رحلة اليتم والوجع التي عاشها الفنان هيثم أحمد زكي، بعد فقدانه والديه النجمين هالة فؤاد وأحمد زكي، انتهت بقصة حب كبيرة رغم النهاية المأساوية التي جاءت عليها، ورغم الأحزان والدموع التي لم تجف للآن وزرفتها عيون أهل الفن وكثير من عامة الناس، الذين روّعهم خبر رحيل الفنان الشاب (35 عاماً) وحيداً في مسكنه، إلا أن سحابات البكاء التي خيّمت على القلوب، أمطرت ملايين الرحمات على روحه، فقد ذهب هيثم إلى مثواه الأخير محاطاً بدعوات محبيه له بالرحمة، وأن يلتقي أمه وأباه اللذين غادرا في الرحيل الدراماتيكي نفسه الذي عاشته الأسرة الموعودة بالفقد والحرمان. وقد فتح رحيل هيثم زكي ملف الفنانين الذين توفوا في سن صغيرة، وهو ما ترصده «زهرة الخليج».
الوحدة واكتشاف الشقيق
تقول الفنانة ناهد السباعي: «كان هيثم أحمد زكي، الذي رحل مبكراً، يشعر بالوحدة دائماً، ويصرح بالخوف من أن يموت من دون أن يشعر به أحد، والمؤسف أن الجميع قصّروا معه». الكلام ذاته تؤكده الفنانة دينا الشربيني، التي زادت على كلام ناهد، قائلة: «هيثم كان دائماً يقول لنا: اسألوا عليّ أحسن أموت لوحدي ومحدش يعرف». وقد جاء رحيل ابن (النمر الأسود) كما رحل والداه، وكأن عائلة النجم أحمد زكي على موعد دائم مع التراجيديا التي تصل حد المأساة، وقدرهم أن يفارقوا الحياة بطريقة صادمة تظل علامة في ذاكرة الجميع، إذ رحل هيثم في نفس سن والدته الفنانة هالة فؤاد، التي رحلت عام 1993 بعد معاناتها مع مرض سرطان الثدي، لتترك هيثم يتيماً وهو في التاسعة من عمره، علماً بأنه بعد وفاته، تم الكشف عن أن له شقيقاً من والدته يصغره بست سنوات، يدعى رامي عز الدين بركات يعيش خارج مصر، وقد أنجبته والدته بعد طلاقها من أحمد زكي وزواجها ثانية.
سبب المأساة
كانت مديرية أمن الجيزة تلقت إخطاراً بورود بلاغ من إنجي سلامة خطيبة هيثم زكي، يفيد بأنها حاولت الاتصال به أكثر من مرة ولم يستجب لاتصالاتها، وانتقلت قوة أمنية وبفتح باب الشقة بعد استئذان النيابة، تبين وفاة الفنان الشاب، وبنقل الجثمان للمستشفى أفاد التقرير أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية، يرجع سببه إلى أن الراحل يوم إصابته كان عائداً من (الجيم) مرهقاً بسبب التمارين وتعاطيه جرعة زائدة من مقويات العضلات.
رحلوا مبكراً
بوفاته، ينضم هيثم أحمد زكي، إلى قائمة طويلة من النجوم الذين رحلوا عن عالمنا وهم في ريعان شبابهم، كان آخرهم الممثل السعودي تومي عمران، الذي توفي عن عمر ناهز 30 عاماً في شهر يونيو الماضي. ويعد الفنان الكوميدي الراحل علاء ولي الدين واحداً من أبرز النجوم الذين رحلوا شباباً، عام 2003 عن عمر 39 عاماً، وكان وقتها قد وصل إلى مرحلة النجومية والشهرة في السينما المصرية بعدة أعمال أبرزها: «الناظر صلاح الدين» و«عبود على الحدود».
وفي 12 أكتوبر 2018، تعرضت غنوة شقيقة المطربة أنغام، من جهة الأب، لحادث سير مما أدى إلى وفاتها على الفور عن عمر قارب الثلاثين عاماً، تاركة وراءها أغنيتين طرحتهما منذ أكثر من 10 سنوات، وطفلاً هو أمير ياسين الذي شارك كممثل في مسلسل «زي الشمس».
نزيف وحادث
تعد الفنانة المصرية ميرنا المهندس واحدة من أبرز النجوم الذين توفوا في سن مبكرة، وكانت بدايتها الفنية عام 1993 في فيلم «مستر دولار»، من بعده أدت عدداً من الأعمال التلفزيونية منها: «الإمام الغزالي» و«أرابيسك» و«مباراة زوجية» و«عابد كرمان» و«بره الدنيا»، قبل أن تتوفى عام 2015 نتيجة تأثرها بسرطان في القولون ومشاكل في النخاع الشوكي، أسفرت عن إصابتها بنزيف في الرئة. وفي العام نفسه، توفي الممثل اللبناني عصام بريدي شقيق الإعلامي وسام بريدي في حادث سير عن عمر ناهز الـ35 عاماً، بعد أن اصطدمت سيارته بالفاصل الوسطي وانقلبت على جسر منطقة الدورة في بيروت.
