لا يتوقف الابتكار والإبداع عند حد معين، فهو المعين الذي يعزز الوعي العام في مختلف جوانب التنمية الإنسانية، لهذا السبب أقرت منظمة الأمم المتحدة يوم 21 أبريل، من كل عام، مناسبة لليوم العالمي للابتكار والإبداع، بهدف حل المشكلات في سياق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المستدامة.
وتحرص منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بمساعدة الدول المنضوية تحت مظلتها على بناء نسيج ثقافي متنوع، يدعم النمو الاجتماعي والاقتصادي، وتعزيز صناعاتها الإبداعية، وترويج حرية الإبداع.
وتشمل الصناعات الإبداعية منتجات سمعية وبصرية، وتصميماً، ووسائط جديدة، وفنوناً أدائية، ونشراً، وفنوناً بصرية، وهي قطاعات بالغة التأثير في الاقتصاد العالمي، بما يُتيحه من توليد للدخل، وإيجاد للوظائف، وزيادة للعائدات من الصادرات. كما تُعد الثقافة والفنون عنصرين رئيسيين من عناصر التنمية المستدامة، ومصدراً للهوية والابتكار والإبداع، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، خاصة في ظل الثورة الرقمية التي يعيشها العالم حالياً.
-
اليوم العالمي للابتكار والإبداع.. الإمارات تتسيد المشهد
وتشكل مناسبة «اليوم العالمي للابتكار والإبداع» زخماً جديداً لأهداف التنمية المستدامة، وصولاً إلى تبني فكرة، مفادها أن الابتكار أمر جوهري لاستخلاص الإمكانات الاقتصادية للأمم، فالإبداع والابتكار وريادة الأعمال الشاملة تتيح فرصاً واسعة للنمو الاقتصادي وإيجاد الوظائف، لاسيما للنساء والشباب.
كما أنها تتيح حلولاً لبعض التحديات الأكثر إلحاحاً، مثل: القضاء على الفقر، واستئصال الجوع. لقد بات الإبداع والابتكار، على المستويين الفردي والجماعي، الثروة الحقيقية للأمم في القرن الحادي والعشرين.
وتعد دولة الإمارات في طليعة دول العالم، التي تهتم وتعنى بالابتكار والإبداع، باعتبارها نموذجاً عالمياً في هذا المجال، حيث استطاعت بجهودها المتنوعة استقطاب المبتكرين والمبدعين، وتحقيق قفزات ملموسة وريادية، حتى أصبحت من أولى دول المنطقة والعالم في مؤشر التنافسية.
وتعتبر القيادة الرشيدة في الإمارات، الابتكار والإبداع، محركين أساسيين لبناء مستقبل مستدام، وما تشهده الدولة من حراك فاعل في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، يعكس أهمية الاستثمار في الإنسان، وضرورة دعم الأفكار الإبداعية والحلول المبتكرة في كافة المجالات.
ومن أبرز الأمثلة على رعاية دولة الإمارات للابتكار والإبداع، تخصيصها شهراً سنوياً للابتكار في كل المجالات، إذ تحتفي الدولة بالمبتكرين والمبدعين في جميع أنحاء الإمارات، طوال شهر فبراير من كل عام، من خلال إقامة مبادرات وملتقيات تعزز جهود المبتكرين وتدعمهم في إبداعاتهم المستدامة، وصولاً إلى تقديمها في خدمة البشرية، وإبراز إبداعاتهم.
وتعتبر مبادرات دعم الابتكار، في الإمارات، جزءاً أساسياً من استراتيجية الدولة الشاملة للتحول نحو اقتصاد المعرفة، وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للابتكار. وسلطت فعاليات «الإمارات تبتكر 2025»، في دورتها العاشرة، الضوء على عقد كامل من الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجالات الإبداع والابتكار والتطوير، من خلال مئات الأنشطة والفعاليات على مستوى الدولة طوال شهر فبراير الماضي، بما يعكس التزام القيادة الرشيدة بجعل الابتكار محوراً أساسياً في عملية التنمية الشاملة. وتجري فعاليات هذا العام تحت شعار «قوة الابتكار»، الذي يجسد نهج حكومة الإمارات في استدامة الابتكار وتعزيزه في مختلف مجالات العمل، وتشمل هذه الفعاليات عرضاً للمشروعات الابتكارية من مختلف الجهات الحكومية، مثل: مشروع السفر الذكي، ومشروع خدمات الربط المؤسسي من الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ. وأسفرت الجهود المبذولة في هذا المجال عن تحقيق نتائج ملموسة، حيث تبوّأت الدولة المرتبة الـ31 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2024، متقدمة بذلك 3 مراكز عن العام السابق.