في جزيرة السعديات، تلك البقعة المتوهجة بالإشعاع الثقافي والفني بقلب أبوظبي.. احتفت مؤسسة بسام فريحة للفنون بمرور عام على انطلاق رحلتها الإبداعية؛ فهو عام حافل بالإنجازات، التي ترسخ مكانتها منارةً لدعم التعبير الفني، وتعزيز التبادل الثقافي، وإثراء الحوار الإبداعي محلياً وإقليمياً، وعالمياً. هذه الذكرى السنوية تجلّت كاحتفالية فنية متكاملة، زاخرة بالفعاليات والعروض المتنوعة، التي عكست رؤية «المؤسسة» الطموحة، والتزامها الراسخ برعاية المواهب والإبداعات.
-
عام على تأسيس «بسام فريحة للفنون».. واحة إبداعية تحتفي بالتنوع في قلب «السعديات»
«معرض التعليم».. فضاء جديد يضيء دروب الإبداع:
في أمسية استثنائية، حضرها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ونخبة من الشخصيات، والطلاب، من عشاق الفنون.. استضافت «المؤسسة» حفل استقبال بهيجاً، تخلله عرض «درون» مذهل، بمناسبة هذه الذكرى السنوية المهمة، وشكّل الافتتاح الرسمي لـ«معرض التعليم» الحدث الأبرز في هذه الاحتفالية. هذا الملحق الفني الجديد، الذي يضاف إلى فضاءات «المؤسسة» المتعددة، يضم - بين جنباته - معارض فنية متخصصة، ومساحات رحبة مخصصة لورش العمل الإبداعية، وقاعة مفتوحة تستقبل مختلف المناسبات الثقافية والفنية. ويجسد «معرض التعليم»، بذلك، التزام «المؤسسة» العميق برعاية الإبداع الفني الناشئ والمخضرم، على حد سواء، ويعكس طموحها النبيل لتوفير بيئة ملهمة، تُثري عقول الفنانين والطلاب، وعموم الجمهور، بتجارب ثقافية قيّمة، تتجاوز حدود التقليد.
إطلالة على إبداعات الغد.. وتوقيع فنان عالمي:
تزامنًا مع إزاحة الستار عن «معرض التعليم»، شهدت الاحتفالية إطلاق عرض إبداعي مميز لطلاب مدرسة «كرانلي أبوظبي»، الذين قدموا باكورة إنتاجهم الفني تحت عنوان «الانطباعات الأولى». هذا المعرض الطلابي، الذي يستمر حتى الحادي عشر من مايو 2025، يحتفي بخيال الطلاب الخصب، ورؤيتهم الفنية الشابة، التي تبلورت ثمرةً لورش فنية نوعية نظمتها مؤسسة بسام فريحة للفنون. وأتاحت هذه الورش، للجيل الصاعد، فرصة استكشاف آفاق واسعة من الأساليب الفنية المتنوعة، بدءًا من الواقعية التصويرية الدقيقة، وصولًا إلى التجريدية الجريئة، تحت إشراف نخبة من الفنانين والمعلمين المحترفين، الذين بذلوا جهودًا مضنية لتشجيع التجريب والتعبير عن الذات لدى هؤلاء المبدعين الواعدين. ويُعد هذا المعرض بمثابة الانطلاقة الأولى لسلسلة من العروض الطلابية المستقبلية، التي ستنظمها المؤسسة بشكل دوري، مؤكدة - بذلك - دورها المحوري في رعاية المواهب الشابة.
-
عام على تأسيس «بسام فريحة للفنون».. واحة إبداعية تحتفي بالتنوع في قلب «السعديات»
وفي لفتة فنية استثنائية، كشفت «المؤسسة» النقاب عن منحوتة فنية ضخمة للفنان الإيطالي العالمي الشهير لورينزو كوين، تحمل عنوانًا بسيطًا وعميق الدلالة «الحب». هذه المنحوتة، المصنوعة ببراعة من شبكة أسلاك فولاذية، وأضواء (LED)، تجسد يدين بشريتين متشابكتين بلمسة إنسانية دافئة، تستحضر في طياتها مشاعر الوحدة العميقة، والحنان الصادق، والتواصل الإنساني الأصيل، الذي يتجاوز حدود اللغة والثقافة. وقد صُمم هذا العمل الإبداعي؛ ليجسد روح المسؤولية المجتمعية، التي يتبناها «عام المجتمع 2025» في دولة الإمارات، مقدّمًا للجمهور تذكيرًا بصريًا قويًا بالروابط المتينة، التي تربطنا بمجتمعاتنا. وسيظل هذا العمل الفني المؤثر معروضًا حتى الحادي والثلاثين من أغسطس 2025، ليثري المشهد الفني في جزيرة السعديات بروائعه.
