يستوحي «متحف زايد الوطني»، المتحف الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، رسالته من إرث الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ ليكون المرجع الأشمل لتاريخ الدولة وثقافتها، وليروي - بأسلوب غني، ومتكامل - قصص هذه الأرض منذ العصور القديمة إلى العصر الحديث. الأمر الذي يلاحظه زوار ركن «متحف زايد الوطني»، المقام ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، الذي تستمر فعالياته حتى الخامس من مايو المقبل.

وعبر برنامج غني بالمحاضرات الملهمة، وورش العمل التفاعلية والتجارب الثقافية الغنية، التي تسلط الضوء على إرث دولة الإمارات، وتاريخها العريق، وثقافتها الأصيلة.. تشكل زيارة ركن المتحف في الجناح رقم (8D05)، فرصة فريدة لاكتشاف عمق الحضارة الإماراتية، والاستمتاع بتجربة ثقافية شاملة، والاطلاع على المتحف، ورسالته، وماهيته، ومُقتنياته.

  • «متحف زايد الوطني».. فرصة فريدة لاكتشاف عمق الحضارة الإماراتية

ويُوفر جناح «متحف زايد الوطني»، في «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، تجربة بصرية تفاعلية مميزة، تروي قصة مشروع «قارب ماجان»، وهو مشروع بحثي مشترك بين «متحف زايد الوطني»، وجامعة زايد، وجامعة نيويورك أبوظبي، يهدف إلى تسليط الضوء على الإرث البحري العريق لدولة الإمارات، ودورها في التجارة خلال العصر البرونزي.

وبإمكان زوار المعرض حضور جلسة حوارية بعنوان «مشروع قارب ماجان ودور متحف زايد الوطني في حفظ التراث البحري الإماراتي»، في السادسة من مساء يوم غدٍ الأربعاء 30 أبريل، على المنصة الرئيسية للمعرض، وستسلط هذه الجلسة الضوء على مشروع «قارب ماجان»، من خلال التطرق إلى تفاصيل مشروع بناء القارب، وهو قارب يعود إلى العصر البرونزي، كان يبحر في مياه الخليج العربي.

وتشارك في الجلسة نخبة من الخبراء، الذين عملوا على هذا المشروع الكبير، من بينهم: الدكتور إريك ستابلز، مدير وحدة التراث البحري، دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، والدكتورة إيما ثومبسون، أخصائي رئيسي الاقتناء والتفويض في «متحف زايد الوطني»، وشوق العوضي، طالبة في مركز البحوث بجامعة زايد، وتدير الجلسة مي المنصوري، أمين متحف معاون في «متحف زايد الوطني». كما ستوفر هذه الجلسة رؤى المتحدثين حول الممارسات البحرية القديمة، والأبعاد التاريخية لـ«قارب ماجان»، إلى جانب الجهود البحثية والحرفية الكبيرة، التي أسهمت في إحياء هذا الإرث.

  • «متحف زايد الوطني».. فرصة فريدة لاكتشاف عمق الحضارة الإماراتية

وتحت شعار «المتاحف في خدمة المجتمع»، يشارك الدكتور بيتر ماجي، مدير «متحف زايد الوطني»، في جلسة بعنوان «متحفنا منارة إبداع وتواصل»، وتسلط الجلسة الضوء على الدور الحيوي، الذي تؤديه المتاحف في الحياة الثقافية، والاجتماعية، للمجتمعات. وتُعقد الجلسة في الثامنة من مساء يوم غدٍ الأربعاء، في منصة المجتمع، صالة رقم (10)، حيث ستناقش كيفية تمكين المتاحف من تجاوز دورها التقليدي كمكان لعرض القطع الفنية والتحف، لتصبح مراكز تفاعلية، تُسهم في نشر الوعي والتعليم، وتعزيز التواصل الثقافي.

وسيتمكن زوار جناح «متحف زايد الوطني» من الاستمتاع بفرصة مميزة؛ لاستكشاف نسخة رقمية متحركة لإحدى المخطوطات الفلكية القيمة من مجموعة المتحف، حيث يعرض كتاب «صور الكواكب الثابتة»، الذي ألفه عالم الفلك المسلم البارز عبد الرحمن الصوفي في القرن العاشر الميلادي، في جناح المتحف باستخدام رسوم متحركة مبتكرة، تضفي حياةً على هذا العمل. وتُعد هذه المخطوطة العربية النادرة، التي تم إنجازها عام 1341 الميلادي في العراق، ومن أعظم الأعمال في علم الفلك، خلال العصر الذهبي للفكر العلمي الإسلامي.