أسهمت بعض المبادرات التطوعية في تقديم وجهة نظر مختلفة عن السعودية، ألقت الضوء على بعض الجوانب التي كانت مغيبة إزاء الصورة النمطية التي كانت تؤطر السعودية في حدود ضيقة، وهي مبادرات نوعية في مجالات مختلفة، مكنت الكثيرين من إعادة اكتشافها مجدداً.
السعودية من السماء
يقدم فريق إرث للتوثيق الجوي تجربة مختلفة تعد بمثابة مهمة غير مسبوقة على الأقل على المستوى المحلي، فهو فريق يضم شباباً من أصحاب الهوايات المختلفة اجتمعوا في فريق واحد لهدف تطوعي وهو توثيق المملكة جواً. يعمل الفريق من خلال أربعة محاور رئيسية، تشمل مواقع مرتبطة بمعالم السيرة النبوية الشريفة، ومواقع تاريخية وتراثية وإسلامية، ومواقع طبيعية مثل الصحارى والبحار والحقول البركانية والوديان وغيرها، وأخيراً مواقع حضارية تعبر عن منجزات الدولة السعودية الحديثة. ويهدف الفريق إلى تقديم صورة للجهات الحكومية والمعنية وربط السيرة النبوية الشريفة بصور جوية وتوثيق جميع مواقع الغزوات جواً، وإبراز ما تمتلكه المملكة من تراث تاريخي عظيم من خلال صور جوية ملتقطة بشكل احترافي وباستخدام كاميرات ذات دقة عالية جداً.
خاطبهم بلغتهم
مشروع «سعودي غارديانز» تأسس على يد عدد من المبتعثين السعوديين في بريطانيا للدفاع عن المملكة ونشر الإيجابيات وإظهار صورتها الإيجابية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». واحتضنت العاصمة البريطانية انطلاق هذه المبادرة، وأنجز العاملون فيه خلال عامه الأول أكثر من 3650 ساعة تطوع إعلامية، لنقل الصورة الإيجابية للمملكة باللغات الأجنبية، ويغرّد فريق «سعودي غارديانز» بثلاث لغات أجنبية، هي الإنجليزية والفرنسية والروسية. لقي الحساب صدقية وتأثيراً بعد أن حظي بمتابعة سياسيين وبرلمانيين وصحافيين بريطانيين وأجانب، ولقيت تغريداته رواجاً كبيراً وتفاعل معها العديد من الصحافيين والكتاب والمتابعين، كما احتضن المشروع عدداً من المبادرات الإعلامية لعكس الصورة الإيجابية للمملكة، وحاول دعمها بمختصين في الصحافة والترجمة والعلاقات.
تطوير السياحة الدينية
جرى تطوير برنامج «رحلات ما بعد العمرة»، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وانطلق بهدف تمكين المعتمرين من الالتحاق برحلات سياحية، بحسب برامج ومسارات سياحية معدة ومعتمدة مسبقاً، توفر تجربة سياحية مميزة للمعتمر، بمشاركة 50 مرشداً سياحياً سعودياً. ويطمح البرنامج إلى تمكين المعتمرين من الاستمتاع بالمقومات السياحية السعودية، وما لها من أبعاد اجتماعية وثقافية وبيئية واقتصادية، انطلاقاً من قيمها الإسلامية وأصالة تراثها العريق وضيافتها التقليدية. ويشارك المعتمر في البرنامج بعد أدائه العمرة، بهدف التعرف إلى التاريخ الإسلامي، والبعد الحضاري للمملكة وتاريخها ونهضتها ودورها التاريخي في خدمة الإسلام والمسلمين. وينسجم البرنامج مع «رؤية المملكة 2030»، التي ركزت على أهمية تطوير قطاع السياحة والترفيه، من أجل تنويع مصادر دخل المملكة وتشجيع استثمار القطاع الخاص، وتحدثت عن خطط لتطوير مواقع سياحية، وفق أعلى المعايير العالمية، وتيسير إجراءات إصدار التأشيرات للزوار، إضافة إلى تهيئة المواقع التاريخية والتراثية وتطويرها.