عامٌ من التألق.. والتقدير:
شكلت الذكرى السنوية الأولى للمؤسسة محطة تقييمية قيّمة، أتاحت لها الوقوف بتأمل على إنجازات عامها الأول، واستعراض النجاحات التي حققتها في فترة وجيزة. وقد حصدت «المؤسسة» تقديرًا رفيعًا تمثل في جائزة «تصميم الشرق الأوسط 2024» كأفضل مشروع ثقافي للعام، وهو اعتراف بتصميمها المبتكر، ورؤيتها الاستثنائية التي نجحت في دمج عوالم الفن والثقافة والهندسة المعمارية بتناغم ملهم، كفضاء فريد يحتفي بالإبداع.
ولا يزال برنامج «المؤسسة»، الحافل بالجلسات الإرشادية الملهمة، وورش العمل التفاعلية التي تنمي المهارات، والمبادرات التعليمية المتنوعة، يستقطب حضورًا واسعًا ومتنوعًا من أفراد المجتمع والأعمار، ما يؤكد دور «المؤسسة» كمركز حيوي للتفاعل الثقافي والمعرفي.
وانطلاقًا من التزامها الراسخ بدعم الفنانين على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، والمساهمة الفعالة في تنمية المشهد الفني المزدهر في أبوظبي.. حرصت مؤسسة بسام فريحة للفنون على توفير مساحة حاضنة لإبداعاتهم، واستضافت - منذ انطلاقتها في مارس 2024 - سلسلة من المعارض الفنية المؤثرة، التي تركت بصمة واضحة في المشهد الثقافي.
ويُعدّ معرض «الساعة الأبدية.. 20 عامًا من التجريد الإماراتي» من أبرز المحطات الفنية، التي احتضنتها «المؤسسة»، وأكثرها تأثيرًا. وقد نُظّم هذا المعرض المهم بالتعاون الوثيق بين وزارة الثقافة في دولة الإمارات، ونخبة من الفنانين الإقليميين البارزين، بالإضافة إلى جامعي التحف، والمعارض الفنية المرموقة، مقدّمًا للجمهور تجربة فنية غنية، أتاحت له الغوص في عوالم الفن التجريدي الإماراتي المعاصر، واستكشاف تطوره على مدى عقدين من الزمن.
وفي معرض «أصداء الشرق»، تجلت روائع الفن الاستشراقي من المجموعة الخاصة القيّمة لبسام سعيد فريحة، لتكشف عن جماليات هذا التيار الفني، وتأثيره العميق. بينما حمل معرض «حديقة المعادن»، الذي أقيم بالتعاون المثمر مع سفارة جمهورية البرازيل الاتحادية، تجربة فنية تأملية فريدة، دعت الزوار إلى استكشاف العلاقة بين الفن والطبيعة من منظور مختلف.
وفي أحدث عروضها الفنية، قدمت المؤسسة معرضين جديدين للفنان الإيطالي المبدع ستيفانو سيمونتاكي، المعروف بلقب «ذا بريزم»، وذلك تحت إشراف القيِّم الفني المرموق ماركو سينالدي، الفيلسوف الحائز درجة الدكتوراه، والمتخصص في نظرية الفن المعاصر. ويمتاز المعرضان: «مشروع الوحدة»، و«رحلة الثقة والامتنان والحب»، بالتفاعل الحيوي بين الأشكال الهندسية والألوان الزاهية، بالإضافة إلى التراكيب الدائرية الفريدة والأسطح العاكسة، التي تخلق تجربة بصرية آسرة. وتترافق هذه التجربة الفنية الغنية مع سلسلة من الجلسات، والبرامج العامة التفاعلية، التي تركز على جوانب الرفاهية الشاملة، وتشمل: العلاج بالصوت الهادئ، والتأملات الموجهة التي تهدئ الروح، ودروس اليوغا التي تعزز الانسجام الجسدي والعقلي، وحوارات معمقة مع الفنان نفسه، وورش عمل تفاعلية تتيح للزوار الانخراط المباشر مع العمل الفني. وتستمر هذه التجربة الفريدة حتى الحادي والثلاثين من أغسطس؛ لتمنح الجمهور فرصة استكشاف عوالم فنية جديدة وثرية.
في عامها الأول.. رسخت مؤسسة بسام فريحة للفنون مكانتها كمركز إشعاع ثقافي وفني حيوي في أبوظبي، ملتزمة بدعم الإبداع، وتعزيز الحوار الثقافي، وتقديم تجارب فنية ثرية ومتنوعة للجمهور. ومع انطلاق «معرض التعليم» واستضافة أعمال فنية عالمية المستوى، تتطلع «المؤسسة» بثقة نحو مستقبل مشرق، مؤكدة على دورها المتنامي في إثراء المشهد الفني بدولة الإمارات، وترسيخ مكانتها كوجهة ثقافية رائدة.