يسعى «ملتقى أندية القراءة العربية 2025»، الذي اختتمت فعاليات دورته السابعة، التي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، إلى دمج مجتمعات القراء داخل دولة الإمارات وخارجها، ضمن منظومة معرفية موحدة، وتحفيز القراءة الجماعية، من خلال توفير بيئة داعمة لتبادل الأفكار والرؤى، بما يسهم في بناء مجتمع معرفي متفاعل، فضلاً عن إثراء الحوار الأدبي عبر مناقشة الأعمال الحديثة بمنهجية تحليلية وإبداعية، وبناء شبكات تواصل مستدامة، تُعزز التعاون وتبادل الخبرات بين المهتمين بالأدب في مختلف أرجاء الوطن العربي.
-
«ملتقى أندية القراءة العربية 2025».. بناء مجتمع معرفي عربي انطلاقاً من الإمارات
وسلطت جلسات «الملتقى» الضوء على تحليل ومناقشة الروايات الست، المرشحة ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (IPAF) لعام 2025، التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية سنوياً، وهي: «دانشمند» لأحمد فال الدين من موريتانيا، و«وادي الفراشات» لأزهر جرجيس من العراق، و«المسيح الأندلسي» لتيسير خلف من سوريا، و«ميثاق النساء» لحنين الصايغ من لبنان، و«صلاة القلق» لمحمد سمير ندا من مصر، و«ملمس الضوء» لنادية النجار من الإمارات، من خلال برنامج ثري من الحوارات التفاعلية، التي جمعت نخبة من رؤساء وأعضاء أندية القراءة المحلية والعربية.
ويهدف «الملتقى» إلى الوصول إلى قراءة معرفية ونقدية، تُثري المتلقي وتدفعه إلى التفكير والمساءلة والتأمل، وتحويل القارئ من متلقٍّ إلى شريك في إنتاج المعنى، وهو أحد أهم الأدوار التي تضطلع بها «استراحة معرفة»، وأنديتها المتنوعة.
ونجحت دولة الإمارات، بالرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة، في جعل القراءة باللغة العربية في مقدمة اهتمامات المجتمع على اختلاف فئاته، وحولت القراءة إلى أسلوب حياة خاصة عند الشباب واليافعين والأجيال الجديدة، حيث عرفت الإمارات نوادي القراءة أو صالونات الكتاب منذ سنوات طويلة، لعل أبرزها صالون الملتقى الأدبي الذي انطلق سنة 1999، وتتعدد الصالونات ونوادي القراءة وتتنوع، وتسهم في تعزيز القراءة بصورة فاعلة وإيجابية في كافة أنحاء الدولة، منها ما يديره الأفراد بالمجتمع، ومنها ما تديره مؤسَّسات رسمية، وأهلية.
وتوزعت جلسات «الملتقى» على ثلاث مراحل، شهد خلالها المشاركون نقاشات نقدية، تناولت الجوانب الفنية والفكرية في الأعمال الأدبية المختارة، بما ينسجم مع أهداف «الملتقى» في ترسيخ ثقافة القراءة الجماعية، وتنمية مهارات التحليل الأدبي. كما أتاح الحدث منصة إلكترونية خاصة؛ لتمكين الحضور من التصويت لاختيار الرواية الأبرز، استناداً إلى معايير قرائية محددة ومتخصصة.
وجاء تنظيم «ملتقى أندية القراءة العربية»، تتويجاً لاتفاقية الشراكة المعرفية المتميزة، التي تم توقيعها مؤخراً بين مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ومركز أبوظبي للغة العربية، التي تهدف إلى توحيد الجهود في دعم مبادرات النهوض بالقراءة، والارتقاء بالحراك الأدبي والمعرفي في العالم العربي.