يبدو أن زلزال قرار اعتزال النجمة اللبنانية إليسار خوري الشهيرة بـ«إليسا»، في طريقه إلى الزوال بأمر محبيها من أهل الفن والجمهور، وأن الأمر ما هو سوى سحابة صيف عابرة، وقد حاولت «زهرة الخليج» التواصل مع «ملكة الإحساس» كما يلقبونها، لمعرفة تعليقها على الإجماع الرافض لانسحابها الغنائي، لكنها من موقع وجودها في لندن حيث تقضي إجازة قصيرة، فضّلت البقاء على صمتها.
وكنا قد التقينا إليسا مصادفة قبل أيام من إعلانها الاعتزال في صالون خبير التجميل بسام فتوح في لبنان، وبدا عليها الانتفاخ في بعض أجزاء جسدها، ربما نتيجة تأثير بعض الأدوية عليها من توابع مرضها الأخير، وهو ما يجعل البعض يتهامس بأن لقرار اعتزالها علاقة بمرضها، لكنها لم تعلق على الأمر، ويومها عبّرت عن سعادتها بمشروع مستحضرات المكياج التي تحمل مشاركة اسمها مع بسام فتوح.
دعاية أم ضغوطات؟
لا شك في أن قرار إليسا أن تكون أسطوانتها القادمة هي الأخيرة لها في عالم الغناء، بسبب ما تعانيه من ضغوط في الوسط الفني، والذي وصفته بأنه «مافيا كبيرة»، وبناء عليه قررت الانسحاب والاعتزال بعدما عانت تحمل حروب وعدم تقدير، أثار جدلاً وردود أفعال مختلفة عند الفنانين والنقاد والجمهور، حتى أصبحت حديث وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض يرى أن قرارها هو مجرد «شو إعلامي» ودعاية للألبوم المقبل، خاصة أنها سبق أن أعلنت عن مرضها بـ«سرطان الثدي» تزامناً مع صدور أسطوانتها «إلى كل اللي بيحبوني»، وحينها صورت الأغنية وتضمن الفيديو كليب مراحل مقاومتها للمرض، وهو ما كان له تأثير إيجابي في مبيعات الألبوم ونسب مشاهدة الكليب. والبعض الآخر يرى أن هناك بالفعل ضغوطاً تتعرض لها إليسا منها خسارتها نسب الاستماع ومشاهدة أعمالها السابقة بعد أن ألغت «روتانا» تعاونها مع تطبيق «أنغامي» وتعاقدت مع «ديزر». وهنا نستطلع آراء عدد من المعنيين حول قرار الاعتزال.
أخطر من المافيا
يقول الملحن والمغني محمد رحيم صاحب لحن أغنية «أجمل إحساس»: «خبر اعتزال إليسا نزل عليّ كالصاعقة، وفي حالة تنفيذها له سيكون ذلك خسارة فادحة ليس فقط للجمهور العربي، بل خسارة للفن المعاصر. والحقيقة المؤلمة أنه بالفعل من يراقب بعض التفاصيل التي تحدث حالياً في التعاطي مع الفنانين والمبدعين يجد حالة أخطر من المافيا بكثير عليهم». ويشارك الملحن وليد سعد ملحن أغنية «خلي بالك عليا» زميله رحيم الرأي في مسألة أن اعتزال إليسا خسارة، مؤكداً أنها مغنية قوية الإحساس، تعرف قيمة اللحن، وتختار منه المميز، ويختم كلامه: «أعتقد أن فنانة بحجم جماهيرية إليسا لن يكون قرار ابتعادها عن جمهورها سهلاً، لكنها تبدو سعيدة بالإرباك الذي تسببت به».
