يُعد «بهية» أكبر مستشفى خيري متخصص لعلاج «سرطان الثدي» في مصر، ويوفر المستشفى خدمة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي مجاناً مما يسهم في رفع نسبة الشفاء إلى 98%، وهو أيضاً أول مستشفى يوفر سبل الدعم الاجتماعي والنفسي الكامل لكافة المرضى عن طريق تقديم مساعدات للمريضات غير القادرات في منازلهن.
وراء إنشاء هذا المستشفى قصة إنسانية، هي قصة السيدة بهية وهبي، وهى سيدة مصرية من عائلة عريقة، تمتُّ بصلة قرابة إلى الفنان الراحل يوسف وهبي، هي حرم المهندس حسين أحمد عثمان، التي أصيبت بالسرطان. وقد لاحظت عائلتها، خلال رحلة علاجها، مدى معاناة السيدات من الأسر الفقيرة في تحمل نفقات العلاج الباهظة، فقرروا بعد وفاتها إقامة مستشفى على أرض الفيلا التي كانت تقيم فيها، كصدقة جارية على روحها لتكون متخصصة في علاج سرطان الثدي لدى السيدات من دون مقابل أو تفرقة، وأسندوا مهمة إدارة المستشفى إلى «جمعية رسالة» لسجلها الحافل والمشرف في العمل الخيري في مصر، ويضم المستشفى إدارة من أكفأ الفرق الطبية المتخصصة، لخدمة جميع المرضى مجاناً، بالإضافة إلى تجهيز مركز بحثي متخصص، لبحث أسباب ارتفاع نسب هذا المرض في مصر والمنطقة العربية. ويتم العلاج داخل المستشفى بالعديد من التقنيات، مثل التصوير الطبي، والعلاج الكيميائي، والعلاج الطبيعي، والعلاج الإشعاعي، وصيدلية إكلينيكية، وخدمات متابعة نفسية للمرضى ومبنى حديث على مساحة 10 آلاف متر مربع، مكون من ستة أدوار بمساحة 1500 متر للدور.
علاجات متعددة
يقول مدير المستشفى الدكتور محمد عمارة، إن المستشفى يلجأ لطرق عديدة متخصصة في علاج السرطان، مثل الكيماوي والعلاج بالأشعة والجراحة أيضاً، لافتاً إلى أن العلاج يتم بناء على البروتوكولات والقوانين الدولية، كما أن خطة علاج المريض داخل المستشفى تختلف من مريض إلى آخر حسب مدى الإصابة بالمرض، وجميع تكاليف العلاج بالمجان بعيداً عن الميول السياسية والديانة والجنسية، ويضيف: «نستقبل يومياً ما يقارب 200 مريضة في العيادات الخارجية، و100 للعلاج الكيميائي، و140 للعلاج الإشعاعي، و50 للعلاج الطبيعي». وعن أرقام الكشف المبكر، يؤكد عمارة: «وصلنا لـ35 ألف حالة كشف مبكر منهن ثلاثة آلاف حالة تتلقى العلاج، بمراحل مختلفة وجميعهن مستمرات في العلاج المجاني».
مركز للأبحاث
من أولويات مستشفى بهية في المرحلة المقبلة تجهيز وافتتاح مركز للأبحاث بعد الحصول على الترخيص اللازم من وزارة الصحة المصرية. وستكون المرحلة الأولى من المركز للدراسات والأبحاث المتعلقة بطبيعة مرض سرطان السيدات في مصر بشكل خاص. أما المرحلة الثانية فستشمل استخدام الأمصال العلاجية العالمية الجديدة بعد اعتمادها من الجهات الرقابية الخارجية ووزارة الصحة المصرية. وتهدف استراتيجية المستشفى إلى تحسين الخدمات المجانية المتميزة لكل مرضى السرطان من النساء، واعتبار مواجهة هذا المرض مشروعاً قومياً يستلزم التكاتف بكل مؤسسات الدولة لمواجهته.
سفيرات وسفراء بهية
استثمر «مستشفى بهية» نجومية مشاهير الفن والرياضة والإعلام، للمشاركة في حملات توعية بالمرض، والتشجيع على الكشف المبكر له، وعينهم سفراء للمستشفى، منهن الفنانات: ليلى علوي، منى زكي، هند صبري، جيهان قمري، ندى بسيوني، نهال عنبر، ياسمين غيث، مادلين طبر، ووزيرة الهجرة الدكتورة نبيلة مكرم عبيد، والموسيقار عمر خيرت ونجم كرة القدم السابق أحمد حسن، ورئيس المركز المصري للأطباء باسم السواح.