مؤثرة الأزياء ورائدة الأعمال زينب الحلو Zeynab El-helw، تنحدر من أب مصري وأم تركية، ومتزوجة من لبناني. درست الأزياء والتصميم في لندن، وانتقلت للإقامة في دبي منذ سنوات عديدة، لتعمل مع إحدى العلامات الكبرى، قبل أن تطلق مُدوّنتها وشركة بيع الأزياء والاكسسوارات بالتجزئة FashionPirate. بدأت زينب بالتسويق لأعمالها على منصات التواصل الاجتماعي، في مقدمتها Instagram، وتعاونت مع العديد من العلامات التجارية، حتى حققت الشهرة التي تحظى بها حالياً.
• أطلقت مجموعة أزياء «تراندي» الخاصة بالحوامل، كيف تقدمينها للقراء؟
أهدف من أزياء هذه المجموعة إلى الاهتمام بأزياء الأم الحامل، منذ بداية حملها وحتى مرحلة ما بعد الولادة؛ كي تستطيع الأم ارتداء أزياء مُريحة. لأنني عانيت ولم أجد شيئاً مما أبحث عنه، بسبب وجود «ستايل» ثابت من الأزياء للأمهات الحوامل، وهو القمصان الكبيرة Extra Baggy، وهي ليست جذابة كثيراً. فحاولت ملء هذا الفراغ وإيجاد أزياء يمكنني لبسها، وتستفيد منها الأخريات، كما يمكن ارتداؤها بعد الحمل، أردت الحصول في خزانتي على ملابس باستثمار أطول. لذا عملت على أزياء «تراندي» ستكون متوافرة «أونلاين»، وسأطلق على مجموعة الأزياء Peek-Oh-Baby X Oh9shop ، واختير هذا الاسم لتكون الأزياء ذات جودة للأمهات وللأطفال، وشخصياً لم أرغب في التعاون مع علامة معينة خاصة بالطفل، لذا تواصلت مع شركة Oh9shop التي أرادتني أن أكون سفيرتها، ونقلت إليهم رغبتي في تصميم مجموعتي معهم.
سفيرة العلامات التجارية
• أنت سفيرة للعديد من العلامات التجارية، ما التحدي الذي تواجهينه في إيصال أفكارك؟
أنا متحمسة جداً، إذ أروّج لعدد من الماركات عبر الـ«سوشيال ميديا» منذ أكثر من عامين، وأقمت شراكات طويلة المدى، وتم اختياري سفيرة للعديد من الماركات التي أثق فيها وأقدّرها، مما شكل تحدياً بالنسبة إليّ، من حيث التمكن من التعاون مع «البراندات» بشكل أعمق والتعرف إلى إرث «البراند» وفهمه. وكنت بداية هذا العام قد وقّعت عقداً مع شركة «شوارزكوف» لمدة عامين، وشاركت بالسفر معهم إلى مقرهم الرئيسي في هامبورج، وابتكرنا أشياء عديدة، كما عملت مع خبير الشعر المعروف طوني مندلق، وتفرغت بالكامل لهم. وحالياً، أنا ذاهبة صوب الأمومة، أطلق خط أزياء الحوامل، وخطاً آخر luxury street style brand، وهو علامة لأزياء الشارع الفاخرة، وسأطلقها نهاية الصيف المقبل. وهي لا تتعلق بالأمومة، بل هي علامة أزياء للجنسين كنت أحاول إطلاقها منذ سنتين، ولم أكن أملك الوقت الكافي بسبب أسفاري الكثيرة.
• كيف حدث الانتقال من كونك مؤثرة إلى رائدة أعمال وإطلاق علامتي أزياء؟
حدث الأمر تدريجياً، ولكن الفكرة كانت دائماً في بالي. سابقاً لم يكن لديّ وقت فالـ«سوشيال ميديا» هي وظيفة بدوام كامل، وإذا انخرطت فيها لا يكون لديك الوقت، ستسافرين وتعملين من دون توقف، فعندما ينتهي الناس العاديون من ساعات عملهم، يبدأ حينها عملي وفي ذروته، وهذا لا يمكن فهمه وسيكون صعباً إذا كان لديك عائلة وزوج. ولكي ينجح الأمر يقتضي تفهّماً من الزوج. في السنوات الثلاث الماضية عملت جاهدة لبناء موقعي واسمي، والآن أركز خلال تسعة أشهر على علامتي التجارية، وهذا يُرضيني من الداخل، ويلخّص حصيلة جهودي ومُثابرتي. ارتياحي يكمن في إنجاز أعمال كنت مندفعة نحوها والإتيان بشيء جديد إلى السوق.
