مريم عثمان.. سيدة كرست حياتها للاهتمام بـ«أصحاب الهمم» منذ 25 عاماً، وما زالت حتى اليوم تتابع تفاصيل كل طالب في «مركز راشد لأصحاب الهمم» الذي تشغل منصب مديره العام، ويعد واحداً من أبرز المراكز الإنسانية والاجتماعية. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تبين مريم سعي المركز إلى أن يكون في المركز الأول بين جميع مراكز المنطقة في أسلوب التعليم. ونسألها:
• ما الإضافات التي تسعون لتقديمها سنوياً لـ«أصحاب الهمم»؟
إضافات مهمة في أسلوب التعليم وزيادة في عدد الفصول، وقريباً سيفتتح المركز فصلاً خاصاً بالذكاء الاصطناعي، ويأتي هذا الفصل ضمن توافق المركز مع استراتيجية دولة الإمارات وسياستها في تقديم خدمات ذكية وتوظيف قدرات وآليات وطرائق الذكاء الاصطناعي في خدمة «أصحاب الهمم». وكنا قد أطلقنا، بداية العام الدراسي الجاري، فصل التراث الذي يهدف إلى تعميق الثقافة الوطنية لدى طلبة المركز، بغض النظر عن جنسياتهم، حيث إن المركز يترجم ويعكس سياسة الدولة، في تقديم خدمات لـ«أصحاب الهمم» من 43 جنسية من دون تمييز بين لون وجنس وعرق ودين.
ذكاء اصطناعي
• هل يستطيع «أصحاب الهمم» التعامل مع الذكاء الاصطناعي؟
«أصحاب الهمم» أثبتوا قدرتهم على تقديم إنجازات في كل المحافل، سواء الرياضية والإبداعات الفنية وفي الموسيقى والعزف، بالتالي لن يكون الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بعيدين عنهم، سبق أن أنشأنا فصلاً للتصوير الفوتوغرافي، وتعامل طلبة المركز مع الأجهزة اللوحية والحاسوب ومع معدات الذكاء الاصطناعي وقريباً سيقوم المركز بضم رجل آلي مبرمج، يقرب المفاهيم التكنولوجية المعقدة للطلبة، ليصبح هذا الروبوت صديقاً للأطفال وبالتالي سيكون الروبوت هو من يرافق الوفود الزائرة إلى المركز وسيكون حاضراً في الكثير من الفعاليات.
• رغم مرور ربع قرن على انطلاقه، ما زال المركز يستقبل التبرعات من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية، كم يحتاج ليكتمل بشكل نهائي؟
ما زال المركز كما انطلق، يوجه كل الدعم الذي يتلقاه من قبل المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية والقيادة الحكيمة، نحو تطوير المركز وتحديث فصوله وتجديد أثاثه وتزويده بالمعدات والأجهزة والتطبيقات الإلكترونية، وتعميق نشر الأبحاث العلمية ودعمها، بالإضافة إلى أن المركز يتعامل بفلسفة دولة الإمارات بالتسامح في إعفاء جميع الطلبة المعسرين المسجلين لديه من رسومهم الدراسية، كما نحاول قدر الإمكان ألا نثقل كاهل العائلات، ويتبنى المركز جميع الحالات المعسرة وفق تقرير حالة اجتماعية، حيث يتم إعفاء الطالب من الرسوم الدراسية، وبالتالي نعتمد على المجتمع في دولة الإمارات من مختلف الجنسيات والشركات من القطاعين الخاص والعام، بدعم المركز ليستمر في أداء رسالته الإنسانية التي انطلقت عام 1994.
«سوق راشد»
• ما الذي ينقص فئة «أصحاب الهمم» لنقول إنهم قد نالوا حقوقهم كاملة؟
ينقصهم التشغيل والتمكين واعتراف المجتمع بهم، القيادة السياسية بذلت كل الجهد وغيرت التسمية، ولم تكن تسمية إعلامية بل ألقت مسؤولية على المجتمع الإنساني أن يتعاملوا مع المعاقين سابقاً، بأنهم أصحاب همم، وألقت مسؤولية مضاعفة على «أصحاب الهمم» أنفسهم، وكأن القيادة الرشيدة تقول لهم أرشدناكم كما لم ينصفكم أي مجتمع، وأعطيناكم اسم «أصحاب الهمم»، ويجب أن تكونوا على قدر المسؤولية وأن تحققوا ما تتطلع إليه القيادة منكم.
• مؤخراً بدأ المركز بالمشاركة في المعارض المختلفة وبيع منتجات من صناعة طلابه، كيف تجدون الإقبال على هذه المنتجات؟
يشارك المركز في معارض مختلفة، وأنشأ منذ سنوات «سوق راشد»، وهو متجر يتم من خلاله بيع منتجات الطلبة من ورش التأهيل المهني من تجارة وحياكة وتطريز وزراعة عضوية، والآن نسعى إلى تطوير هذه الورش وإدخال منتجات طلبتنا في المحال التجارية التي تبيع السلع الغذائية، لإبراز قدرة طلبتنا وبذات الوقت تشكل منصة لهم لبيع منتجاتهم، وهذا يعني أن المركز يقوم وفق نظام معين بتحديد تكاليف المنتج وخصم تكاليفه وأن يكون هناك عائد نقدي بسيط للطلبة، أيضاً عين المركز مجموعة من طلبته كمساعدين، مثل الطالبة كوكب محسن التي بدأت طالبة بالمركز وأبدعت في مجال الفن التشكيلي، وهي الآن تعمل في المركز وتتلقى راتباً، وهناك أمثلة عديدة سعى المركز خلالها لتشغيل طلبته من خلال ورش التأهيل المهني ودمجهم في المركز في وظائف برواتب رمزية.
عمرة مباركة
سير «مركز راشد لأصحاب الهمم»، مؤخراً، لمنتسبي المركز رحلة لآداء مناسك العمرة وزيارة مكة والمدينة، عنها تقول مريم عثمان: «هذه المرة الثامنة التي ينظم فيها المركز رحلة العمرة، والتي يحرص عليها المركز لتعميق الوازع الديني لدى طلبته، والتي تسبقها دورة خاصة للمعتمرين في آداب العمرة وأركانها».