يُعد فنجان القهوة جزءًا أساسيًا من الروتين اليومي لكثير من الناس حول العالم، والمرأة ليست استثناءً، فهي تحب هذا المشروب الذي يمنح الطاقة، ويعزز التركيز، ويضفي لمسة من الدفء على اليوم. ولكن عندما يتعلق الأمر بالحمل، تبدأ التساؤلات بالظهور: هل يمكن للمرأة الحامل الاستمرار في تناول قهوتها الصباحية؟.. وما الكمية الآمنة التي لا تضر الجنين؟
ومع تزايد الوعي الصحي، أصبح موضوع تناول الكافيين أثناء الحمل محط اهتمام العديد من الدراسات الطبية، خاصة أن الكافيين لا يُعد مجرد منبه بسيط، بل هو مادة تؤثر في الجهاز العصبي والدورة الدموية. وبينما تطمئن بعض الأبحاث إلى أن كميات معتدلة من القهوة لا تشكل خطرًا كبيرًا، تحذر دراسات أخرى من التأثيرات المحتملة على صحة الجنين، بما في ذلك: انخفاض الوزن عند الولادة، وزيادة خطر الإجهاض في بعض الحالات.
-
الحمل والقهوة.. حقائق وشكوك!
في هذا التقرير، نستعرض الحقيقة الكاملة حول القهوة والحمل، والتأثيرات المحتملة لاستهلاك الكافيين، خلال هذه الفترة الحساسة، مع تقديم إرشادات عملية للحوامل اللواتي لا يستطعن التخلي عن مشروبهن المفضل. فهل القهوة خطر حقيقي، أم أن الأمر يعتمد على الكمية؟.. الإجابة في السطور التالية:
هل يجب على الحامل تقليل استهلاك الكافيين؟
في وقت سابق من هذا الأسبوع، وبحسب صحيفة «التيلغراف» البريطانية، اقترح الباحثون أن على النساء الحوامل التوقف عن تناول الكافيين تمامًا، خلال الأسابيع الثمانية الأولى من الحمل، لتقليل خطر فقدان الحمل.
ومع ذلك، تنصح الإرشادات الطبية الحالية بتحديد استهلاك الكافيين إلى 200 ملغ يوميًا، أثناء الحمل (ما يعادل فنجانين من القهوة سريعة التحضير، فيما تحتوي القهوة المصفاة على كمية أكبر من الكافيين)، بدلاً من التوقف التام عن تناوله.
الكافيين يقطع الشك بـ«اليقين»:
ما زالت الأبحاث تتوالى حول قرار المرأة الحامل، سواء التوقف عن تناول القهوة، أو التحول مثلًا إلى قهوة منزوعة الكافيين، خاصة أن الموضوع هنا يتعلق بصحة الجنين.
ربطت دراسات سابقة ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول بشرب القهوة، فيما بينت نتائج دراسات أخرى أن القهوة تقلل خطر الوفاة المبكرة بسبب أمراض القلب.
ورغم أن الدراسات تناولت كمية الكافيين والكحول، التي تتناولها النساء الحوامل، وكذلك كمية التدخين، وتم قياس مستويات الكافيين في دمائهن، فقد بينت أن مستوى استهلاك الكافيين أثناء الحمل قد يزيد خطر فقدان الحمل، خاصة في الأسابيع الثمانية الأولى. كما اقترحت أن على النساء التفكير في تقليل استهلاك الكافيين قبل الحمل، وأوضحت أن «النساء اللواتي يحاولن الحمل، قد يستفدن من إلغاء استهلاك الكافيين قبل الحمل، وأثناءه».
-
الحمل والقهوة.. حقائق وشكوك!
الأفضل تقليل الكافيين:
البيانات المتعلقة باستهلاك الكافيين والحمل، لا تزال غير حاسمة إلى حد ما، ويعتقد أنه من الأفضل تقليل الكافيين تمامًا؛ لتقليل الخطر خلال الأسابيع الـ12 الأولى، عندما يكون خطر الإجهاض أعلى قليلاً.
الدكتورة بروك فانديرمولن، الطبيبة المتخصصة في التوليد وأمراض النساء، علقت على توصيات الدراسة، مؤكدة أن كميات صغيرة من الكافيين أثناء الحمل لا تؤدي إلى أي ضرر. وتوافقت وجهة نظرها مع الرأي القائل بعدم وجود سبب يمنع من الاستمرار في اتباع الإرشادات الحالية، التي تنص على تحديد استهلاك الكافيين إلى 200 ملغ يوميًا، مع ضرورة مراقبة المرأة الحامل لهذا الحد، وعدم تجاوزه.
وأشارت إلى أن النساء عمومًا تزيد لديهن الحساسية من آثار الكافيين، مثل: خفقان القلب والأرق، كما أن الكافيين مدرّ للبول، وهو ما لا تحتاجه المرأة الحامل.
نصائح للحامل التي لا تستطيع الاستغناء عن القهوة:
- التبديل إلى القهوة المنزوعة الكافيين.
- تقليل الاستهلاك إلى كوب واحد فقط يوميًا.
- استبدال القهوة بمشروبات عشبية آمنة، مثل: البابونج أو النعناع.