مانشستر واحدة من تلك المدن التي تسحر زوارها ببساطة تفاصيلها، وتنوع ثقافتها ودفء ضيافتها التي يشتهر بها أهل الشمال الإنجليزي عموماً. هذه المدينة التي تبعد مسافة ساعتين في القطار عن لندن، والتي تعتبر موطن أهم فريقي كرة قدم، تدعوك إلى استكشاف معالمها وسماع قصتها المكتوبة بحبر التاريخ على جدران منازلها وحجارة أرصفة شوارعها.
يقال إن أفضل طريقة للتعرف إلى معالم مدينة ما، هي المشي في شوارعها وأزقتها، وتذوق أكلها، واستنشاق هوائها. لهذا فإن انتعال حذاء مريح، وحمل مظلة، تحسباً لهطول المطر بشكل مفاجئ، يعتبران بداية مغامرتك في شوارع مدينة مانشستر التي اشتهرت فيما مضى بصناعة النسيج وتجارة القطن.
أحدث المناطق
وأنت تسير في شوارع سبينينغفيلدز، ستلفت انتباهك حداثة عمارتها، لأنها تعتبر أحدث مناطق مانشستر، إذ أنشئت قبل قرابة 20 عاماً، على مساحة 430 ألف متر مربع بكلفة بلغت قرابة 1.20 مليار جنيه استرليني، لتحتضن مباني عصرية تضم مكاتب تجارية وشققاً سكنية ومتاجر ومطاعم ومصارف أبزرها مبنى «مركز العدالة المدنية» وهو أطول مبنى في المنطقة وسادس أطول مبنى في مانشستر، ويعتبر واحدة من عجائب الهندسة المعمارية، وحاز عدداً من الجوائز في هذا المجال.
حديقة التراث
من جسر المشاة الحديث في سبينينغفيلد أكمل مشوارك في اتجاه حديقة التراث الحضري في كاستلفيلد، حيث تنتشر المنازل ذات الطابع الفيكتوري، على طول القنوات المائية منذ زمن الثورة الصناعية، أهمها قناة «بريدج واتر» التي كانت أول قناة تستخدم لشحن البضائع ونقلها بواسطة القوارب. ستمضي وقتاً ممتعاً وأنت تتنقل على مدرجات مسرح روماني قديم أعيد تجديده، قبل أن تصل إلى متحف العلوم والصناعة الواقع في أقدم محطة سكة حديد في العالم، لتتعرف إلى قصة تطور هذه المدينة الواقعة في شمال غرب إنجلترا.
حي القرون الوسطى
لا تترك التعب يحبط عزيمتك في رحلة استكشاف مانشستر، وواصل سيرك باتجاه حي القرون الوسطى أو ميدييفال كوارتر كما يسمى، حيث تقع كاتدرائية مانشستر التاريخية والتي قصفت إبان الحرب العالمية الثانية بقذائف رمتها الطائرات الألمانية، فتهدمت لكن أعيد ترميمها ليتسنى للمؤمنين تأدية صلواتهم فيها، أو حضور حفلات موسيقية وفعاليات ثقافية وفنية أخرى، تنظم في قاعاتها الغنية بالديكورات الخشبية ذات التفاصيل الفنية. بنيت هذه الكاتدرائية في القرن الـ15 وفق النمط القوطي، وتضم برجاً ضخماً يبلغ طوله 135 قدماً، ويحيط بها عدد من الأشجار، يمكنك الاتكاء على جذع إحداها والتظلل بفيئها، قبل أن تعاود سيرك.
مكتبة شيثام
في هذا الحي الغني بالثقافة والتاريخ تقع أيضاً مكتبة شيثام، أقدم مكتبة في بريطانيا أنشئت في القرن الـ17، وتضم في مبانيها مستشفى ومدرسة لتعليم الموسيقى. يمكنك زيارتها والاستمتاع بالاطلاع على كنوزها التاريخية، مقابل رسم دخول غير مكلف. وإذا اخترت زيارتها ظهراً، فستحظى بفرصة حضور الحفل الموسيقي الذي ينظمه طلاب مدرسة الموسيقى، كل يوم من أيام الأسبوع خلال فترة الغداء بشكل مجاني للجمهور، ابتداء من الساعة 1:30 ظهراً ويستمر لمدة 45 دقيقة.
ساحة شامبلز
استكشاف حي القرون الوسطى، الواقع على تخوم المنطقة العصرية في مانشستر، يعني المرور في ساحة شامبلز التي تحيط بفندق «ذا أولد ولينغتون إن»، واحد من أقدم مبنيين فيها، ويعتبر رمزاً من رموز الساحة التي تضم أيضاً مقاهي ومطاعم.
