هل تظنين أن الابتسامة لا تأتي إلا كردّ فعل طبيعي لموقف مفرح، أو تجربة إيجابية؟.. نعم، لكن الحقيقة أن الابتسامة يمكن أن تكون فعلًا اختياريًا وواعيًا، نقوم به بقصد وتحكم. وهي أيضًا أداة قوية نمتلكها بين أيدينا، نستخدمها وقتما نشاء؛ لصُنع فرق حقيقي في صحتنا النفسية، وعلاقاتنا بالآخرين، والعالم من حولنا.
من الناحية الصحية، أثبتت الدراسات أن التبسم لا يمنحنا شعورًا جيدًا فحسب، بل ينعكس أيضًا إيجابًا على أجسامنا. فعندما نبتسم، يفرز الدماغ مواد كيميائية طبيعية، مثل: الإندورفين والسيروتونين، تحارب التوتر وتحسّن المزاج، وتُسهم حتى في تقوية الجهاز المناعي. أما على الصعيد النفسي، فالابتسامة قادرة على تعزيز الثقة بالنفس، وتخفيف مشاعر القلق، وتعزيز الروابط الاجتماعية بشكل غير مباشر، لكنه فعّال.
ماذا تقول الدراسات عن فوائد الابتسامة لصحتك العامة والنفسية؟.. هذا ما جمعناه في السطور التالية:
-
لتُعزّزي مزاجك وصحتك ونجاحك.. اختاري أن تبتسمي
- تحسّن المزاج:
إذا كنتِ تشعرين بالحزن أو الإحباط، فجرّبي ببساطة أن تبتسمي. فالابتسامة تنشّط مسارات معينة في الدماغ، مرتبطة بالشعور بالسعادة، وتؤدي إلى إفراز هرمونات طبيعية، مثل: الدوبامين والسيروتونين، تعمل كمضادات طبيعية للاكتئاب.
- مُعْدِية:
ابتسامتكِ لا تحسّن فقط حالتكِ النفسية، بل تنتقل إلى الآخرين أيضًا! فالأبحاث تؤكد أن الابتسامة مَعْدِية، لأن الدماغ يلتقط ويقلّد تعابير وجوه الآخرين بشكل لا إرادي. ببساطة، ابتسامتك قد تنشر السعادة من حولكِ، دون أن تشعري.
- تُطيل العمر:
أظهرت دراسة أن الابتسامات الصادقة والحقيقية ترتبط بزيادة متوسط العمر. فالأشخاص السعداء يتمتعون بصحة أفضل، ويعيشون لفترة أطول. ورغم أن العلماء ما زالوا يدرسون الأسباب الدقيقة، لكن المؤشرات واضحة، منها أن الحفاظ على مزاج إيجابي قد يكون جزءًا أساسيًا من نمط حياة صحي.
- تخفف التوتر:
التوتر لا يؤثر فقط في نفسيتنا، بل ينعكس أيضًا على ملامح وجهنا. والابتسامة تساعدكِ على ألا تظهري بمظهر المرهقة والمضغوطة، بل تعمل فعليًا على تقليل التوتر. وهذه الفائدة تتحقق حتى لو لم تشعري برغبة حقيقية في الابتسام!
- تُخفض ضغط الدم:
الابتسامة، وكذلك الضحك، لهما تأثير على الدورة الدموية. فالضحك يتسبب في استرخاء العضلات، وانخفاض ضغط الدم بعد زيادة مؤقتة في ضربات القلب والتنفس. وأظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يبتسمون أثناء التوتر يكون معدل ضربات قلبهم، وضغط دمهم، أقل من غيرهم.
-
لتُعزّزي مزاجك وصحتك ونجاحك.. اختاري أن تبتسمي
- تعزز جهاز المناعة:
عندما تبتسمين، تتحفزين على الاسترخاء، ما ينشّط الجهاز العصبي اللاودي، المسؤول عن إفراز الهرمونات والمواد المناعية، التي تقلل الالتهابات، وتقوّي جهاز المناعة. وفي مواسم نزلات البرد أو فترات الضغط النفسي، يمكن أن تكون الابتسامة سلاحًا سريًا لدعم صحتكِ.
- تُخفف الألم:
التبسم يؤدي إلى إفراز الإندورفين والسيروتونين، وهما مادتان كيميائيتان طبيعيتان، تُخففان الألم، وتحسّنان المزاج. لذلك، يمكن القول بأن الابتسامة تعمل كمسكن طبيعي للجسم!
- تجعلكِ أكثر جاذبية:
نحن بطبيعتنا ننجذب إلى الأشخاص الذين يبتسمون. في المقابل، التعابير القاسية أو الغاضبة تُبعد الآخرين. ليس هذا فقط، فالابتسامة تجعلكِ تبدين أصغر سنًا أيضًا، لأن العضلات المستخدمة في الابتسام ترفع ملامح الوجه بطريقة طبيعية.
- تعزز صورة النجاح:
الأشخاص الذين يبتسمون، باستمرار، يُنظر إليهم عادة على أنهم أكثر ثقة، ويُرجّح أن يحصلوا على الترقيات، أو الفرص المهنية. جرّبي أن تُظهري ابتسامتكِ في الاجتماعات والمناسبات المهنية، وستلاحظين الفرق في طريقة تعامل الآخرين معكِ.
وأخيرًا، تشير الأبحاث إلى أن هناك ثلاثة أنواع رئيسة من الابتسامات:
1- ابتسامة المكافأة:
تعبّر عن الرضا، والسعادة، والمشاعر الإيجابية الأخرى.
2- ابتسامة الانتماء:
تعبّر عن النيات الحسنة، والثقة، والإحساس بالانتماء، والتعاطف، والترابط الاجتماعي.
3- ابتسامة الهيمنة:
تهدف إلى التعبير عن الازدراء أو الاشمئزاز أو الشعور بالتفوق، وقد ثبت أنها ترفع مستويات هرمون «الكورتيزول» (هرمون التوتر) لدى الأشخاص الذين تُوجَّه إليهم.