في كامبريدج ضم أحذية مرصعة بالألماس، يصل سعر الألماسة الواحدة منها إلى مليوني جنيه استرليني!
تعليم الأجيال
أدرك تشو أن رسالته الأساسية هي تعليم الأجيال ونقل خبرته إليهم، ويُسعده كثيراً إلقاء المحاضرات في الجامعات والأنشطة الخيرية، وهو سفير للسياحة الماليزية، وسفير دولي لجوائز «خريجي المجلس البريطاني»، وسفير لجائزة «ديانا للأعمال الخيرية»، ويعمل على جمع التبرعات لدعم البرامج الاجتماعية لمساعدة النشء.
حصل على العديد من الجوائز التقديرية والأوسمة من ماليزيا وبريطانيا، ودرجة الدكتوراه الفخرية من إحدى الجامعات البريطانية المرموقة، والزمالة الفخرية من «جامعة الفنون» في لندن، وحاز لقب أفضل مصمم ماليزي في العالم (2011).