متحف كرة القدم
وعلى بعد خطوات من ساحة شامبلز، يقع مبنى المتحف الوطني لكرة القدم، الذي يحتضن مجموعة تذكارات رائعة من كؤوس وقلائد وملابس لفرق كرة القدم من جميع أنحاء العالم. فإذا كنت من عشاق هذه الرياضة الشعبية، لا بد لك من استغلال فرصة وجودك في مانشستر لزيارة هذا المتحف وشراء بعض الهدايا التذكارية من متجره.
الحيّ الشمالي
ستختبر في هذا الحيّ، الواقع في وسط مدينة مانشستر، تجربة تسوق ممتعة. تحول هذا الحيّ الشمالي من منطقة فقيرة إلى موقع يحتضن متاجر ومقاهي واستراحات فاخرة ومساحات فنية، باتت مقصداً للسياح وبديلاً مثالياً للعلامات التجارية الموجودة في مراكز التسوق الكبرى. ارتشف القهوة في أحد مقاهي الحي المنتشرة هناك، واحمل كوبك وتابع سيرك مستكشفاً أسرار المنطقة التي تضم الكثير من الكنوز المعرفية والفنية.
الحي الصيني
إذا واصلت سيرك، فستصل إلى الحيّ الصيني، أحد أهم المعالم السياحية التاريخية في إنجلترا. يعتبر هذا الحيّ ثاني أكبر الأحياء في بريطانيا والثالث على مستوى العالم، وقد تأسس في سبعينات القرن الماضي على يد الجالية الصينية التي جاءت للعمل في بريطانيا. ما إن تعبر بوابته المقوسة والملونة والمهداة له من الصين، ستشعر بأنك دخلت عالماً آخر مختلفاً بألوانه وروائحه. للحظة، ستنسى أنك في مانشستر، فهنا طراز المباني يحمل لمسات صينية في كل ثنية من ثناياها، والهواء عبارة عن مزيج من الأكسجين والتوابل والبخور، وأينما نظرت ستجد مطعماً صينياً يقدم المأكولات الآسيوية. وكي تضفي على زيارتك عمقاً، لا بد لك من زيارة مركز الثقافة الصيني للتعرف أكثر إلى تاريخ الحيّ وكيفية تحوله من حي بسيط إلى قرية صينية ضخمة.
ميدان ألبرت
يستحيل ألا تمرّ من خلال ميدان ألبرت وأنت تستكشف مانشستر على الأقدام. يعتبر هذا الميدان الذي اكتسب اسمه من النصب التذكاري الشهير، الذي شيّد للملك ألبرت زوج الملكة فيكتوريا بعد وفاته تكريماً لذكراه، واحداً من أهم المعالم السياحية وإحدى الوجهات التي يقصدها السياح والسكان على حد سواء للاسترخاء والاستراحة على المقاعد العديدة المنتشرة فيه، والتمتع بالهواء النقي، بجانب نافورة مياه رائعة، ومجموعة من النصب والتماثيل الرائعة المحيطة بها. ونظراً لكبر مساحة الميدان، إذ يتسع لقرابة 10 آلاف شخص، فإنه يتحول بين الفينة والأخرى إلى مركز لأهم الفعاليات والأنشطة في مانشستر. وأهمية ميدان ألبرت تكمن أيضاً في موقعه الاستراتيجي المطل على مبنى مانشستر تاون هول (مبنى البلدية) الذي شيد عام 1877، ويتميز بتصميمه الفريد الذي يجسد أحد أنماط العمارة القوطية في بريطانيا. ويضم المبنى برج الساعة إلى يرتفع إلى 87 متراً ويطل على مدينة مانشستر.
أين تقيم؟
• CitySuites Aparthotel شارع 16 شابل.
• The Lowry Hotel منطقة ديرمانس 50 شابل وارف.
• Native Manchester شارع دوسي، بيكاديللي.
• Dakota Manchester شارع 20 دوسي.
• Hotel Indigo Manchester- Victoria station شارع تود.
• King Street Town House شارع 10 بوث.
• Staybridge Suites مانشستر طريق أكسفورد شارع 30 شاثام.
أماكن أخرى
• ساحة بيكاديللي ونوافيرها الرائعة.
• ترافورد سنتر وهو مجمع ترفيهي وأكبر مركز تسوق في بريطانيا.
• مدينة ملاهي بلاك بول التي تحتوي على أخطر لعبة في العالم.
• شارع أولدهام يقع في مركز مانشستر ويشكل جزءاً من تاريخ المنطقة.
• مكتبة جون رايلاندز التي تحتوي على الكثير من المخطوطات من العصور الوسطى.