• أين تُصنّعين خط أزيائك؟
حالياً أنفّذ في لبنان خط أزياء الأمومة، حيث كان إيجاد الأقمشة والخامات تحدياً كبيراً .
أقمشة خاصة
• من أين تأتين بالأقمشة؟
أتعاون مع «براند OH9» لديهم أقمشة خاصة، ويعود لنا قرار الخياطة والـ«ستايل» والشكل والألوان وغيرها. الوضع في لبنان مؤسس، ونحن في طور ابتكار مجموعة «الكابسول». ومن المقرر أن ننهي الشهر المقبل نماذج المجموعة، وأحاول إدخال الجلود إلى المجموعة قليلاً، ولكنني أركز أكثر على تشكيلة الخريف والشتاء، وأريد تصميم المعاطف النسائية السميكة، الفضفاضة وذات النفحة الذكورية أكثر من نمط صورة ظلّية نموذجيــة، والـ«هودي» و«تيشرتات» الـBaggy، لأنني كبرت وأنا أرتدي ملابس أخي، فأردت تجسيد جانب أنثوي منها، تهمني الراحة كثيراً؛ ربما لأنني حامل حالياً فأحب ارتداء بدلة رياضية لامعة على حذاء عالٍ، هذا مزاجي. يمكنني صناعة أزياء للاستعمال اليومي، وأحب ابتكار لباس قوي وليس «ستايل» نموذجياً ومنسّقاً فقط.
• كيف تحافظين على علاقة صحية بين الـ«سوشيال ميديا»، وخط أزيائك ومرحلة الحمل ومزاجيتها، وباقي التفاصيل اليومية؟
أتعامل مع كل شيء كوظيفة، أبدأ نهاري أبكر مما تعودت عليه، وفيما يتعلق بـالـ«سوشيال ميديا» أخطط مسبقاً لما سأعمله، وهذا ما لم أكن أفعله من قبل. أنا نشيطة، وأحب إنجاز الأمور بسرعة. وللتعامل مع الأمومة ابتكرت حمية صحية مزجت فيها بين «اليوجا» و«الجيم»؛ لكي أبقى في مزاج جيد، وتساعدني على رفع معنوياتي حتى عندما تزيد أعمالي، وعلى التقليل من التعب، والعمل بساعات عمل زوجي نفسها. كما قللت من حضور المناسبات، أحضر ما يتعلق منها بشراكاتي أو تعاوني مع «براند» مُعين. غيّرت استراتيجيتي بالكامل، ممّا منحني الوقت الكافي للعمل على علامتي التجارية.
مسألة جدلية
• كيف تتخيلين نفسك بعد الولادة؟ وأي نوع من الأمهات تتوقعين أن تكوني؟
هذه مسألة جَدليّة لا تزال في حيّز التفكير والنقاش مع نفسي والآخرين. في الواقع أنا شخصية عامة، ولكنني شخص عادي أيضاً. أحترم من لا يُظهرون أولادهم، ويخيفني ويقلقني من يظهرون أولادهم بشكل مبالغ به. بالنسبة إليّ ولإيجاد التوازن الصحيح، لست أدري أي نوع سأكون بعد، لأن زوجي وعائلتي يتميزون بالخصوصية، فوجودي في مجال الـ«سوشيال ميديا»، يعني أن نُظهر أنفسنا أكثر، ونكبُر أكثر بإظهار المزيد. عندما احتفلت بزواجي كنت جداً خاصة قبله، وبعدها انفتحت قليلاً، وأدركت أن الشق الإنساني يُقرّب المتابعين ويجعلهم يتفهّمونك أكثر ويتعلقون بك. وكلما كنت صعبة الوصول على الـ«سوشيال ميديا» ولا تظهرين شخصيتك فالناس لا يهتمون بك، يجب العثور على التوازن. لست متأكدة أنني سأظهر طفلي بشكل كامل، ولكنني سأقوم بأشياء صغيرة، وأرى كيف تسير الأمور وإذا شعرت بالارتياح، سأستمر. أيضاً لا أريد لطفلي أن يكبر والكاميرا تلاحق وجهه كل يوم، أريده أن يستكشف، ويكون مغامراً وأن يخرج وألا يهتم كيف يبدو شكله. لقد ترعرعت وأنا لا أعير اهتماماً للشكل، ولا أعرف كيف أبدو حتى أصبحت في الـ12 من العمر. فاجأتني فتاة بعمر الـ15 بسؤالي عن عمليات التجميل، فأجبتها تمتعي بحياتك الآن، واستمتعي لاحقاً بالمكياج. لا تنتزعي طفولتك منك.