نعيمه عاكف
رحلت الفنانة نعيمه عاكف في سن الـ39، بسبب سرطان الأمعاء، وحصلت على لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958، ضمن خمسين دولة شاركت في هذا المهرجان، لكن حظها في الدنيا كان قليلاً، حيث هاجمها وحش المرض الذي أنهى حياتها التي كانت مفعمة بحب السيرك والفن.
مات غريباً
الفنان والمذيع الشاب عمرو سمير فجّر رحيله صدمة في شهر يوليو 2017، وهو في عمر الـ33، نتيجة إصابته بأزمة قلبية مفاجئة وهو في زيارة لإسبانيا، وكان فيلم «عودة الندلة» أشهر أعماله. وفي حادث سير مروع في القاهرة في يوليو 2010، توفي المطرب اللبناني رامي الشمالي (23 عاماً)، وذلك أثناء زيارته لصديق له، وقد عشق صوته كثيرون عندما شارك في برنامج «ستار أكاديمي 7».
الإصابة بالسرطان
رحلت المطربة المغربية رجاء بلمليح يوم 2 سبتمبر 2007، بسبب إصابتها بمرض سرطان الثدي عن عمر يناهز الـ45 عاماً. وتعود بداياتها إلى مطلع الثمانينات، حين شاركت في مسابقة كبرى للغناء نظمت تحت اسم «أضواء المدينة» احتلت فيها المركز الأول. بعدها شقّت طريقها الفني، بالتعاون مع كبار الملحنين المغاربة، وفي مطلع التسعينات انتقلت إلى مصر، حيث كانت لها انطلاقة جديدة أثمرت عن ألبومات: «صبري عليك طال، يا غايب واعتراف».
كما توفيت الفنانة ناهد شريف في سن الـ43 عاماً بعد إصابتها بسرطان الثدي، فقد عملت في السينما المصرية واللبنانية، حيث اكتشفها المخرج حسين حلمي المهندس، الذي تزوجته لاحقاً، وقدمها في عدة أفلام، وفي فترة السبعينات قدمت ناهد شريف ما يقرب من 60 فيلماً سينمائياً. ورحل المطرب عامر منيب، حفيد الراحلة ماري منيب، في عامه الـ48 إثر أزمة صحية، حيث دخل المستشفى وهو في غيبوبة بعد إصابته بورم في القولون.
حادث سيارة
توفي الفنان والعازف الموسيقي عمر خورشيد في سن الـ36 عاماً، بسبب حادث سيارة غامض، وهو شقيق الفنانة شيريهان من والدتها، وحصل على ليسانس الآداب من قسم الفلسفة، ودرس الموسيقى في المعهد اليوناني، وهو أول من أدخل آلة الجيتار في الموسيقى الشرقية بمصر، وعمل مع عدد من الفنانين الكبار أمثال محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، كعازف للجيتار قبل أن يتجه للتمثيل.
رحيل مأساوي
عن عمر36 عاماً، توفي في 20 أكتوبر عام 1995 المطرب عماد عبد الحليم الذي تبناه الفنان عبد الحليم حافظ، وهو عم المطربة أنغام. أيضاً في رحيل مأساوي توفيت المطربة التونسية ذكرى عام 2003 عندما أطلق عليها زوجها رجل الأعمال المصري أيمن السويدي عدة أعيرة نارية ثم انتحر في منزلهما، لتفارق الحياة عن عمر 37 عاماً. وبدأت ذكرى مشوارها الفني عام 1980 وقدمت العديد من الألبومات الغنائية، أشهرها: «وحياتي عندك، الأسامي، الله غالب، ماشي الحال، يوم عليك». ورحل الفنان عمر فتحي عن 34 عاماً ويعد من أوائل المطربين الذين قدموا الأغنية الشبابية في مصر.
بحراً وجواً
في عام 1944، قضت المطربة السورية أسمهان نحبها عن عمر ناهز الـ27 عاماً بعد سقوط سيارتها في (ترعة) متفرعة من نيل مصر، وما زال سر وفاتها حتى اليوم لغزاً. وهي من مواليد 11 يونيو 1917،واسمها الحقيقي آمال الأطرش، وهي شقيقة الموسيقار فريد الأطرش. كما رحلت كاميليا في سن الـ31 عاماً، في تاريخ 31 أغسطس 1950، في حادث طائرة،، وقد اشتهرت في منتصف الأربعينات لتصبح أكثر نجمات السينما المصرية تألقاً وأعلاهن أجراً.
عادل وأحمد
توفي الفنان عادل خيري وهو في الـ32 من عمره في 12 مارس عام 1963، بعد صراع مع مرضي السكر والكبد. وهو حاصل على ليسانس الحقوق، واحترف التمثيل بفرقة الريحاني. وتوفي الضيف أحمد في سن الـ34 عاماً عام 1970، وهو ممثل كوميدي بدأ حياته الفنية أحد أعضاء «فرقة ثلاثي أضواء المسرح» بالاشتراك مع سمير غانم وجورج سيدهم.