صدمة وخسارة
الملحن تامر علي الذي لحّن لـ«إليسا» العديد من الألحان منها: «بستناك، فاتت سنين، مش كتير عليك، أيامي بيك، أواخر الشتا، ياعالم» يعلق بالقول: «قرار إليسا يعد صدمة لي وللوسط الفني والموسيقي كله، فهي نجمة لها مكانتها وجمهورها الذي يحبها، وسيكون ابتعادها عن الساحة الغنائية خسارة كبيرة، وأتمنى أن تتراجع عن قرارها، وجمهورها لن يسمح لها بذلك فهو سيتمسك بها، ولا أعتقد أنها ستخذله».
هدم ما بنته
يقول لنا الملحن محمد يحيى الذي لحّن لـ«إليسا» أكثر من أغنية منها: «حليلي دنيايا، ودويتو مع الشاب مامي»: «أعتقد أنها ستتراجع عن هذا القرار الذي ربما اتخذته تحت ضغوط نفسية كبيرة، فحب إليسا للموسيقى والغناء أكبر بكثير من كل هذا الغضب ومن هذا القرار، لذلك أتمنى أن تراجع نفسها وألا تهدم ما بنته بانسحابها».
«روتانا السبب»
يرجح الشاعر الغنائي صلاح عطية أن قرار إليسا، سببه أزمات بينها وبين «روتانا»، معلقاً: «هي ترى أن هناك مجاملة لعدد من النجوم داخل الشركة على حساب اسمها وفنها، وأن الدعاية التي تقدم لأعمالها وحفلاتها لا تناسب شعبيتها مقارنة بأسماء أخرى يتم تقديم كل الدعم لهم، كما أن هناك شروطاً في العقد المبرم تجدها إليسا غير عادلة ولا تناسبها على المنصات والإعلانات، وأمام هذه الأزمات التي لا حل لها، قررت الاعتزال بدلاً من العمل على غير ما تريد». لكن سالم الهندي رئيس «روتانا» ينفي الأمر موجهاً كلامه لـ«إليسا»، قائلاً: «أنت نجمة كبيرة وأثبت وجودك في الساحة الغنائية وقرارك ليس ملكك وحدك، و(روتانا) دعمت مسيرتك الفنية من البدايات إلى الآن وستستمر، ولا تيأسي فأنت مازلت بقمة العطاء، ولا تلتفتي إلى القلة من النشاز في الوسط الفني، وجمهورك الوفي معك».
اللجوء للقضاء
يؤكد الموسيقار حلمي بكر أن أي شركة إنتاج تستطيع تدمير أي فنان مهما كان اسمه وشعبيته من خلال شروط ظالمة ومجحفة، وأيضاً من خلال دعاية سيئة وتخطيط غير مدروس لخطواته، ويضيف: «قرار إليسا بنظري هو رد فعل لأزمات متلاحقة مع شركة الإنتاج (روتانا) التي لم تحاول أن تحل مشاكلها مع مطربة لها اسم وجهور وحققت لهم نجاحات كبيرة». ويضيف بكر: «الحديث عن نشاز أو أي شيء سلبي في إليسا هو أمر غير مقبول، وفيه إهانة لها، وعليها أن تلجأ للقضاء لرد الاعتبار، وهنا أسأل.. ألم تكن نشازاً وهي تحقق خطوات ناجحة وتصعد للنجومية بكل ثقة وثبات؟ وأعتقد أن العقد شريعة المتعاقدين، والأمر يعود لقدرة النجم على فرض شروطه على جهة الإنتاج والعكس، وهو ما حدث في حالات مشابهة كالتعاقد بين عمرو دياب وروتانا، وأيضاً أزمة بهاء سلطان والمنتج نصر محروس».
