تلهم المصممة اللبنانية العالمية ريم عكرا Reem Acra، العالم بتصاميم العروس العصرية الغارقة في الرومانسية ذات الطابع الكلاسيكي الرصين، التي تحاكي معطيات الأناقة الراهنة، فتصاميم عكرا ليست مصدر إلهام فحسب للعرائس، بل هي عامل مؤثر في إرساء خطوط واتجاهات الموضة، التي تُقبِل على محاكاتها العديد من دور أزياء العروس والهوت كوتور، على حد سواء، رغم أن عمر علامتها لم يتجاوز ربع قرن من الزمن.
لم يثنها تخصصها في إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت (1982) عن تتبع عشقها للموضة، إذ تخرجت في معهد تكنولوجيا الأزياء في نيويورك، وحازت منه جائزة أفضل مصممة أزياء (1986)، ثم اتجهت عيناها نحو باريس، مسقط رأس الأناقة العالمية، فدرست تصميم الأزياء في المدرسة العليا للفنون والموضة. وبعد نيويورك وباريس، طارت ريم في الـ25 من عمرها إلى هونج كونج وتايوان.
البداية من القمة
لم تحدَّ أي سماء طموح ريم، فعملت في مجال التصميم الداخلي قبل أن تطرح خط الأزياء الخاص بها (1997)، ثم جاءت بداياتها من القمة، والتفنن في تصميم أروع فساتين الزفاف، واستطاعت أن تصمم فستاناً لإحدى صديقاتها في ثلاثة أسابيع فقط، وأرسلت صوره إلى العديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك مجلة نيويورك تايمز التي نشرت صورته، لتخطو ريم أولى خطواتها في مسيرة إبداع أجمل وأرقى فساتين الأعراس، وتقيم أول عرض أزياء لها في عام 1999.
قيم مميزة
ذاع صيت ريم لحساسيتها المرهفة تجاه قيم الرومانسية والأنوثة والرقي والبساطة في انسيابية القَصة ونعومة التطريز، وهي قيم لا شك ساهمت في الإعلاء من شأن إبداعاتها وجعلتها ملهمة لمصممين آخرين في نفس عمرها، بل ارتقت بها لتنافس تصاميم آخرين ممن سبقوها بعدة عقود زمنية، ودفعت النجمات ليتنافسن على اقتنائها.
نجمات الفن والسياسة
تصاميم ريم لا تنتهي إلا على السجادة الحمراء. أشهر النجمات العالميات يُقبلن على فساتينها الرائعة، أمثال أنجيلينا جولي، جينيفر لوبيز، هالي بيري، بيونسيه، كاترين زيتا جونز، جين فوندا، سيلينا غوميز، مادونا، ريز ويزرسبون وتيلور سويفت، فضلاً عن ميلانيا ترامب. حتى الدمية باربي ألبستها ريم فستان زفاف ساحراً في نسخة محدودة الإصدار (2007). ويتم بيع أزيائها في أكثر من 150 متجراً حول العالم، بالإضافة إلى الـ«أتيلييه» الخاص بها في كل من مانهاتن وبيروت.
الأعراس والرياضة
لا تبدع ريم فساتين الأعراس واكسسواراتها وأزياء السهرة والألبسة الجاهزة فحسب، بل أرست لعالمها مكاناً في الحقل الرياضي، فعلامتها ترعى لقب بطولة كأس العالم للفروسية في الترويض منذ 2010، كما تصمم أزياء الفائزين في بطولة الألعاب الرياضية التي تحمل اسمها. وفازت ريم عام 2014 بجائزة «بناء الجسور» (وهي منظمة عالمية معنية بتقليل الهوَّة الثقافية بين الأميركيين والعرب)، وهي عضو في «مجلس مصممي الأزياء في أميركا»، وفي «مجلس دبي للتصميم والأزياء» منذ تأسيسهما.