• هل لا تزالين تبحثين عن اسم لمولودك؟ بماذا تفكرين؟
أريد اسماً سهلاً وعابراً لكل الجغرافيات. أتيت من خلفية مختلطة، عشت وكبرت في لندن، وأهلي موجودون في كل مكان، ونتكلم لغات مختلفة.
ثقافات
• كيف تتوقعين أن يؤثر تعدد الثقافات وهذا المزيج في طفلك؟
كبرت وتربيت في لندن، والسبب في شعوري بالانتماء إلى ثقافتي هم أهلي، ولأن والديّ أتيا أيضاً من بيئتين مختلفتين، والدي محافظ أكثر من أمي، تخصصا وتزوجا وعاشا في لندن، فهما أيضاً ابتعدا عن تقاليدهما القوية، في رأيي كأم، وبالاستناد إلى طفولتي، من المهم أن يتكلم طفلي ويقرأ ويكتب اللغة العربية بطلاقة. وسأغيّر ما فعله أهلي، لأنهما حرصا على تعليمي اللغة الإنجليزية لجعلي مرتاحة في بريطانيا، والآن أواجه تحدياً بأن يتصل طفلي المقبل بشكل أساسي مع كل شيء.
• ألهذا السبب تتلقين دروساً في اللغة العربية الآن؟
نعم. في الحقيقة أفهم اللغة العربية، ولكنها ليست لغتي الأم، أتكلم التركية والإنجليزية بطلاقة، والعربية قليلاً وهذا كان مأخذاً ضدي. فإذا أردت إضافة شيء إلى حياتي فسيكون هذا العامل، ولا أريد أن يتعرض طفلي لذلك.
• كيف تُحضّرين نفسك لمهام الأمومة؟
هذا نقاش آخر يحدث حالياً، فأمي تريد أن تتولى الأمور، فهي ربتني مع توأمين. وفي الشهرين الأوّلين سأكون محظوظة، لأن أمي وحماتي ستكونان موجودتين معي.
• ألا تخافين أن يقع الخلاف بينهما؟
(تجيب ضاحكة): أعتقد أنه سيكون توازناً جميلاً بين الجميع.
• هل تُطالعين أو تشاهدين «فيديوهات» تعليمية تساعدك على تقديم الرعاية والعناية بمولودك؟
نعم. أقرأ الكتب المتخصصة، وليس لديّ مساحة في هاتفي؛ لأنه لديّ تطبيقات عديدة في هذا السياق. اشتريت في عطلة نهاية الأسبوع عربة الطفل، واكتشفت أن الأمر ليس سهلاً. فثمة تفاصيل دقيقة يجب الانتباه إليها. وأسأل كثيراً صديقاتي الأمهات والحوامل، وينصحنني بما يجب شراؤه أو تناوله من مأكولات أيضاً. فكل شيء يتغير من أسلوب حياتك وطريقة تناولك للطعام.
• ما الفكرة العامة التي ترغبين في تحقيقها لغرفة مولودك؟
أردتها أن تكون مزيجاً بين السفاري والحيوانات، عندي مشكلة في أنني أحب كل شيء. وأريد لطفلي أن يكون قادراً على التواصل مع الخارج. الآن أعمل مع «براند» تدعى «3moms» لتصميم غرفة طفلي.