«حقنة» الشناوي.. ونصيحة عمرو أديب
الناقد طارق الشناوي يمنح حقنة تشجيع لـ«إليسا»، قائلاً: «صراعات هذا الزمن أشد ضراوة، وتعبير (مافيا) الذي أطلقته إليسا مضبوط جداً، ولكن فاتها أن صوتها منحة من الله لإسعاد البشر، ولا تملك منفردة أن تقرر في لحظة مغادرة المسرح، فهي لم تصل بعد للكوبليه الأخير. هل يحتاج الفنان بين الحين والآخر إلى من يقول له: نحن نحبك؟.. نعم، يحن إلى قدر من الدفء، وأظن أن قرار إليسا الاعتزال سيسقط قريباً وستعود إلى الغناء». أما المذيع الإعلامي عمرو أديب فينصح إليسا بأن لا تنصاع وراء غضبها، قائلاً لها: «سيدتي العزيزة، بعض الناس لا يستطيعون الرحيل هكذا، قد تكون العبارة تاريخية ومستهلكة، لكن أنت لا تملكين نفسك، أنتِ ملك لنا جميعاً من المحيط إلى الخليج، لا تضيعي أيامك الذهبية في الغضب بل استمتعي بنجاحك ومحبة الملايين لك».
على غرار عفاف راضي وشيرين
الناقدة ماجدة خير الله تنفي أن يكون قرار الاعتزال هدفه الـ«شو» والترويج للألبوم القادم، كون إليسا مطربة كبيرة ولها شعبية في المنطقة العربية كلها ولا تحتاج إلى مثل هذه الأساليب للدعاية، مضيفة: «أي شخص مهما كانت مهنته وشهرته قد يتعرض لضغوط نفسية ومشاكل في العمل تجعله يتخذ قراراً بالانسحاب والابتعاد عن الساحة، وأحياناً يكون قراره انفعالياً فيعدل عنه بعد فترة وأحياناً يستمر لسنوات، وأعتقد أن إليسا تعرضت لأزمة كانت هي السبب في هذا القرار، وقد حدث مثل هذا مع الفنانات: عفاف راضي وحنان ماضي وشيرين عبد الوهاب وغيرهن، لكن في النهاية يعود الفنان من الاعتزال لأنه لا يمكن أن يكون إلا فناناً».
مديح وسخرية
حملت كلمات الفنانين الكثير من الدعم لـ«إليسا»، حيث تقول لها المطربة التونسية لطيفة: «قدر الفنان الحساس الصادق وبالذات الناجح أن يبدع وسط عصابات ومجموعات شِلل من الحاقدين، لكن هذا لا يزيدنا إلا إصراراً على العطاء مهما كان الثمن وإسعاد الناس الصادقة الجديرة بذلك». أما الفنانة مايا دياب فتلمح في عبارتها لشيء ما، قائلة: «إليسا الآن المهم صحتك.. والباقي تفاصيل.. بحبك». وتعلق المطربة أحلام: «إليسا سنقف جنبك ونساندك وألبومك القادم لن يكون الأخير، إن كان الوسط الفني غابة وأنت على حق، لأن هنالك من يعيشون في كذبة كبيرة، فجمهورك الكبير ينتظر منك أن تثبتي له أن الوسط جميل بوجودك بيننا». وبحماس تؤازر الفنانة هيفاء وهبي زميلتها قائلة: «انتصرت على ظروف أصعب يا إليسا، لا نحن ولا جمهورك ولا ناسك نرضى بهيك قرار.. بدّك تضلي تغني وتنوري المسارح واللي مش عاجبه هو اللي ينقبر يمشي». أما المطربة أصالة فتنتصر لها قائلة: «نعم هي معركة، فيها ما يؤلم وما لا نستطيع تحمله في الكثير من الأحيان، خصوصاً لمن هو مثلك لا يريد أن تستعبده هذه المهنة، ولكنك مهمة ومؤثرة ومحبوبة من ملايين الناس، صوتك أصبح جزءاً من ذكريات كثيرين وعلى أغنياتك أحبه كثر اجتمعوا ونحتاجك بيننا». أما الفنان أحمد الشامي، فيسخر من قرار إليسا قائلا: «قالك مافيا، أقسم بالله إنها أرخص دعاية شفتها في حياتي». أيضا الفنان صلاح عبد الله سخر من اعتزال إليسا بقوله: «بفكر أعلن اعتزالي التمثيل وانتو تشجعوني وتتحايلوا عليا، وعشان خاطركم أرجع امثل تاني، بس خايف اعمل كده.. ومحدش يقول ارجع»