لا يجب أن تتجاهلي إشارات الجسم، التي لا يُلاحظ تأثيرها إلا بعد فوات الأوان، ومن بين هذه الإشارات المهمة، التي قد تظهر على السطح، تبرز «دوالي الساقين» كواحدة من أكثر الحالات التي يستهان بها في البداية. إذ يُعتبرها البعض مجرد مشكلة تجميلية، بينما قد تحمل في طياتها عواقب صحية كبيرة؛ إذا لم تُعالج مبكرًا.
«دوالي الساقين» ليست مجرد مشكلة تجميلية عابرة، بل هي حالة صحية تستحق الاهتمام والتعامل معها بحذر. والخبر الجيد لكِ، هو أنه كلما تم اكتشاف الحالة مبكرًا، واتبعتِ خطوات العلاج المناسبة، كانت النتائج أفضل لكِ. الساقان، اللتان تتحملان جسدنا طوال اليوم، تستحقان العناية المستمرة؛ لحمايتهما من أي مشكلات صحية قد تطرأ عليهما.
-
«دوالي الساقين».. أوردة الجسم تُظهر وجود مشكلة
إليك كل ما يجب أن تعرفيه عنها:
«دوالي الساقين».. كيف تحدث ولماذا؟
«دوالي الساقين» حالة مرضية تحدث عندما تتعرض الأوردة السطحية القريبة من الجلد للتمدد بسبب خلل في صمامات الأوردة. هذه الصمامات، التي تعمل على ضمان تدفق الدم باتجاه واحد، قد لا تؤدي وظيفتها بشكل صحيح، ما يتسبب في تراكم الدم داخل الأوردة، وتضخمها.
والأوردة المتضررة تصبح مرئية على سطح الجلد بشكل واضح، وغالباً تتخذ اللون الأزرق أو البنفسجي الداكن، وتبدو مشوهة وملتوية. ويظهر هذا التمدد، غالبًا، في مناطق، مثل: الجزء الداخلي للساق، وخلف الركبة، وعند الكاحلين.
أكثر من مجرد مظهر جمالي:
قد تكون «دوالي الساقين» غير مؤلمة في البداية، لكن الأعراض تبدأ بالتفاقم مع مرور الوقت، وتتمثل في:
- ثقل الساقين: الشعور بثقل أو إرهاق في الساقين، خاصة بعد فترات طويلة من الوقوف أو الجلوس.
- تورم القدمين والكاحلين: قد يترافق مع ارتفاع درجات الحرارة أو بعد التمارين.
- شعور بالحرقان أو الحكة: في الأماكن التي يتضرر فيها الوريد، يشعر البعض بألمٍ يشبه الحرق أو بحكة مزعجة.
- تغيرات جلدية: مثل: الجفاف، والطفح الجلدي، وتغير لون الجلد إلى البني، وتطور تقرحات جلدية في الحالات المتقدمة.
وغالبًا، تزداد هذه الأعراض مع نهاية اليوم، خصوصًا مع الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة في وضعية ثابتة. كما قد تتفاقم في أوقات معينة أثناء الدورة الشهرية، أو الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، التي تؤثر في جدران الأوردة، ما يجعل النساء أكثر عرضةً للإصابة.
-
«دوالي الساقين».. أوردة الجسم تُظهر وجود مشكلة
عوامل خطر:
بينما تلعب العوامل الوراثية دوراً مهماً في تطور «دوالي الساقين»، هناك أيضاً عوامل بيئية ونمط الحياة، التي قد تساهم في ظهورها، مثل:
- الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: العامل الأكثر شيوعًا، خاصة في وظائف تتطلب الجلوس أمام الكمبيوتر لفترات طويلة، أو الوقوف طوال اليوم في بيئات العمل.
- السمنة: الوزن الزائد يزيد الضغط على الأوردة، ويجعلها أكثر عرضة للتمدد.
- الحمل: خلال الحمل، تتعرض المرأة لتغيرات هرمونية وزيادة في حجم الدم، ما يؤدي إلى ضغط إضافي على أوردة الساقين.
- التقدم في العمر: مع تقدم العمر، تصبح جدران الأوردة أكثر ضعفًا، ما يزيد احتمال تمدد الأوردة.
لماذا لا يجب إهمال «دوالي الساقين»؟
إذا تُركت «دوالي الساقين» دون علاج، فقد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تشمل:
- تكون الجلطات الدموية: يتراكم الدم في الأوردة المتضررة ويشكل جلطات، ما قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية.
- التغيرات الجلدية الخطيرة: الجفاف، تغير اللون، أو التقرحات التي يصعب شفاؤها.
- التهاب الأوردة: الأوردة المتضخمة قد تصبح أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات، ما يسبب ألمًا شديدًا وتورمًا.
خطوات بسيطة لحياة أكثر صحة:
الوقاية من «دوالي الساقين» ليست معقدة، ويمكن أن تُحقق نتائج فعالة باتباع بعض التعديلات البسيطة في نمط الحياة، مثل:
- الحفاظ على وزن صحي: الوزن الزائد يزيد الضغط على الأوردة، لذا يساعد الحفاظ على وزن مناسب في الوقاية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: الأنشطة البدنية، مثل: المشي، وركوب الدراجة، والتمارين التي تقوي عضلات الساقين، تحسن الدورة الدموية، وتمنع تراكم الدم في الأوردة.
- تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة: إذا كنتِ مضطرة للوقوفِ أو الجلوسِ لفترات طويلة، فاحرصي على التحركِ بشكل دوري ورفع الساقين لتحفيز تدفق الدم.
- استخدام الجوارب الضاغطة: هذه الجوارب توفر ضغطاً مناسباً على الساقين، وتحسن الدورة الدموية، ما يساعد على تقليل التورم والانتفاخ.
-
«دوالي الساقين».. أوردة الجسم تُظهر وجود مشكلة
من العلاج البسيط إلى التدخل الطبي:
إذا تطورت حالة «دوالي الساقين»، وأصبحت مزعجة أو مؤلمة، فهناك العديد من الخيارات العلاجية المتاحة، وتشمل:
- التصليب (Sclerotherapy): يتضمن حقن مادة خاصة داخل الوريد المتضرر تعمل على غلقه تدريجيًا، ما يؤدي إلى اختفائه بمرور الوقت.
- العلاج بالليزر وموجات الراديو: يتم استخدام الحرارة لإغلاق الأوردة المتضخمة، دون الحاجة إلى جراحة.
- الجراحة التقليدية: في بعض الحالات المتقدمة، تكون الجراحة لإزالة الأوردة المتضررة الحل الأنسب.
- الحقن بالأدوية المسيلة للدم: في حالة وجود جلطات دموية، قد يُنصح بتناول أدوية تمنع تكوّن الجلطات.
الجانب الجمالي: تحسين مظهر الساقين بعد العلاج:
العناية بـ«دوالي الساقين» بعد علاجها أمر ضروري، ولا تقتصر على الجانب الصحي فحسب، بل تشمل أيضًا الجانب الجمالي، إذ يمكن إجراء علاجات تجميلية، مثل:
- جلسات الليزر التجميلية: تساعد على تقليل آثار الدوالي بعد علاجها.
- التدليك الليمفاوي: يعزز الدورة الدموية، ويساعد على إزالة السوائل المحتبسة.
- الحمامات الباردة: تساعد في تخفيف التورم والانتفاخ.